الجزائر

توثيق بطولات المجاهدين يعتمد على التّقنيات الحديثة



أكّد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، الخميس، ببومرداس، أن دائرته الوزارية تعكف على استكمال إنجاز أفلام وأشرطة وتسجيلات بالصوت والصورة، تخلد وتبرز بطولات ومآثر المجاهدين إبان الحقبة الاستعمارية باعتماد التقنيات الحديثة.قال الوزير في تصريح صحفي عقب إشرافه على ندوة تاريخية بمناسبة إحياء الذكرى 69 لمعركة وادي هلال ببغلية (شرق) التي وقعت في 22 ديسمبر 1954، أنّ العمل جار حاليا لمواصلة واستكمال توثيق بطولات الثوار عبر الوطن من خلال الاعتماد على التقنيات والتكنولوجيات الحديثة.
واعتبر الوزير أنّ ما تم إنجازه إلى حد اليوم في هذا الصدد «إيجابي جدا»، مضيفا أن الدولة، من خلال وزارة المجاهدين، تعكف منذ سنوات على الحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية بتسجيل ما أمكن من الشهادات الحية لمجاهدين عايشوا الثورة وتوثيق التاريخ الوطني من أجل «التأسيس لصناعة مرجعية تاريخية».
وفي كلمته الافتتاحية، قال ربيقة إنّ إحياء ذكرى معركة وادي هلال، «يعيد إلى الأذهان تضحيات المجاهدين الشجعان الأبطال الذين تدافعوا إلى جبهات القتال وتحملوا مشاق طريق الحرية والكرامة فأحرزوا بذلك أساسا صلبا تقوم عليه اليوم الدولة الوطنية المستقلة بمرجعتيها النوفمبرية».
ووصف الوزير معركة واد هلال ب «أمهات المعارك» التي دارت رحاها بهذه الولاية التاريخية بعد 52 يوما فقط من اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، وكانت «مرجعا في التضحية والصمود البطولي لتسعة رجال واجهوا جيش الاستعمار الذي حاصرهم من كل الجبهات مدججا بالأسلحة الثقيلة».
للإشارة، كرمت خلال هذه الندوة التاريخية التي نشطها عدد من المجاهدين والمؤرخين، عائلات الشهداء والمجاهدين المشاركين في معركة واد هلال التاريخية، كما قدّم عرضا تقنيا لمشروع إعادة الاعتبار وتهيئة ثماني (8) مقابر للشهداء ببلديات بومرداس.
وخلال زيارته لبومرداس، دشّن الوزير ببلدية بغلية، معلما تذكاريا يخلد معركة واد هلال بقرية شرابة، وأشرف على إطلاق تسمية على الساحة العمومية الجديدة بقرية «دار بوني» باسم الشهيد متسانة اعمر، كما رفع الستار عن الجدارية المخلدة للمعلم التاريخي مركز التعذيب «دار بوني».
شهادات الرّجال..
أكّد عدد من المجاهدين، الخميس، ببومرداس، أن معركة وادي هلال الشهيرة ببغلية (شرق) التي حلت ذكراها 69 تعد «واحدة من أمهات وأوائل المعارك التي دارت رحاها بالولاية التاريخية الثالثة بعد أقل من شهرين من اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، حيث حقق خلالها تسعة مجاهدين نتائج مبهرة بعتاد قتالي بسيط.
جاءت هذه الشهادات خلال ندوة تاريخية إحياء للذكرى 69 لهذه المعركة (22 ديسمبر 1954) نظمت بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ببومرداس بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، والأسرة الثورية وعائلات الشهداء والسلطات الولائية وجمعيات المجتمع المدني.
واستنادا لشهادات ذكرت بالمناسبة من طرف مجاهدين عايشوا المعركة على غرار محمد بن صايبي ومازاري علي ورابح ظريف وحسبلاوي إبراهيم، تكمن أهمية هذه المعركة في التضحية والصمود البطولي لتسعة مجاهدين كان سلاحهم يومها خفيفا وقديما واجهوا به حصار شامل لجيش استعماري قوامه 8000 عسكري مدجج بالأسلحة الثقيلة والمدفعيات والطيارات الحربية.
كما تميزت هذه المعركة غير المتكافئة، التي جرت بوادي هلال بقرية شرابة بضواحي بلدية بغلية بنتائجها المبهرة وغير المنتظرة، حيث كبدوا جيش الاحتلال مقتل 31 جنديا نظاميا من ضمنهم ضابطين وجرح 80 منهم إلى جانب خسائر معتبرة في السلاح والعتاد، وفقا لذات الشهادات.
وذكر مؤرخون تدخلوا في هذا اللقاء، على غرار أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر 2 علال بيتور، أن هذه المعركة تواصلت على مدار 11 ساعة ابتداء من الساعة الخامسة صباحا، عندما شرع الجيش الفرنسي بتطويق وفرض حصار شامل على مستوى منطقة «وادي هلال» بقرية «شرابة»، ثم قام بتشديد الحصار أكثر على منزل عائلة الحداد الذي كان يوجد به المجاهدون التسعة لقضاء ليليتهم، وعقب ذلك انطلقت المقاومة وتوسعت.
وأضاف المتدخلون أن هذه المعركة خلدها تسعة أبطال خمسة منهم استشهدوا بعين المكان وهم قائد المعركة أمحمد القالمي والحداد رزقي وعيبدة السعيد وقاسيمي محمد وعباس محمد وأسر ثلاثة منهم وهم إيدير علي وشيخ محمد ومحمد بن محمود، وهومن أصل تونسي، بالإضافة إلى هروب ونجاة واحد فقط وهوعبديش محفوظ الذي روى مجريات المعركة من داخلها وبكل تفاصيلها.
وتضمن برنامج هذه اللقاء عرض فيلم وثائقي من 17 دقيقة من إخراج هشام رماضي، بعنوان «ملحمة عرش بني ثور: معركة واد هلال 22 ديسمبر 1954»، الذي يؤرخ لحيثيات وبطولات هذه المعركة من خلال تسجيل شهادات حية لمجاهدين عايشوا هذه المعركة وشهادات لمتوفين سجلت سابقا وأدرجت ضمن هذا الشريط.
كما جرى بالمناسبة تكريم عائلة الملازم بوكرشة حمود المدعو خالد الجزائري، ابن بلدية بودواو الذي كان يشغل منصب الحارس الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وسقط في ميدان الشرف سنة 1981 في لبنان، إلى جانب تكريم عائلات الشهداء والمجاهدين المشاركين في معركة واد هلال التاريخية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)