الجزائر

تنويع مصادر التمويل لتحسين إيرادات الاتحاديات الرياضية


أكد المشاركون خلال اليوم الدراسي، الذي نظمته اللجنة الأولمبية الجزائرية تحت عنوان "التسيير الراشد للموارد المالية واستخدامات الهيئات الرياضية في الجزائر" بفندق الميركور بالعاصمة، نهاية الأسبوع، على ضرورة تفعيل "المحاسبة ذات القيد المزدوج "لضمان الاستقرار وتحسين نجاعة تسيير الجمعيات الرياضية في المستقبل".دعا الأمين العام للجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، خير الدين برباري، إلى إقرار مقاربة فعالة في إدارة الاتحادات والهيئات الرياضية ترتكز على قيم ومؤشرات الجودة الإدارية الهادفة إلى الاستثمار الأمثل في الموارد المالية والبشرية والمعرفية للهيئة الرياضية بأعلى مستوى ممكن من الكفاءة والشفافية والفعالية.
وأضاف برباري، في كلمة ألقاها أمام الحضور خلال اليوم الدراسي الذي عرف مشاركة 46 اتحادية رياضية وأمناء عامين، إلى جانب خبراء في التسيير، أن تحقيق هذا المبتغى لن يكون سوى عن طريق تطبيق القانون والنزاهة وتفعيل مبدإ الرقابة من خلال انتهاج "المحاسبة ذات القيد المزدوج" وتمكين الكفاءات من أجل بلوغ ضمان الاستقرار وجودة التسيير، إلى جانب ترشيد الإنفاق.
أوضح نفس المتحدث، أن المرجعية الرياضية في العالم وفي مقدمتها اللجنة الأولمبية الدولية شددت على تطبيق مبدإ الحكم الراشد واحترام أعلى معايير الحوكمة والشفافية والالتزام بها.
وأفاد الأمين العام اللجنة الأولمبية الجزائرية، أن تنظيم مثل هذه الفعاليات من شأنه أن يحدد القيم ومعايير الجودة والتنافسية وفق رؤية استراتيجية وعقلانية في اتخاذ القرار وتوفير بيئة عمل مناسبة تحمي الحقوق وتصون الرياضة النظيفة، مؤكدا أن الرياضة اليوم أصبحت صناعة ضخمة تساعد على دعم الناتج الداخلي للدول، بل باتت قطاعا اقتصاديا قائما بحد ذاته، وهو ما يعني أن إطلاق مشاريع استثمارية من شأنه إضفاء الصرامة على المنظومة الرياضية الجزائرية، وهو ما يؤدي بالتأكيد إلى الرقي بخدمات النوادي والاتحادات إلى مستوى المؤسسات المساهمة في الاقتصاد الوطني وتنويعه وفق استراتيجية تتكيف مع التحولات السريعة التي يشهدها العالم.
من جهته، أكد نائب الأمين العام ورئيس قسم النزاهة على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم جندوبي حليم، أن تنظيم مثل هذا النوع من الملتقيات مفيد جدا، سيما فيما يخص الشق الخاص بالتسيير لأجل جعل كل الاتحادات والهيئات الرياضية على نفس المستوى هذا من جهة، ومن جهة أخرى لتحسين إيرادات الاتحادات الرياضية من خلال تنويع مصادر التمويل إلى جانب وضع المصادر في تطوير الاتحادات وتسييرها في إطار التسيير الراشد.
أضاف جندوبي في تصريح ل«الشعب"، على هامش اليوم الدراسي، أن تفعيل" المحاسبة ذات القيد المزدوج" ضروري لتحسين نجاعة ونزاهة التسيير في نفس الوقت. ولعل أفضل مثال هو الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي كانت السباقة إن لم نقل من الأوائل التي انتهجت هذه المنظومة منذ سنة 2001، وهو ما جعلها من بين أفضل الاتحاديات الرياضية الوطنية من حيث التسيير والمحاسبة التي تخضع لها، رغم بعض الأمور التي تظهر من حين لآخر ولكنها لا تؤثر على تسيير الفاف، داعيا الهيئات الرياضية إلى الانتقال من المحاسبة الكلاسيكية إلى الحديثة من خلال انتهاج "المحاسبة ذات القيد المزدوج"، لأنها، من دون شك، ستعود عليها بالفائدة على جميع الأصعدة.
