الجزائر

توج مؤخرا بجائزة علي معاشي للمبدعين الشباب



توج مؤخرا بجائزة علي معاشي للمبدعين الشباب
تستعد دار فيسيرا للنشر لإصدار رواية ”الموت في زمن هش” للروائي الشاب محمد رفيق طيبي، والتي ستكون حاضرة خلال الصالون الدولي للكتاب في طبعته العشرين المقرر في 28 أكتوبر القادم.في 205 صفحات يقدم محمد رفيق طيبي نصا سرديا قدّم فيه الروائي محاولة لمقاربة ما يحدث في المجتمع العربي من تفكك وأزمات عن طريق إيجاد زاوية دقيقة للنظر بحثا عن رؤية جديدة تفسّر الهشاشة العارمة التي مزّقت العالم العربي منذ عقود، بداية بجزائر التسعينيات وصولا إلى انهيار سوريا وليبيا وباقي الدول. وداخل الخراب، أراد الروائي القول بوجود إمكانية للجمال ممثلة في قصة الحب التي تجمع هيام المثقفة والأكاديمية بطالب تدرسه سميّ في النص بعبد الوارث، حيث تمتنع لزمن طويل وصولا إلى ذروة النص ثم تنفجر بينهما علاقة جارفة تقودهما نحو أقصى جنون الحب والشبق وباقي التفاصيل التي يعرف بها الحب العربي، وهذا الأخير يراه الروائي معذبا عند العرب، فما يزال الحب غير ناضج وبائس مغلق عليه بالكثير من الحواجز، وحتى خروجه إلى الضوء يكون مرفوقا بأوجاع لا تنتهي وحصار دائم.يتذكر الروائي المثقفين الذين ماتوا في سنوات الدم، أمثال السعيد مقبل ورابح زناتي وغيرهم، ويروي قصة صحفية اغتيلت بشكل تراجيدي بانورامي يجعل المتلقي يؤمن بحقيقة الألم الذي مرّ، ويؤرخ النص أيضا للأمكنة وأهمها قلعة بني حماد ذات البعد التاريخي التي تقع بجبال المعاضيد، وأيضا بعض المعارك ضد الجماعات الإرهابية بجبال باتنة.وفي رواية ”الموت في زمن هش” نجد السياسي يمتزج بالعاطفي والإجتماعي لينتج مزيجا من الإشكاليات والحلول والأسئلة الضمنية الهادفة لبعث قارئ جديد لا يبحث عن الجاهز. تعد رواية ”الموت في زمن هش” العمل الثاني في مسار الكاتب بعد ”كتاب عاصفة العاطفة” التي صدرت عن منشورات سنة 2013. ”الموت في زمن هش” رواية تكتب جزءا من فترة مهمة وهي أزمة التسعينيات في الجزائر إلى ما يحدث في سوريا وليبيا والبلدان الأخرى، وتقدم مقارنة أو مقاربة أو محاولة لتفكيك بعض الألغاز. ويجمع النص السياسي بالعاطفي والاجتماعي ويوازي بينهم، حيث أراد محمد رفيق طيبي أن يقول أنّ من مكونات الجمال البشاعة وداخل البشاعة يوجد جمال أيضا.العنوان جاء معبرا عن الموت الذي كان حاضرا بقوة وأن الظروف الزمنية تمتاز بالهشاشة والضعف العام، فكان الموت في زمن هش كررّ القول ووثّقه الروائي بشكل يطلق على ثقة الحكم وأن الهشاشة لم تكن مجرد اتهام عابر.ويجد الروائي رفيق طيبي أن تطرقه لموضوع الراهن العربي ضرورة في ظل القلق الذي يعانيه المثقف في هذه المجتمعات المهددة بالانهيار المادي، بعد انهيار الجوانب المعنوية من ثقافة وفكر وقيم عالية، ويضيف:”لا يستطيع أي مثقف أن يكتب بتجاهل لما يحيطه فهو الموجوع الأول من الانتماء إلى وطن لا يستمع إلى صوته أولا، ثم إنه لا يستمع لصوت العقل ككل، فنجد أفرادا يهددون أمن دولهم بماذا؟ بقلة الوعي وانعدام الثقافة والمسؤولية لمن تعود للمثقف طبعا، فهذا دوره لكن محروم من تقديمه نظرا لغياب الأرضية المناسبة”.وبرر رفيق طيبي عودته إلى مرحلة التسعينيات والأزمة الأمنية التي مرت بها الجزائر، وسقوط عدد كبير من المثقفين ضحايا لهذه الأزمة، لكونها جزء من ذاكرتنا رغم أن الجيل الجديد لم يتعرف عليهم عن قرب، ورغم ذلك سمعنا عنهم متسائلا ”من لم يقرأ لطاهر جاووت مثلا؟ كلنا نتأسف ونخشى تكرار التجربة لأننا لم نتغيّر تماما، نفس الظروف التي فجرت الأزمة الأمنية خلال التسعينيات ماتزال حاضرة، هل أسسنا لوعي عام وتخلصنا من شبح الموت؟ لم يحدث ذلك بعد في ظل هذه البطالة والشعور بالعدمية وانعدام رؤية، الإنسان يصبح خطيرا حينما يشعر أن مستقبله مهدد، وهذا الذي نعانيه اليوم”.وحول مسالة ارتباط الكاتب بمحيطه والمجتمع الذي يعيش فيه وتأثيره على كتاباته، يقول رفيق طيبي:”طبعا، خاصة من يكتب نصوصا اجتماعية لابد أن يتورط فيما يحيطه، من يعيش في الجزائر لابد أن يعاني هموم الجزائريين التي تسكنه وتصبح هواجس يومية تقلقه أكثر من غيره باعتباره مطلعا على حياة الشعوب المتقدمة، وباعتباره يملك ولو جزءا صغيرا من الحلول التي لا يستطيع تطبيقها وربما حتى اقتراحها، فالمؤسسات تدير ظهرها للمثقف وترى فيه صوتا مرهقا ومزعجا، وهذا الذي يجب أن نعترف به فنحن جزء من شعب كسول تعود على السهل حد الابتذال ويرى في إنتاج الأفكار أو تطبيقها مصدرا لكسر الراحة الشاملة التي نغرق فيها منذ زمن بعيد. والذي زاد الطين بلة - مثلما يقال - هو رفاهية العولمة وما أنتجته من أفراد لا ينخرطون في أي عمل جاد أو تفكير صارم يفضي إلى نتائج مهمة.ولم يخف محمد رفيق طيبي الصعوبات التي واجهته في النشر، خاصة مع كتابه الأول الذي طبعه على حسابه وبمبلغ باهض وتأخر كبير، وتطلب منه صبرا واجتهادا كبيرين، لكن في الوقت نفسه يقول إن روايته الأخيرة التي ستصدر عن دار فيسيرا للنشر، لم يجد صعوبة مع الناشر توفيق ومان الذي وصفه بالمحترف.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)