وصرح يوسف جباري ''لم أقتنع بالعرض المالي الذي قدمه نادي بروج لضم اللاعب سيد احمد عواج، مما دفعني لأن أوقف المفاوضات معهم وأطلب من اللاعب العودة إلى الجزائر''.
ويتواجد مهاجم المنتخب الأولمبي الجزائري ببروج منذ الأربعاء المنصرم بعد تلقيه دعوة من طرف إدارة النادي البلجيكي أملا في ضمه لصفوفها خلال فترة التحويلات الشتوية الحالية. واجتاز عواج (21 عاما) بنجاح كافة الاختبارات الفنية والطبية التي خضع لها، آخرها تألقه في المباراة الودية التي لعبها مساء أمس مع فريق الآمال أمام لوفان عندما سجل هدفا من بين الأهداف الأربعة لبروج.
وأخبر رئيس المولودية أن إمكانية انتقال لاعبه للاحتراف في بلجيكا بألوان نادي بروج ''واردة جدا خلال الصائفة القادمة''، مضيفا أنه اتفق مع مسيري الفريق البلجيكي على إبقاء باب الاتصالات مفتوحا أملا في التوصل إلى اتفاق مالي يرضي الجانبين''.
أكد المهاجم الشاب لأهلي البرج، صدام ميهوبي، أن مواجهة المباراة السابقة أمام مولودية باتنة ستبقى أجمل ذكرى له، بحكم أنها أول مباراة يلعبها أساسيا منذ انطلاقة الموسم الجاري، مشيرا إلى أنه يتشرف بثقة المدرب يونس إفتيسان التي جعلته يدخل بمعنويات عالية من أجل تأكيد مستواه التصاعدي، وصرح كذلك صاحب الـ 19 ربيعا أنه بصدد تطوير إمكانياته، خاصة بوجود عدد من اللاعبين ذوي الخبر والذين - حسبه - لم يبخلوا عليه بأية نصيحة وهم دوما يقدمون له جملة من النصائح والتشجيع، وأنه سيواصل العمل جاهدا بغية إقناع المدرب يونس إفتيسان في باقي المباريات القادمة...
- بداية، حققتم فوزا مهما على مولودية باتنة وهو خصم ليس بالسهل، ماهو تعليقك؟
* صحيح، مولودية باتنة فريق كبير ويبقى دوما مرشحا من أجل لعب ورقة الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، وأما بخصوص المباراة، فقد كانت صعبة للغاية أمام فريق يلعب أمام جمهوره وفوق ميدانه، الحمد لله تمكنا من تحقيق الفوز وأوقفنا بذلك سلسلة النتائج السلبية.
- أدخلك المدرب أساسيا لأول مرة خلال هذا الموسم ولعبت تسعين دقيقة كاملة، ألم تكن متخوفا من عدم إقناعه؟
* المدرب يونس إفتيسان يعرف جيدا إمكانيات كل لاعب من لاعبي الأهلي، فبعد تألقي في المباريات الودية التحضيرية خلال التربص الشتوي السابق، أكد لي أنه سيمنحني الفرصة في مرحلة العودة من أجل تأكيد إمكانياتي، وأتمنى أني قد وفقت في ذلك.
- ماذا قال لك إفتيسان قبل انطلاق المباراة؟
* أكثر ما يعجبني في المدرب إفتيسان أنه يهتم جيدا بالحالة النفسية لأشباله، فبعد أي تعثر نسجله، كان دوما يحاول الرفع من معنوياتنا ويحفزنا للعمل أكثر، أما بخصوص سؤالك، فقد حدثني ليلة الخميس، وأكد لي بأنه سوف يعتمد علي في الخط الهجومي إلى جانب بلقرفي، وطلب مني أن أركز فقط مع تعليماته ولا أبالي بما يجري في المدرجات.
