الجزائر

تهافت على المقاهي للعب “الدومينو" و"الكارطة" انعدام أدنى وسائل الترفيه بقرى تيزي وزو



تهافت على المقاهي للعب “الدومينو
العديد من شباب قرى بلديات ولاية تيزي وزو، يقضون أوقات فراغهم بالمقاهي أو بقاعات للعب المتنوعة، فالوضع أصبح جد حرج بالنسبة لهذه الشريحة التي لم تخصص لها أدنى الظروف والأماكن التي من شأنها أن تأويهم للهروب من الملل والفراغ،
والعزلة التي فرضتها عليهم بيئة منطقتهم، فغياب الملاعب ودور الشباب ومكتبات جوارية ومقاهي الأنترنيت وغيرها من الأماكن تفرض عليهم تنظيم جلسات بمدخل قراهم أو اللجوء للمقاهي التي تعد سبيلهم الوحيد.
هؤلاء الشباب يضطرون للتجمع في ورشات البناء للعب مختلف الألعاب كالشطرنج أو الدومينو وغيرها، فحتى مقاهي الأنترنيت تعد حلم بالنسبة لهذه الشريحة، وإن تواجدت بعضها بوسط البلديات إلا أنّهم يضطرون لقطع مسافات طويلة للالتحاق بها والانتظار أمام طوابير غير متناهية بسبب التوافد الكبير عليها.
فيما يفضل بعض الشباب الجلوس لساعات طويلة امام التلفاز لمشاهدة رياضات كرة القدم، أو التوجه للمقاهي لمشاهدتها جماعيا حيث يضع كل مقهى تلفاز ذات حجم كبير ويضع تحت تصرفهم أحسن قنوات الرياضة بهدف جلب أكبر عدد ممكن من الزبائن.
اقتربت “الشعب" من بعض الشاب القاطنين بمنطقة تصادورت لمعرفة كيفية قضاء أوقات فراغهم، تحدثنا لجماعة صادفناها عند مدخل القرية، وبعد طرحنا السؤال أجاب “محمد" في الثلاثينات من عمره وعلامات الحسرة بادية على وجهه، قائلا: “أنّ جلوسنا هنا يفسر كيف نقضي وقت فراغنا، فقريتنا تفتقر لأدنى الشروط فحتى ملعب جواري لا نملكه على الأقل لممارسة رياضة كرة القدم، بدل الجلوس والحديث في التفاهات كشيوخ السبعينات".
ليتدخل “مجيد" ويضيف: “مقاهي الانترنيت التي أصبح السبيل الوحيد لكل شباب العالم نحن لم تصلنا بعد هذه التكنولوجيا، فنضطر إلى قطع 5 كيلومترات للالتحاق ببلدية تيزي وزو من أجل التحدث مع أصدقائنا عبر الانترنيت، وقراءة مستجدات العالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي. فترة المساء هي الفترة الأصعب بالنسبة لنا، لكون البرودة شديدة بالمنطقة فنحن نعمد إلى الالتحاق بالمقاهي للعب مختلف اللعب كالشطرنج للهروب من الفراغ القاتل".
ليتدخل مصطفى ويضيف: “في فترة الصيف نفضل الجلوس في المناطق الاستراتيجية والتمتع بالمناظر الخلابة للمنطقة، فيما يفضل البعض تنظيم جلسات للغناء أين يمتعنا بعض الشباب الهاوي الذين يملكون القيثارة
والدربوكة بغنائهم، أما في فصل الشتاء فنفضل العودة للمنزل كون المنطقة جد باردة والجلوس أمام التلفاز، وفي بعض الأحيان نفضّل إشعال النار داخل المنازل حيز البناء والجلوس للضحك والاستمتاع وتبادل الآراء بيننا"..
إن كان هذا الوضع يسجل بالمناطق الجبلية القرى تيزي وزو إلاّ أنّ الشباب القاطنين بوسط البلدية يفضلون الجلوس لساعات طويلة أمام الأنترنيت سواءا ببيوتهم أو بمقاهي الانترنيت أين أصيبوا تقريبا بالإدمان على الشبكات التواصل الاجتماعي الفايسبوك، ولا يصابون أبدا بالملل بدليل أنهم يقضون أربع ساعات يوميا أمام الكمبيوتر.
الكتب في وقتنا الحالي أصبحت أقل اختيار من الشباب في أوقات الفراغ، هذا ما أكده الأستاذ شاوشي مدرس بجامعة مولود معمري في حديثه ل “الشعب" قائلا أنّ “الأنترنيت قد أفسد العديد من أخلاق شبابنا، فبدل قراءة الكتب والبحث عن المعرفة في المكتبات إلا أنهم يفضلون الأنترنيت ما يبعدهم يوميا عن المطالعة، بدليل أن المكتبات إن قارنناها بمقاهي الأنترنيت فهي أكثر توافدا خاصة بالنسبة للشباب البطال الذين تخرّجوا من الجامعات.
وبين هذا وذاك فحتى وإن اختلفت الأماكن المختارة من طرف الشباب، لقضاء أوقات الفراغ فإنّ الشباب القاطنين بالقرى النائية يحتاجون للالتفاتة عاجلة من طرف المسؤولين، حيث أن الفراغ يجعلهم عرضة لشتى الانحرافات على غرار المخدرات وشرب الكحول وغيرها. وبهذا فإنّ السلطات المحلية مطالبة بضرورة النظر في هذه الشريحة وتوفير لها أماكن من شأنها تأويهم على غرار الملاعب ومكتبات جوارية ودور للشباب، وضرورة ربط هذه المناطق بشبكات الهاتف الثابت للاستفادة من خدمات الأنترنيت للقضاء على الملل الذي يصابون به يوميا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)