الجزائر

تنمية غائبة وعزلة بتمزقيدة ببني حواء



يعيش سكان قرية تمزقيدة الواقعة بين حدود بلديتي الزبوجة وبريرة وتحديدا بالجنوب الشرقي لبني حواء ، على بعد 25 كلم عن مركز البلدية ، حياة أقل ما يقال عنها انها مزرية ، حيث يتخبط العديد من العائلات القاطنة بهذه المنطقة في مشاكل ونقائص تعكر يومياتهم ،رغم ندائاتهم المتكررة للسلطات المحلية في مناسبات عديدة ، فهم يعيشون حياة اقل مايقال عنها انها بدائية غير ان المسؤوبين ابتداء من رئيس البلدية الى المنتخبين غير أبهيين بمعانات قاطنيها وغير مكترثين بما يتخبطون به منذ سنوات .تدهور الطرقات يفرض عزلة خانقة لدى السكان
يشتكي السكان من تدهور الطريق الرئيسي الرابط بين بلدية بني حواء وبقعة تمزقيدة، المؤدي بدوره الى الولاية مرورا ببلدية الزبوجة والذي يعتبر شريان الحياة بالنسبة لساكني المنطقة في ظل ارتفاع رقعة التصدعات والاهتراءات التي طالته مما يعيق حركة السير به ويسبب لمرتاديه متاعب ومعانات يومية ، في ظل تعرض مركباتهم لاعطاب متفاوتة تكبدهم مصاريف اضافية، ويطالب سكان الحي السلطات المعنية التدخل لوضع حد لمعاناتهم قبل حلول فصل الشتاء ،خاصة ان الطريق لم يشهد اي عملية تهيئة منذ اكثر من عقد من الزمن على حد تعبيرهم ل"لجمهورية "وفي سياق يطالب اهل المنطقة بتعبيد المسلك الترابي الرابط بين بوحجيب وتمزقيدة على مسافة 4كلم والذي أضحى بفرض عزلة خانقة على سكان المنطقتين.
حصص السكنات الممنوحة للمنطقة غير كافية
عبر العديد من السكان عن تذمرهم واستيائهم الشديد جراء حالة الاقصاء التي تنتهجها الجهات المسؤولة بخصوص الحصص التي يتم تخصيصها للحي من السكنات الريفية ، والتي لاتستوعب حسبهم العديد من الطلبات المودعة لدى المصلحة المعنية ، خاصة ما اذا تم مقارنة الحصص التي تخصص لهم مه ما تخصص للمناطق الاخرى التابعة لنفس البلدية ، ويضيف هؤلاء ان سكان منطقة تمزقيدة من افقر سكان البلدية ، وبالتالي هم الاجدر حسبهم بالاستفادة من هذه الصيغ التي خصصتها الدولة الجزائرية للطبقات المحرومة وعليه يطالبون برد الاعتبار لهم ومنحهم أكبر عدد ممكن من السكنات بمختلف الصيغ لتدارك وتغطية النقص المسجل في هذا الشق.
الماء الشروب والغاز مطلبا السكان
يناشد سكان تمزقيدة السلطات المحلية البلدية والولائية ، التكفل بإنشغالاتهم لاسيما ما تعلق بالماء والغاز ، فانعدام هاتين المادتين الضروريتين ، زاد من معاناتهم وزاد من حد الوضع ، حيث لا يزال السكان يعتمدون على الطرق القديمة لجلب هاتين المادتين ، فهم يعتمدون على الدواب أكثر من أي وسيلة أخرى لجلب المياه من العيون واليانيع والمجاري المائية المنتشرة في قمم الجبال والوديان ، فملأ دلو ليس بالأمر الهين فهو قد يستغرق نصف يوم بسبب بعد الأماكن التي تتوفر على الماء عن سكناتهم ، حيث قال السكان بأن جلب الماء يعد من الأمور الصعبة التي تواجههم بسبب المخاطر التي تتربص بهم من حيوانات ضالة أو زواحف كالأفاعي وغيرها ، فهم يذهبون جماعات جماعات لحماية بعضهم البعض من أي مكروه قد يواجههم ، هذا وفي سياق متصل يعاني أيضا السكان من إنعدام غاز المدينة ، متسائلين عن السبب الرئيسي وراء حرمانهم منه ، خاصة وأن المنطقة جبلية تعد من أبرد مناطق الولاية ، فأكثرهم يعتمد بنسبة كبيرة على الحطب وكأنهم في العصور الوسطى ، حيث تقوم الأمهات الكبار والشيوخ بالإحطتاب صيفا لإستعماله شتاءا ، أين يكثر البرد والتساقطات المطرية ، بحيث يكثر الطلب عليه بسبب كثرة إستعماله سواءا للتدفئة أو للطبخ ، مشيرين بأن حتى نقاط بيع القارورات تبعد كثيرا عن قريتهم ، وقد لا تتوفر علىيه شتاءا بسبب الثلوج التي تقطع الطرقات وتمنع حركة المرور عن أصحاب الشاحنات ، وعليه يطالب هؤلاء من السلطات الولائية العمل على تزويدهم بماء الشروب وكذا ربط منازلهم بغاز المدينة ، للتخفيف من معاناتهم خاصة في فصل الشتاء .