- لاحظنا تفاهما كبيرا بينك وبين بلقرفي في الخط الهجومي؟
* الحمد لله، وليد لاعب موهوب ساعدني كثيرا خلال أطوار المباراة، مثله مثل كامل الزملاء ذوي الخبرة من أمثال بلطرش، بن دحمان وبن طيب،كلهم ساعدوني، خاصة في فترة مابين الشوطين وحفزوني على العمل أكثر خلال المرحلة وهو ماكان مني.
- أقلقت كثيرا دفاع ''أبناء الأوراس'' وتحصلت على ضربة جزاء؟
* أنا تحت أمر المدرب إفتيسان، نفذت أوامره وتعليماته كما طلب مني، تحصلنا على فرصة لقتل المباراة من ضربة جزاء لكنها ضاعت، والمهم أننا انتصرنا وهذا هو ''الصح''.
- ماهو انطباع المدرب إفتيسان على مردودك الشخصي خلال هذه المباراة؟
* بعد نهاية المباراة اقترب منا المدرب وشكرنا على النتيجة المسجلة وعلى عودة الروح القتالية للفريق، أما في حديثه الجانبي معي، فقد أكد لي بأنه راض عن مردودي خلال المباراة، وأنه بإمكاني أخذ مكانة في التشكيلة الأساسية شرط مواصلة العمل بجدية.
- هل من كلمة ختامية للأنصار؟
* بودي أن أشكر كل أنصار ومحبي أهلي البرج، خاصة الذين تنقلوا إلى ملعب 1 نوفمبر بباتنة من أجل مساندتنا، الحمد لله أننا لم نخيبهم، وإن شاء الله سنواصل إسعادهم في باقي المباريات.
بعدما قال إن مواجهة المنتخب الوطني مع نظيره التونسي في إطار الدور النهائي لمنافسات الدورة العشرين للبطولة الإفريقية لكرة اليد التي اختتمت يوم 20 جانفي الفارط بالمغرب ستكون آخر مباراة له، كشف صالح بوشكريو، الناخب الوطني لكرة اليد (الرجال) أن قرار الاستقالة، الذي كان غير قابل للنقاش، قد عدل عنه عندما قرر نهاية الأسبوع المنقضي مواصلة مهامه على رأس العارضة الفنية لـ ''الخضر'' إلى غاية مونديال برشلونة .2013 كما أشار إلى أن عقده سيبقى مفتوحا وقابلا للتمديد إلى غاية ''كان ''2014 التي ستتشرف الجزائر باستضافتها.
- سمعنا أنكم تراجعتم عن قرار الاستقالة وقبلتم عرض الوزارة بالبقاء على رأس العارضة الفنية لـلسباعي الجزائري، كيف تم ذلك ؟
* في الحقيقة لم تكن الوزارة الوصية الجهة الوحيدة التي كانت تلح بمواصلة مهمة التدريب على رأس ''الخضر''، هناك أطراف أخرى على غرار رئيس الهيئة الفدرالية للعبة، جعفر آيت مولود، إضافة إلى اللاعبين الذين كانوا يطالبون بالإبقاء على بوشكريو مدربا لهم... وكل هاته الأمور جعلتني أتراجع وأحسم مستقبلي بالبقاء في منصبي، لا سيما وأن الفريق الوطني في حاجة ماسة إلى خدماتي لأن حظوظه في اقتطاع تأشيرة ألعاب لندن الأولمبية لازالت قائمة وذلك في الدورة الاستدراكية المرتقب إجراؤها بالدانمارك ما بين 6 و8 أفريل القادم.
- بعد اتفاقكم مع الوصاية والاتحادية ستستفيدون من الزيادة في الراتب الشهري إلى جانب منحكم المزيد من الإمكانيات للعمل في ظروف سليمة، ماذا تقولون في هذا الشأن ؟
* عندما قبلت عرض الوزارة والاتحادية بعقد مفتوح يدوم إما إلى غاية مونديال 2013 أو بطولة إفريقيا ,2014 لم يكن في منظوري على أساس الزيادة في الراتب وإنما كان بشرط الفريق كافة الإمكانيات للعمل في ظروف ملائمة بعيدا عن الضغوطات، لأن مسألة الزيادة في الراتب لا تهمني لأنني تلقيت انتقادات كثيرة عندما وافقت على أجر بقيمة 20 مليون سنتيم شهريا مع بداية مشواري مع ''الخضر''، وقرار انسحابي لم تكن له علاقة بالراتب لأنني راض بما أحصل عليه.
