الجزائر

توجّه جديد رائج في المنازل والمطاعم: «أسماك الزينة».. موضة ديكورات المنازل العصرية



انتعشت مؤخرا، تجارة أسماك الزينة الملوّنة بقسنطينة، بفضل القفزة النوعية في عالم الديكورات المنزلية التي أتاحت خيارات متنوّعة من أحواض الزينة، حسب ما لاحظناه و أكده تجار للنصر، قالوا بأنها أصبحت تصمّم في شكل قواطع داخل المنزل أو ضمن تركيبة الجدران أو الأثاث، حتى تتلاءم مع أذواق عشاق الطبيعة البحرية، الذين يحبون كثيرا تربية الأسماك لما توفره من راحة و هدوء يساعد على التخلص التوتر.روجت لها مواقع التواصل الافتراضي
لعبت مواقع التواصل الاجتماعي فضلا في رواج تجارة أسماك الزينة، إذ تعرض صفحات تجار ومهندسي ديكورات داخلية، مقاطع فيديو تتضمن كل ماله علاقة «بالأكواريوم التزيني وأسماك الزينة» وينصح هؤلاء متابعيهم باعتماد هذا التفصيل في المنازل أو الشركات و المحلات والمطاعم الفخمة، لما تضفيه من حيوية على الفضاء الداخلي كما تعد لمسة راقية كذلك، وقد لاحظنا تفاعلا لافتا مع بعض المنشورات حيث تمحورت التعليقات حول البحث عن أرقام أو عناوين مكاتب أو مصممين محترفين في المجال، لتجسيد نماذج معينة، وغالبا ما ترفق التعليقات من هذا النوع بصور لشرح الديكور المطلوب المتضمن لحوض الأسماك.
مقابل ذلك، يتساءل آخرون عن أماكن بيع أصناف معينة وعن كيفية رعايتها، وهو اهتمام دفعنا إلى القيام باستطلاع ميداني قادنا إلى محلات مختصة في بيع أسماك الزينة، للوقوف على مدى الإقبال عليها لدمجها في ديكور المنزل الداخلي، فقال التاجر سيد علي بوعجمين، صاحب محل «نوفا قاردن» لبيع أسماك وطيور الزينة، بأن تجارة أسماك الزينة شهدت قفزة نوعية في ظرف وجيز، و تحديدا منذ نهاية الجائحة إلى الآن، علما أن الإقبال عليها يزيد خلال فصل الشتاء حسبه، لأن الناس يميلون أكثر إلى قضاء وقت أطول في المنازل، فيصابون بالملل، ويبحثون عما يكسر روتين الغرف ولذلك ينشغلون بمراقبة الأسماك والعناية بها.
وأكد المتحدث، بأن أحواض أسماك الزينة تعتبر موضة رائجة جدا هذه الفترة في الديكورات الداخلية للمنازل والمطاعم الراقية، وذلك لدورها الكبير في إبراز فخامة المكان، خاصة وأن المواد المستخدمة لملء الأحواض كثيرة، منها الحصى الصغيرة الملساء متعددة الأشكال والألوان والصخور الطبيعية، والأحجار البراقة، خصوصا الأصناف التي تعكس الإضاءة وتبرز جمال النباتات والأعشاب البحرية داخل الحوض.
وأضاف، بأن أحواض الزينة أصبحت مطلوبة في المقاهي والفنادق والمجمعات التجارية، أين توظف كخلفية لإضفاء جاذبية ورقي على المكان، وقال إن لمواقع التواصل الاجتماعي فضلا كبيرا في رواج تجارة أسماك الزينة، لأنها وفرت فضاء مجانيا وكبيرا للترويج لفائدة مهندسين ومصممي ديكورات وباعة أسماك، وهي أيضا جسر سهل للتواصل مع الزبائن عبر مختلف ولايات الوطن.
أسماك «تروبيكال» تستهوي الشباب
وحسب زبائن تحدثنا إليهم خلال جولتنا بين المحلات، فإن أكثر أنواع الأسماك جمالا و طلبا هي « الأسماك الحمراء» التي تنتمي إلى عائلة السمكة الذهبية، و من مميزاتها أنها مسالمة تعيش بانسجام مع باقي الأصناف الأخرى، كما يمكنها أن تعيش لعدة سنوات إن تم الاعتناء بها وحسب بائع لمحل بعلي منجلي، فإن هذا النوع هو المفضل للعائلات والأطفال، أما الشباب فيختارون الأسماك الاستوائية أو ال «تروبيكال»، على غرار «مولي» و «بليكو» و «كوريدوراس»، إضافة إلى «ليتيترا»، و»دانيو» و «نيوبلو» و «لبلاتي» و «كوشونيس»، والمميز فيها طريقة عيشها فهي بحسبه، كثيرة الحركة وتخلق جوا جميلا بداخل الحوض.
