الجزائر

تواصل الهبة التضامنية مع المتضررين من الفيضانات



تتواصل، بولاية سكيكدة، الهبة التضامنية مع العائلات المتضررة من الفيضانات، التي شهدتها، نهاية الأسبوع المنصرم، خمس بلديات؛ حيث استقبلت الوحدة الرئيسة للحماية المدنية ببلدية حمروش حمودي، خلال الأسبوع الجاري، هبة تضامنية، أُرسلت من قبل اللجنة الوطنية للهلال الأحمر الجزائري، لفائدة العائلات المتضررة من الفيضانات، تمثلت في 300 فراش، و300 غطاء، و500 طرد غذائي بوزن 12500 كلغ؛ بمعدل 22 كلغ للطرد الواحد.ومن جهتها، قامت اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري بسكيكدة، فور وقوع الفيضانات التي اجتاحت العديد من المدن منها بلدية عاصمة الولاية، بتشكيل خلية أزمة، تم من خلالها توزيع 143 متطوع، أُسندت لهم مهمّة مساعدة المواطنين، ناهيك عن توفير التغطية الصحية بالتنسيق مع الفرق الطبية التابعة لمديرية الصحة والسكان للولاية، وكذا المرافقة النفسية للأطفال، الذين تم إجلاؤهم إلى مراكز إيواء مؤقتة، إلى جانب تنصيب مطاعم ثابتة ومتنقلة، قدّمت 1743 وجبة ساخنة، و200 وجبة أخرى باردة للمواطنين المتواجدين بمراكز الإيواء بكل من بلديات سكيكدة، والحروش وعين شرشار.
مخلّفات الفيضانات تمنع التلاميذ من الالتحاق بمؤسساتهم
وعن مخلفات الفيضانات التي شهدتها الولاية خلال الأيام الأخيرة، فإلى جانب توقف الدراسة بالعديد من المؤسسات المتضررة بسبب مخلفات الفيضانات التي اجتاحتها بما في ذلك الأقسام والمجمع الإداري والساحات، تواصل مصالح الحماية المدنية منذ السبت الماضي، عملية امتصاص المياه على مستوى المؤسسات التربوية، كما هي الحال بحي الإخوة بوحجة، فيما تدخّل ديوان التطهير لرفع الأوحال وسط تذمّر الأولياء بالنظر إلى تأخر التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة في فترة تتميز بإجراء الفروض قرب دخول فترة امتحانات نهاية الفصل الأول، بينما أعيد فتح العيادة متعددة الخدمات المجاهدة المتوفاة "العطوي الزهرة" ببلدية رمضان جمال، لاستقبال المرضى، وتقديم الخدمات الصحية لهم، بعد أن غمرتها سيول الأمطار.
عودة الحياة الطبيعية بالبلديات المتضررة
وفي نفس السياق، بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى حالتها الطبيعية بالبلديات التي اجتاحتها السيول والفيضانات؛ حيث عاد التجار الذين غمرت السيول المحمّلة بالأوحال، محلاتهم تجارية، بعد جرد الخسائر التي تعرضوا لها، وتنظيف متاجرهم من الأوحال لممارسة نشاطاتهم المعتادة. ونفس الشيء على مستوى العديد من الإدارات، كما هي الحال بالمجمع الإداري بحي مرج الذيب، فيما تبقى عملية تنظيف محيط المجمع من الأوحال التي ماتزال متراكمة، متواصلة، خاصة أنها شكلت عائقا أمام تحرّك المواطنين بمن فيهم العمال والاداريون.
الأمطار الأخيرة فضحت سياسة "البريكولاج"
وعبّر عدد كبير من المواطنين ل"المساء"، عن الاستياء والتذمر الكبيرين من الحالة التي وصلت إليها إحدى أغنى بلديات الوطن، من وضع كارثي ومقلق، خاصة على مستوى الجهة المنخفضة من المدينة، التي مايزال سكانها رغم الوعود المعسولة ولسنوات، ينتظرون الفرج الذي طال؛ فلا تهيئة، ولا طرق، ولا إنارة عمومية، ولا أرصفة في محلّها. وما زاد من استيائهم الفيضانات المتكررة التي تحدث عند تساقط أولى قطرات المطر، ناهيك عن الأوحال والأتربة والروائح الكريهة المتدفقة من أقبية العمارات.