في سياق متصل، قالت رئيسة الاتحاد الجزائرية للتجديف بلحمري حورية، أن تنظيم مثل هذا النوع من الملتقيات سمح لها التعرف أكثر على كيفية تسيير الموارد المالية من خلال التوجيهات التي تقدم بها المتدخلون خلال اليوم الدراسي لأجل تفادي الوقوع في المخالفات التي يعاقب عليها القانون، من حيث الاستعمال غير الصحيح لهذه الموارد، سواء كانت على شكل إعانات مالية من قبل الدولة أو عن طريق عقد "سبونسورينغ" ومن ثم استخدامها وفق القانون والمنهج الصحيح.
وأضافت بلحمري، أن الوصول الى التسيير الصحيح والنزيه لمختلف الاتحاديات والهيئات الرياضية يمر، من دون شك، عبر انتهاج "المحاسبة ذات القيد المزدوج" والتي تعتبر أفضل وسيلة لإضفاء المزيد من الشفافية والنزاهة التي من شأنها تحسين التسيير.
وبالنسبة لرئيس الاتحادية الجزائرية للكارتي ياسين غوري، فإن أغلب الاتحاديات والهيئات الرياضية بحاجة لمثل هذه المعلومات، فيما يخص قوانين التسيير والذي له أهمية كبيرة، بدليل حضور أغلب رؤساء الاتحاديات وكذا الأمناء العامين بقوة خلال هذا اليوم الدراسي وهو ما يعكس اهتمامهم بهذا الموضوع الذي شهد تجاوبا كبيرا بين المشاركين.
أضاف غوري، أن الاتحادية الجزائرية للكاراتي تدعم بقوة مثل هذا النوع من الملتقيات أو المبادرات، التي من شأنها تنوير القائمين على الهيئات الرياضية بصفة عامة، خاصة فيما يخص جانب التسيير، الذي يعتبر من المواضيع الهامة، كما تعطي قيمة كذلك للرياضة الجزائرية، خاصة إذا علمنا أن الوصول إلى تحقيق النتائج الإيجابية والمستوى العالي ينطلق من الحوكمة وحسن التسيير.
في هذا الإطار، قال الخبير في التسيير ومحافظ الحسابات لدى اللجنة الأولمبية الجزائرية، سعيد كويمي،إن اليوم الدراسي كان مفيدا، حيث سمح للحضور بتوضيح قوانين تسيير الفيدراليات والهيئات الرياضية، خاصة القوانين المتعلقة بالجانب المالي.. أكثر من ذلك، فقد مكن الملتقى من توضيح قانون "المحاسبة ذات القيد المزدوج" الموجودة في القانون والذي بات انتهاجه ضروريا من قبل الاتحاديات، خاصة التي تملك إعانات مالية كبيرة من قبل الدولة لإضفاء المزيد من الشفافية والنزاهة التي من شأنها أن تساهم في التسيير الراشد للموارد المالية للهيئة الرياضية.
من جهته قال حسين دويفي، خبير مالي، إن الهيئات الرياضية، لاسيما الاتحاديات الرياضية، تسير بطريقة قديمة، فيما يخص التسيير المحاسباتي لنشاطاتهم اليومية أو خلال انعقاد أشغال الجمعية العامة، وهي بحاجة ماسة إلى كثير من الخبرة في هذا المجال، لأجل تحسين التسيير المالي الذي يجب أن يكون واضحا وعقلانيا.
أضاف دويفي، أن تسيير الأمور المالية بطريقة ناجعة، يمر عبر انتهاج "المحاسبة ذات القيد المزدوج" حتى تضمن الاتحاديات أنها لم تخرج عن إطار ميزانيتها المحددة آنفا وهذا من خلال الاستعانة بنظام خاص للمتابعة المالية ومراقبة الحسابات المالية للهيئات الرياضية بانتظام، حتى تتأكد أنه ليس هناك نفقات غير مرخصة، بالتنسيق، بطبيعة الحال، مع محافظ الحسابات لدى كل اتحادية. هذا كله يصب في إطار تحسين التسيير الراشد للموارد المالية للهيئات الرياضية.
في الختام خرج المشاركون في هذا اليوم الدراسي بمجموعة من التوصيات، تهدف الى تعزيز آليات المراقبة وتحصيل الأموال وموارد التمويل المتاحة للهيئات الرياضية، مع ضبط ميزانيتها، وكذا العمل على تطوير استراتيجيات التمويل المتنوعة وبفعالية لتوفير مصادر مالية مستدامة للهيئات الرياضية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)