- بما أنكم تتحدثون عن قرار الانسحاب، ما هو السبب الجوهري الذي كان وراء اتخاذكم هذا القرار؟
* عندما قررت مغادرة العارضة الفنية للسباعي الجزائري كان ذلك بسبب أمور شخصية والتعب الذي نال مني طيلة ثلاث سنوات، وليس لأسباب أخرى، كما روج لها على سبيل المثال وجود خلافات بيني وبين الاتحادية على خلفية تعليق الدوري المحلي، رغم أن هاته القضية تؤلمني كثيرا لما تخلفه من نتائج سلبية على الكرة الصغيرة الجزائرية، إضافة إلى الجانب المالي وأظن أن هذا الأمر يخصني ولا يخص غيري.
كما أود أن أشير إلى أن قرار مغادرتي العارضة الفنية كان مقررا قبل عام و لكني لم أفعل ذلك نظرا لأهمية المنافسة القارية التي كانت تنتظر ''الخضر'' بالمغرب، وكذا لتفادي الانتقادات التي كانت ستطاردني في حال توقفي عن تدريب الفريق الوطني.
- ملحق الدانمارك لا يفصلنا عنه سوى شهرين، كيف سيحضر بوشكريو لهذا الموعد ؟
* المهمة لن تكون سهلة، لكنني سأواصل العمل بنفس الإرادة وبمتابعة التشكيلة الحالية التي قدمت مستوى لا بأس به في البطولة الإفريقية الأخيرة بإفتكاكها تأشيرة مونديال برشلونة وكذا تجاوز مصر بعد سنوات من الانهزام أمامها.
ولكسب التحضير النوعي لهاته الدورة الاستدراكية التي لم يبق وقت كبير يفصلنا عنها؛ سأحدد خطة العمل مع الاتحادية في أقرب الآجال بما تتخلله من تربصات في داخل الوطن وخارجه.
- هل تعرفتم على المنتخبات المشاركة في الدورة التأهيلية ؟
* بعد أن أسدل الستار على منافسات البطولة الأوروبية للعبة أول أمس بالعاصمة الصربية بلغراد، تعرف المنتخب الوطني على منافسيه، حيث سيواجه منتخبات إسبانيا وبولونيا وصربيا لحساب المجموعة الأولى ضمن الدورة النهائية المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية بلندن المقررة ما بين 6 و 8 أفريل القادم بإسبانيا.
وجاء تتويج منتخب الدانمارك بالموعد الأوروبي بفضل فوزه على صربيا بواقع (21-19) ليدفع لإعادة النظر في البرنامج الأصلي للدورة المؤهلة إلى الأولمبياد الذي سبق وأن نشره الاتحاد الدولي للعبة، حيث كان مبرمجا أن يلعب السباعي الجزائري، نائب بطل إفريقيا، في المجموعة الأولى التي كان مقررا إقامة مبارياتها بالدانمارك وبمشاركة منتخب البلد المنظم إلى جانب المجر ونائب بطل أوروبا... و لأن إسبانيا هي صاحبة الصف الثالث في مونديال السويد، فإنها استفادت من تنظيم الدورة المؤهلة إلى الأولمبياد الخاصة بالمجموعة الأولى لتستضيف إلى جانب المنتخب الوطني كلا من صربيا نائبة بطل أوروبا وبولونيا التي أنهت المونديال الأخير في المركز الثامن.