وتوجد أنواع أخرى تستقطب الرجال وهواة تربية الأسماك، يضيف محدثنا، على غرار السيكليد الأفريقي، والأوسكار الأمريكي اللذان يتصفان بسرعة الحركة، إضافة إلى سمكة الشبح السوداء ذات الرقصات الجميلة وهي بحسبه، أسماك تتصف عموما بالعدوانية و لا يمكن أن تتعايش مع سلالات أخرى لأنها ستتغذى عليها، كما تفضل العيش في أحواض كبيرة لأنها سريعة الحركة.
تستورد من ماليزيا وتنزانيا
وأضاف صاحب المحل، بأن أغلبية أنواع أسماك الزينة تستورد من تايلندا و ماليزيا و سنغفورة، إضافة إلى تنزانيا وزامبيا، لأن البحيرات هناك تعتبر البيئة المثالية لتكاثر و عيش أصناف متعددة من أسماك الزينة التي يفضلها الجميع «كالفلاور» و»الأوسكار».
وذكر المتحدث، أن هناك من المربين المحترفين من يقومون بتوفير الجو المناسب لهذه الأسماك تماما كموطنها الأصلي حتى تتكاثر وتطول فترة عيشها، سواء من حيث مراقبة درجة حرارة المياه، أو تنظيم الإنارة ومراعاة كمية الأكل المناسبة والوقت المثالي لإطعامها وما إلى ذلك.
و حسب سيد علي، فإن أسماك الزينة تتطلب رعاية خاصة، إذ يجب بحسبه على المقبلين على شراء أي نوع منها، معرفة أسرار حياتها وطرق عيشها، لأنها معلومات ضرورية لبقائها على قيد الحياة، و الجهل بهذه التفاصيل هو ما يسبب نفوقها دائما خلال فترة وجيزة من شرائها.
وأكد، أن من أساسيات تربية أسماك الزينة، اختيار الأنواع التي تتلاءم مع حجم «الأكواريوم»، فلا تكون كبيرة جدا فيه و تعجز عن التحرك بحرية، ولا صغيرة فتضيع كليا، كما أنه يمنع الجمع بين سمكة هادئة وأخرى عدائية داخل حوض واحد. وشدد التاجر، على ضرورة الاعتناء بنظافة الحوض لأن أي تكاسل سيحوله إلى بركة وحل لا تبهج العين ولا تريح الأعصاب، و سيكون لذلك تأثير سلبي على السمك.
سعرها يبدأ من 100 دينار
وبحسب ما وقفنا عليه خلال جولتنا الميدانية، فإن التكلفة الإجمالية لحوض أسماك عادي بمستلزماته، تقدر بنحو 3000 دينار، ويختلف السعر حسب نوعية الأحواض وحجمها، والأسماك التي تعيش داخلها وطبيعة ألوانها وأصنافها، وهو ما أكده لنا منذر، صاحب محل «سحر الطبيعة» قائلا، بأن قيمة بعض الأصناف قد تتجاوز 50 ألف دج.
وأضاف المتحدث، بأن سعر أسماك الزينة يبدأ من 100 دينار ويصل حتى 70 ألف دج أو أكثر، خاصة إذا كانت من صنف جيد، أو مهجنة من صنفين جيدين.
وأخبرنا كذلك، بأن طعام أسماك الزينة، يستورد من عدة بلدان على رأسها الصين و فرنسا و إسبانيا، و يتحدد السعر حسب الوزن و الكمية المطلوبة والنوعية، منوها في ذات السياق، بأنه يفضل إعطاء الأسماك كمية صغيرة من الحبوب مرة واحدة في اليوم، لأن هناك قاعدة تقول إنه «كلما جاعت الأسماك أصبحت مناعتها أقوى والعكس صحيح».
ولفت الشاب، إلى أن هناك عددا من مربي الأسماك، يصنعون حبوبا محلية بفضل خبرتهم في المجال ويسوقونها للتجار، وذلك لكون المنتجات المستوردة مكلفة جدا، رغم أنها مصنوعة من نفس المكونات مع فارق بسيط في الكيل الخاص بالفيتامينات في الغرام الواحد.
تتطلب رعاية خاصة
وأوضح منذر، بأن عالم تربية أسماك الزينة واسع جدا، يتطلب اطلاعا وبحثا كبيرين لضمان حياة الأسماك، فهي ليست كائنات للترفيه فقط، بل لها الحق في الحياة والتكاثر والغذاء، مشيرا إلى أن عدد الأسماك في الحوض يحتكم لحجم الحوض ومدى اتساعه. وذكر المتحدث، أن أسماك الزينة لا تعيش لفترة طويلة في غالب الأحيان وذلك بسبب الإهمال، أو إذ كان بائعوها لا يهتمون بتقديم الإرشادات الصحيحة للزبون قبل بيعه السمكة، خصوصا ما تعلق بالطعام والإضاءة.وأوضح الشاب، بأن مصممي الديكور أصبحوا يهتمون بشكل كبير بأحواض أسماك الزينة، لأنها قطعة مهمة وذات خصوصية تضفي لمسة طبيعية على المكان و لمسة من الفخامة كذلك، فضلا عن أنها تلعب دورا كبيرا في تهدئة الأعصاب وإراحة النفس، لما يعكسه الماء والخضرة وحركة الأسماك من صفاء وهدوء. لينة دلول


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)