تتواصل الأبواب المفتوحة بمراكز ومعاهد التكوين المهني عبر الوطن إلى غاية نهاية التسجيلات للموسم الجاري المقررة في 22 سبتمبر، وقد تم تمديد مدة التسجيلات بعد أن كانت نهايتها مقررة هذا السبت، بالنظر إلى الضغط المسجل في التسجيلات على مستوى مراكز ومعاهد التكوين والتعليم المهنيين، فيما ينتظر أن تنطلق السنة التكوينية للموسم 2016-2017 يوم الأحد 25 سبتمبر.قال سفيان تيسيرة، مدير الإعلام على مستوى وزارة التكوين والتعليم المهنيين في تصريح ل"المساء"، بأن الوصاية ترفع تحدي التكفل بأكثر من 40 ألف راسب في امتحانات الثالثة ثانوي، خاصة ممن سيختارون تخصص المستوى الخامس، أي تقنيا ساميا، بالنظر إلى طاقة الاستيعاب للمراكز والمعاهد ال 1255 والتي لا تتعدى 60 ألف منصب تكوين.وأفاد المتحدث أنه ولمواجهة العدد المتزايد من طالبي التكوين المهني، فإن الوزارة فتحت برسم الموسم الجاري 135 فرعا ملحقا على مستوى مراكز التكوين المهني على المستوى الوطني، مع برمجة 398 تخصصا في التكوين على أساس الشهادة، أي أنه تمت إضافة تخصصات جديدة وهي تقني في كهرباء المحركات لسفن الصيد.. شهادة تقني في الكهرباء والإلكترونيك البحرية، شهادة تقني في وضع وصيانة مولدات الطاقة الكهربائية بالرياح، شهادة تقني في التنقيب وشهادة التكوين المهني المتخصص في بيع الأسماك بالجملة.هذه التخصصات التي تضاف إلى عشرات التخصصات التكوينية التي تضمنها الوصاية لفئة الشباب، سواء ممن لم يوفقوا في استكمال مشوارهم الدراسي، أو حتى الشباب الجامعي أو العاملين الباحثين عن تحسين مستواهم وتلقي شهادات تأهيلية تضاف إلى سيرهم الذاتية، مما يفتح الباب أمامهم للترقية في مجال عملهم، هي في الواقع تخصصات تفتح شهية طالبي التكوين للظفر بشهادة دولة معترف بها وضمان فرصة أحسن للحصول على منصب شغل، أو على الأقل هذا ما أكده بعض الشباب الباحث عن فرصة تكوين.في السياق، تحدثت "المساء" إلى عدد من الشباب الراغب في التكوين على مستوى مركز حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، ومركز التكوين عن بعد بنفس الشارع، فأجمعوا على أن الحصول على شهادة تأهيلية أو دبلوم دولة في أي اختصاص، هو في الحقيقة بمثابة "جواز سفر" نحو عالم الشغل بجدارة واستحقاق، فحسب أنيس، العامل في مجال الأشغال العمومية بشركة وطنية، يؤكد أنه بمركز التكوين عن بعد من أجل الاستفسار عن مختلف التخصصات الممكن له التكوين فيها عن بعد، وقد وقع اختياره على تخصص المكتبية، ويعلل اختياره هذا فيقول: "أنا أشتغل حاليا في الورشات المفتوحة وأريد تلقي مهارات تأهيلية في تخصص مكتبي أو إعلام آلي من أجل التحويل مستقبلا نحو الإدارة، ناهيك عن أن التكوين يعد ترقية مباشرة في العمل، حيث أنني سأضيف شهادة التكوين التأهيلي في سيرتي الذاتية فور الحصول عليها".وقد انتقل أنيس من ولاية تيبازة إلى المركز الوطني للتعليم المهني عن بعد بالعاصمة، كون هذا الأخير يضم إليه 4، إلى جانب ولايات الجزائر، المدية، تيبازة والبليدة، حسب توضيح السيدة مريم منصوري، رئيسة مصلحة الاتصال بالمركز في لقاء خاص مع "المساء"، ملفتة إلى أن التسجيلات على مستوى المركز متواصلة على مدار السنة، نظرا للخصوصية التي يمنحها هذا الأخير والقاضية بتوفير تخصصات تكوينية وأخرى تأهيلية عن بعد، أي عن طريق المراسلة، مع وجود حصص خاصة بين المتربصين والمؤطرين بالأسئلة والأجوبة بالمركز في أزمنة محددة مسبقا.بالنسبة لهشام، الطالب في المحروقات بولاية بومرداس، فيؤكد هو الآخر أنه اقترب من هذا المركز تحديدا لأنه يضمن خصوصية التكوين عن بعد، مما يضمن له استكمال دراساته العليا وتلقي تكوين تأهيلي خاص، هو في الحقيقة، إضافة في السيرة الذاتية له، ويقول الشاب بأنه اختار تخصص تمهيد استعمال الحاسوب لمدة شهرين فقط، مما يساعده على التركيز على دراسته من جهة، وتلقي تكوينه المختار دون أدنى إخلال بدراسته من جهة أخرى.