كما تساءل المواطنون عن مشاريع ردّ الاعتبار لهذا الحي الذي يُعد من بين أكبر الأحياء بسكيكدة. وطالب مواطنون آخرون تحدّثوا إلى "المساء"، بفتح تحقيقات حول المشاريع التي أُنجزت لحماية المدينة من خطر الفيضانات، ومشاريع التنمية والتهيئة الحضرية وغيرها، التي كلفت الخزينة العمومية ما يقارب 2000 مليار سنتيم، بدون أن تأتي بنتيجة على الميدان؛ فالواقع كشف حسبهم العكس، بعد أن ظلت ظاهرة الفيضانات تتكرر بمدينة سكيكدة من سنة لأخرى.
أموال ضخمة صُرفت في شبكات صرف مياه الأمطار
سبق أن استفادت ولاية سكيكدة من عمليات التحسين الحضري، والتكفل بالعجز في شبكات صرف مياه الأمطار؛ من خلال رصد غلاف مالي إجمالي قدره 6.613 ملايير د.ج، تم من خلاله التكفل ب 261 موقع بين 2005 و2018، فيما بلغت المساحة الإجمالية المعنية بالتهيئة 1304 هكتار.
كما سمحت العملية بإنجاز 66.665.37 متر طولي من الصرف الصحي. وسبق أن استفادت في إطار البرنامج القطاعي اللامركزي الخاص بالتطهير وحماية البيئة، من 15 عملية، بغلاف مالي إجمالي قدره 9.964 ملايير د.ج، تم منها إعادة تأهيل شبكات التطهير المتضررة جراء الفيضانات بتمالوس، بغلاف مالي قدره 34 مليون د.ج، وربط المياه المستعملة بمحطة التطهير بغلاف مالي قُدّر ب 1.480 مليار د.ج، بغض النظر عن مشاريع إنجاز شبكات مختلف القنوات على طول 35 كلم، وتهيئة 30 واديا ومجرى مائي لحماية المدن من خطر الفيضانات، وغيرها من المشاريع، ليبقى التغلب على النقاط السوداء سواء بمدينة سكيكدة أو بباقي البلديات، بعيد المنال.
22 نقطة سوداء ب 4 بلديات
تتواجد بولاية سكيكدة 22 نقطة سوداء بكل من بلديات سكيكدة، والقل، والحروش، وعزابة. وتتمثل، أساسا، في تجمع المياه جراء فيضان من الشعاب والقنوات عند تساقط الأمطار نتيجة قِدم شبكة الصرف الصحي وانسدادها بالأتربة.
ويرى المختصون أن مدينة سكيكدة من بين الولايات المعرضة للكوارث الطبيعية منها الفيضانات، كما حدث في نوفمبر 1957 وجانفي 1985 وفيفري 1984 وديسمبر 1990، وكذا في نوفمبر 2004 وفيفري 2011 و2019 وغيرها، مرجعين السبب في ذلك، إلى الأودية الكثيرة المتواجدة بمدينة سكيكدة وما جاورها؛ على غرار وادي الصفصاف، ووادي الكبير، ووادي القبلي، والتي يضاف إليها العدد الكبير من الشعاب التي يؤدي امتلاؤها إلى حدوث فيضانات، ناهيك عن قدم شبكات الصرف، وانسداد البالوعات، وغياب التنقية الدورية وبالوسائل الحديثة، بدون إغفال صغر سعة قنوات الصرف مقارنة بكمية المياه المتراكمة فور تساقط الأمطار؛ ما يسبب تجمّع المياه في عدد من مناطق المدينة؛ كون عملية امتصاص تلك المياه تتم بطريقة بطيئة؛ ما يؤدي إلى حدوث فيضانات. ويضاف إلى ذلك التوسع العمراني الكبير الذي شهدته مدينة سكيكدة خلال السنوات الأخيرة؛ من خلال إنجاز العديد من المشاريع السكنية بمرتفعاتها؛ على غرار منطقتي مسيون والزفزاف وبويعلى. وشكّل ذلك عاملا أساسيا آخر في حدوث الفيضانات؛ لعدم احترام مقاولات الإنجاز معايير السلامة؛ من خلال ترك الأتربة المتراكمة، وعدم نزعها؛ ما يؤدي إلى انجرافها فور تساقط الأمطار أو هبوب الرياح، وهو ما يتسبب في سد فوهات الشعاب والبالوعات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)