وتقام أيضا دورتان أخريان مؤهلتان إلى أولمبياد لندن في نفس موعد دورة إسبانيا واحدة منهما بالسويد وبحضور البلد المضيف الرابع عالميا والمجر السابعة في المونديال الماضي والبرازيل الثانية في ألعاب دول أمريكا في 2011 بالمكسيك، إضافة إلى مقدونيا الخامسة في البطولة الأوروبية الأخيرة.
أما الدورة الأخرى، فستحتضنها كرواتيا وبمشاركة كرواتيا صاحبة المرتبة الثالثة في أورو صربيا و إيسلندا السادسة عالميا واليابان نائب بطل آسيا والشيلي صاحب الصف الثالث في الألعاب الخاصة بالدول الأمريكية.
- هل لديكم فكرة شاملة عن طريقة اللعب التي ستطبقها فوق الميدان ؟
* بطبيعة الحال بحكم مشاركة ''الخضر'' في المغامرات المونديالية وآخرها مونديال السويد أين احتل المنتخب المركز 15؛ فالمنتخب البولوني نملك دراية كاملة عن منطق اللعب الذي يستعمله فوق الميدان، حيث سبق لنا مواجهته في عدة مناسبات رسمية كانت أو ودية وذلك في إطار بروتوكول التعاون، أما المنتخب الصربي لطالما اعتبر السباعي الجزائري الشبح الأسود، حيث وجد صعوبة كبيرة في تجاوز عقبة ''الخضر'' لحساب الدور التمهيدي لمونديال السويد بفارق ضئيل (25 -24).
- نلمس من كلامكم أنكم تنوون الذهاب بعيدا؟
* أمنيتي هي أمنية أي مدرب أمامه فرصة وحيدة لنيل تأشيرة الألعاب الأولمبية المقبلة، لا سيما وأن الفريق قادر على تجسيد ذلك نظرا للمستوى الرفيع الذي ارتقى إليه في السنوات القليلة الأخيرة، لذا سأسعى لانتزاع التأهل إلى الأولمبياد رغم صعوبة المهمة، وهذا الهدف سطرته منذ بداية مشواري مع ''الخضر''، وها هي الفرصة اليوم أمامي لتحقيق الحلم، وهذا لن يكون إلا من خلال المثابرة والعمل، رغم احتمال ظهور بعض المشاكل لأن التنافس كبير بين المنتخبات المشاركة، إلا أنني متفائل ومتأكدة من قدرات السباعي الجزائري، وأخشى فقط من هاجس الإصابات الذي أصبح نحسا يطارد ''الخضر' .
- بم تختمون الحوار ؟
* الطاقم الفني والتشكيلة الوطنية سيعملون كل ما في وسعهم لاكتشاف المغامرة الأولمبية خصوصا وأن كل الظروف مواتية لتحقيق ذلك وفي مقدمتها استقرار العارضة الفنية وكذا رغبة ''الخضر'' في إثراء سجلهم باستحقاق آخر ومن عيار ثقيل.
تواصلت أمس ردود الفعل المتاثرة لوفاة السيد عبد الحميد مهري أول أمس عن عمر يناهز 85 عاما، حيث اشادت بخصال الرجل وأدواره النضالية والسياسية المتميزة، بالاضافة إلى إنجازاته الثرية وإسهاماته في المجالات التاريخية والفكرية.
وفي هذا الصدد أكد رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح امس الثلاثاء أن المرحوم عبد الحميد مهري ''كان شاهدا وموثقا، ساهم في القاء أضواء هامة على العديد من الوقائع في تاريخ الجزائر الحديث''، مضيفا ان الفقيد ''لم يكن فقط فاعلا في احداث ومراحل من النضال الوطني والكفاح الثوري المرير''.
وفي برقية تعزية بعثها الى أسرة الفقيد نوه السيد بن صالح بـ''المساهمات الثمينة للفقيد في ابراز تاريخنا الوطني الحديث والتي كانت محل تقدير واحترام''، مضيفا أن متاعب التقدم في العمر لم تثن الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني من المشاركة في الندوات والملتقيات التاريخية والسياسية والفكرية للإدلاء بأفكاره والتعبير عن وجهات نظره.