تقول فرح، طالبة في إدارة الأعمال بجامعة الجزائر، بأنها تريد تكوينا تأهيليا متخصصا في التأمين، وتقول إن شهادة التكوين إضافة قيّمة في السيرة الذاتية، فحسبها، شهادة الليسانس أو الماستر لا تكفي اليوم للظفر بمنصب شغل جيد، وهو ما جعلها تتقدم لمركز ‘كنابدي' بالعاصمة لمعرفة إن كان تخصصها مدرجا ضمن التكوينات المقترحة، وتضيف أنه بشيء من التنظيم في الوقت يمكنها التوفيق بين دراستها الجامعية وتكوينها عن بعد.كذلك ترى نعيمة، صاحبة ليسانس في المحاسبة، التي أكدت أنها في بطالة منذ 3 سنوات عن تخرجها، أنها تدرس كل التكوينات المقترحة سواء في مركز التعليم المهني عن بعد أو حتى بمركز التكوين المهني، ومنه الموازنة والاختيار، أي تكوين ستختار ويكون ضمن دراستها الجامعية، تقول: "لم أوفق إلى اليوم في إيجاد منصب عمل ضمن شهادتي الجامعية. عملت كمراقبة في متوسطة في العاصمة في إطار صيغة الإدماج ولكنني أطمح إلى ما هو أكثر، منصب عمل قار وفق تخصصي الجامعي وإلى ذلك أنا أدرس كل الخيارات التكوينية التي تمنحها الدولة من أجل الرفع من مستواي والتقدم إلى أية مؤسسة أو شركة بسيرة ذاتية جيدة لضمان هدفي"، وتلفت الشابة إلى أنها اقتنعت أخيرا بجدوى التكوين عن طريق الكثير من العينات التي وفقت في الظفر بمنصب عمل محترم بالجمع بين الشهادة الجامعية والدبلوم.الإلكترونيك والاتصالات يستقطبان اهتمام الشباب بتيبازةاستقطب الصالون الولائي للتكوين المهني، الذي انطلقت فعالياته مؤخرا واحتضنته الساحة العمومية لتيبازة، استعدادا لدخول دورة سبتمبر المرتقبة يوم 25 سبتمبر الجاري، اهتماما بالغا من قبل الشباب الراغب في ولوج عالم التكنولوجيا.ينظم هذا الصالون الولائي الذي تشارك فيه 10 مؤسسات صغيرة وكبيرة، تتويجا لسلسلة حملات تحسيسية نظمتها مديرية القطاع مباشرة بعد دخول دورة فبراير الفارط، وتواصلت حتى موسم الاصطياف، حيث تم تنظيم حملات على مستوى بعض الشواطئ للتعريف بفرص التكوين التي تمنحها المؤسسات التكوينية في ولاية تيبازة، لإنجاح دخول دورة سبتمبر بإشراك المؤسسات المهنية وأجهزة الدعم، حسبما أفاد به مدير القطاع أرزقي واعلي.وقد شكلت أجنحة المؤسسات الناشطة في مجالات الإلكترونيك وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، اهتماما مميزا من قبل الشباب الذي زار الصالون، على اعتبار أنها مجالات تلقى حاليا رواجا في السوق وتوفر فرص عمل مهمة، حسبما أشار إليه مواطنون.وفي السياق، أكد أحد الشباب أنه مولع بعالم تكنولوجيات الإعلام والاتصال، لذلك قام بزيارة الصالون للتعرف عن قرب عن تجارب الآخرين وعلى فرص التكوين التي توفرها المؤسسات التكوينية بولاية تيبازة.وأكد "م.ب" البالغ من العمر 20 سنة، مستوى نهائي شعبة علوم دقيقة، أن "المثير للاهتمام أيضا مشاركة أجهزة الدعم، على غرار وكالة دعم تشغيل الشباب "أونساج" ووكالة القرض المصغر "أونجام"، ومنه فهي فرصة "حقيقية" أحاول استغلالها للمضي قدما في إنشاء مؤسسة في هذا المجال".من جهته، أبرز شاب آخر اهتمامه بعالم الإلكترونيك، لاسيما في مجال الصيانة، على اعتبار أنه "جد مربح"، كما يقول ل(وأج) قبل أن يؤكد أنه يعلق "آمالا كبرى" على المعهد الوطني المتخصص في تكنولوجيات الإعلام والاتصال - الجارية أشغاله على قدم وساق من أجل افتتاحه خلال الموسم الجاري- حيث أنه تلقى وعودا من قبل مسؤولي وكالة "أونساج" لمرافقته من أجل استحداث مؤسسة في المجال.للإشارة، يشارك في فعاليات الصالون بالإضافة إلى أجهزة الدعم ومؤسسات ناشطة في مجالات تربية النحل والعسل ومجبنة وشركة "سيال" و"اتصالات الجزائر" ومؤسسة "تونيك" للتغليف، مراكز التكوين المهني والمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بحجوط.تندرج مبادرة تنظيم هذا الصالون الخاص بالمهن في إطار إستراتيجية اتصالية تنفذها مديرية القطاع على أرض الواقع، من خلال النزول إلى الميدان واستهداف الشباب في مواقع مختلفة، منها الساحات العمومية والمساجد والمؤسسات التربوية والشواطئ ودور الشباب والثقافة، حسب المدير الولائي للقطاع، السيد أرزقي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/09/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حنان س
المصدر : www.el-massa.com