كما أثنى السيد بن صالح على ''الإنجازات الثرية والحافلة التي حققها المناضل والمسؤول والسياسي المتميز والمثقف عبد الحميد مهري''، مشيدا في نفس الوقت بـ''الخصال الحميدة التي تميز بها طيلة حياته''.
وقال السيد بن صالح في برقية التعزية لعائلة الفقيد: ''وانني أمام هذا المصاب الجلل لأتقدم إليكم باحر التعازي واصدق مشاعر المواساة والتعاطف، داعيا المولى عز وجل أن يلهمكم الصبر والسلوان ويتغمد الفقيد برحمته الواسعة مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا''.
من جهته أكد رئيس المجلس الدستوري السيد بوعلام بسايح امس أن الجزائر بوفاة عبد الحميد مهري فقدت ''أحد رجالها الاخيار الذين تفانوا لسنوات طوال في أداء الواجب الوطني بإخلاص''.
وفي برقية تعزية بعث بها إلى أسرة الفقيد، كتب السيد بسايح أن الجزائر فقدت برحيل عبد الحميد مهري ''شخصية تاريخية لامعة وأحد رجالاتها الأعلام الأخيار الذي تفانى لسنوات طوال في أداء الواجب الوطني بإخلاص واقتدار بقناعة صادقة وأخلاق رفيعة عبرمختلف مواقع النضال والمسؤولية السامية التي تولاها خلال مرحلتي التحرير والتشييد في خدمة الوطن العزيز فكان جديرا بكل المحبة والتقدير والاحترام''.
واعربت الطبقة السياسية الوطنية برمتها عن اسفها لرحيل عبد الحميد مهري معتبرة اياه ''المجاهد الاصيل للقضية الوطنية''.
وفي هذا الصدد نعى امس الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني نبأ وفاة المناضل والمجاهد عبد الحميد مهري، مشيرا الى انه كرس حياته من اجل وطنه منذ ان انخرط في الحركة الوطنية، مضيفا انه كان مناضلا صلبا صبورا على الشدائد والمحن ووضع فكره وتجربته النضالية وقدراته التنظيمية في خدمة قضية وطنه اثناء ثورة نوفمبر. واضاف بيان الامين العام انه ''فقدنا في المرحوم عبد الحميد مهري المدرسة الوطنية النضالية والتاريخية والثقافية.
وعبر رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني في برقية تعزية عن تألمه ''لفقدان هذا الرجل الوطني الرمز المجاهد الكبير وأستاذ الجيل الذي تعلمنا منه الكثير والذي أفنى حياته في خدمة الجزائر بعد أن أعطى كل ما له من قوة وتضحية في تحرير الوطن العزيز''.
وقد كان المرحوم -يضيف السيد سلطاني- من الرعيل الأول لثورة التحرير المباركة ثم بذل بعد الاستقلال كل جهده بإخلاص وتفان في بناء الجزائر المستقلة، مؤكدا انه عرف عنه ''حبه للوطن واستعداده للتضحية في سبيله بلا حدود وصابرا محتسبا مدافعا عن الحق مهما كلفه ذلك من ثمن''.
من جهتها عبرت حركة الاصلاح الوطني عن حزنها الشديد لرحيل المناضل الكبير عبد الحميد مهري، الذي وصفته بحكيم الجزائر ومفخرتها وصاحب الرزانة والاعتدال والكفاءة، الذي حارب من اجل جزائر تنمو وتتطور في اطار خصوصيتها العربية الاسلامية.
كما عبرت عدة هيئات ومنظمات عن بالغ تأثرها لرحيل عبد الحميد مهري، مؤكدة أنه كان ''رائدا من رواد الحركة الوطنية'' و''أستاذ الجيل''.
وتقدمت اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الانسان وحمايتها بتعازيها القلبية لعائلة الفقيد راجية من المولى ان يتغمد روحه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه.
ومن جهته اعتبر المجلس الأعلى للغة العربية في برقية تعزية وجهها لأسرة الفقيد ومحبيه أن مهري كان ''رائدا من رواد الحركة الوطنية ومن الرعيل الأول الذين ساهموا في الثورة وفي بناء الدولة الجزائرية بعد تحريرها''.
من جانب آخر وقفت وفود الدول المغاربية المشاركة في اشغال الدورة السابعة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي المنعقدة بباليمبانغ الاندونيسية امس وقفة ترحم لتلاوة الفاتحة على روح الفقيد وبعثوا تعازيهم الى اسرة فقيد الجزائر والامة العربية والاسلامية.
ويعتبر الفقيد عبد الحميد مهري احد الوجوه البارزة في حركة التحرير الوطنية، حيث دخل معترك النضال من اجل استقلال الجزائر منذ نعومة اظافره. وقد تقلد العديد من المسؤوليات في هياكل حزب الشعب الجزائري ثم الحركة من اجل انتصار الحريات الديمقراطية قبل التحاقه بصفوف جبهة التحرير الوطني غداة اندلاع الكفاح المسلح ضد فرنسا الاستعمارية.
كما شغل الفقيد العديد من المناصب في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية حيث تولى منصب وزير شؤون شمال افريقيا ثم وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية.
وبعد اعلان الاستقلال فضل ''الانسحاب بصفة ظرفية'' من الحياة السياسية قبل ان يدخل عالم الدبلوماسية لعديد السنوات والدفاع عن مصالح الجزائر في كبرى المحافل الدولية.
وعين الفقيد سفيرا في العديد من البلدان ثم وزيرا للاعلام واستمر في النضال في جبهة التحرير الوطني قبل ان يتولى قيادة الامانة العامة لهذا الحزب.
ومن بين ما تميزت به عهدته على رأس هذا الحزب من (1988-1996) التحولات السياسية والاعلامية التي عرفتها الجزائر غداة احداث الـ5 اكتوبر1988 ومسار الاصلاحات التي باشرها الرئيس الاسبق الشاذلي بن جديد.
وقد أدى وقف المسار الانتخابي للانتخابات التشريعية التعددية في جانفي 1992 الرامية الى انقاذ ''الجمهورية من المد الاصولي'' الى وضعية استثنائية في الجزائر تميزت بالعنف الارهابي والعزلة شبه الكلية للبلاد على الصعيد الدولي.
وقد اتخذت جبهة التحرير الوطني تحت قيادة عبد الحميد مهري موقفا ''تصالحيا'' وصل الى حد المشاركة في قمة سانت ايجيديو (ايطاليا) التي كرست ''ادانة'' وقف المسار الانتخابي.
وتولد من هذا المسعى تيار معارض قوي داخل جبهة التحرير الوطني استطاع التخطيط للإطاحة بمهري من خلال ما اعتبرته الاوساط السياسية والاعلامية بـ''الانقلاب العلمي''.
ومنذ ذلك الحين اتخذ عبد الحميد مهري موقف الملاحظ المتبصر للساحة السياسية والثقافية والاجتماعية للبلاد حيث كان يدلي برايه كلما رأى ذلك مناسبا في كبريات القضايا الوطنية والدولية الراهنة.
كما انه وفي معرض مشاركته كشخصية سياسية وطنية في هيئة المشاورات حول الاصلاحات السياسية اوصى الفقيد باجراء اصلاحات سياسية ''عميقة وحقيقية'' وذلك -كما قال- من خلال مشاركة عريضة للقوى السياسية للبلاد ''بدون أي اقصاء''.
كما كان قد اكد خلال احدى الملتقيات الاخيرة بالجزائر العاصمة ان النظام السياسي الجزائري ''قد تجاوزه الزمن واصبح غير فعال''، مضيفا انه توجد امكانية لاصلاحه أو تغييره عبر ''مسعى توافقي لا يقصي أية قوة سياسية في البلاد بما في ذلك النظام القائم''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/01/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : م /خ
المصدر : www.el-massa.com