نقص الخدمات الصحية يزيد من المعاناة
مشكل أخرى يعاني منه السكان ، هو نقص الخدمات الصحية التي توفرها قاعة العلاج الصغيرة والوحيدة بمنطقتهم ، فهي لا تلبي ولو حتى خدمة بسيطة ، كتغيير ضمادة ، او إبرة ، كما لا تتوفر على العتاد اللازم كالمستلزمات أو الأدوية ، هذا على غرار النقص الفادح في الممرضين والأطباء العامين و المتخصصين ، بالإضافة إلى انعدام سيارة إسعاف لنقل المرضى في الاوقات الحرجة ، حيث تتوفر القاعة على طبيب عام واحد يتردد على القاعة مرة في الأسبوع بحجة عدم توفر سكن وظيفي ، فالممرض الوحيد لا يستطيع أن يلبي حاجيات كل المرضى الذين يترددون على المستوصف ، خاصة وأن جل المرضى هم أصحاب أمراض مزمنة ونساء حوامل ، فهذا النقص أدى بأهالي المرضى بالتنقل إلى البلديات المجاورة للحصول على خدمة طبية ، مطالبين من السلطات المحلية العمل على رفع الغبن عنهم وإتخاذ التدابير اللازمة والعاجلة وتزويد قاعة العلاج بالعتاد اللازم والأطباء المتخصصين خاصة وان جل المرضى يعانون من امراض مزمنة يحتاجون إلى عناية أنية ودورية .
غياب الهياكل التربوية ينغص يوميات التلاميذ والأولياء
جدد قاطنو بقعة تمزقيدة مطلبهم المتعلق بإنجاز متوسطة وثانوية ، ففقدان هاتين الأخيرتين زاد من معاناتهم ، فهم يلجؤن إلى التنقل يوميا على مسافة تفوق 20 كلم للدراسة ، كما يعانون من مشكل غياب النقل المدرسي ، لتحل محله السيارات النفعية ، والتي فرض أصحابها تسعيرة كبيرة على التلاميذ ، ليصل سعر المكان الواحد 100 دج ، بحجة إهتراء الطرقات وبعد المسافة ، هذا وكما إضطر العديد من الاولياء على توقيف أبنائهم عن الدراسة بسبب كثرة التكاليف والمشقة التي يجدونها جراء تحصيلهم الدراسي ، خاصة فئة الإناث التي يزداد الخوف عليهم يوما بعد يوم جراء كثرة الإعتداءات عليهم من قبل قطاع الطرق ، ومن جهة أخرى خطورة الطريق خاصة في موسم الشتاء والتقلبات الجوية ، والتي تتسبب قي جريان الوديان المحيطة بالقرية ، هذا وكما يعاني تلاميذ الإبتدائية من مشكل غياب التدفئة في الحجرات وتدني خدمات الإطعام ، هذا ويطالب التلاميذ وأوليائهم من مصالح مديرية التربية بضرورة تسجيل مشروع بناء متوسطة وثانوية ، في القريب العاجل ، وهذا لوضع حد لمعاناتهم مع مشكل الدراسة والذي بسببه توقف الكثيرون على مواصلة الدراسة .
نقص الإنارة وانعدام أماكن اللعب يؤرق الشباب
من جهة أخرى، أبدى ساكنة هذه القرية التي لا تكاد تخلو بها النقائص ، تذمرهم الشديد من نقص الإنارة العمومية بالمنطقة، حيث عبر البعض عن المعاناة التي يعيشونها جراء انعدام الإنارة العمومية، الأمر الذي جعلهم لا يغادرون منازلهم خاصة في الفترة المسائية بسبب الظلام الدامس تخوفا من التعرض لعضات الكلاب الضالة ، هذا وكما كان للأطفال والشباب نصيبا من الشكاوي ، مؤكدين بأنهم لم يجدوا أي فضاء للممارسة الرياضة سوى اللعب في الجبال والمنحدرات معرضين حياتهم للخطر ، هذا فيما يلجأ الكثير منهم نتيجة الفراغ القاتل إلى ممارسة نشاطات اخرى قد تكون عواقبها وخيمة ، بحيث يطالب هؤلاء من السلطات المحلية بضرورة انجاز ملعب للشباب من شأنه الحد من الخطر الذي يتربص بهم .
**الانطباعات
كمال أحد سكان القرية ...
" المياه القذرة تحاصرنا وتحاصر المنبع الوحيد للشرب "
نتيجة النقص الفادح في التزود بماء الشروب ، نلجأ إلى المنبع الوحيد بالقرية رغم علمنا بخطورته على صحتنا ، لكن ليس لنا سبيل أو حل أخر ، وهذا بسبب عدم أخذ مطالبنا على محمل الجد ، رغم الامراض والأوبئة التي تلاحقنا .
الطفل " حسام " ...
مكاننا الوحيد للعب المنحدرات
في قريتنا لا نجد أماكن مخصصة للعب ، كالملاعب والمساحات الخضراء ، فنحن مضطرون لاستغلال مخلفات الأشغال والتواجد بالمنحدرات للقفز واللعب ، رغم علمنا بخطورة هذه الألعاب التي غالبا ما تعرضنا للإصابات والكسور ، فنحن نامل أن تهتم السلطات المحلية بنا وتجسد أمالنا في اللعب والترفيه .
السلطات الولائية ترد على الإنشغالات
أقرت السلطات الولائية بحقيقة الصعوبات التي يعاني منها سكان المناطق النائية خاصة التابعة للبلديات الساحلية ، وأنه تم تسجيل كل النقائص والمشاكل التي تؤرق السكان ، خاصة وأن المنطقة تعد منطقة ظل بإمتياز ، حيث كشف رئيس ديوان والي ولاية الشلف السيد " أحمد فاطمي " أنه تم إحصاء كل النقائص بمناطق الظل وعلى رأسها بقعة تمزقيدة التابعة لدائرة بني حواء الساحلية ، وأنه تم تخصيص غلاف مالي هام يقدر ب 9 ملايير دينار جزائري لمناطق الظل ، كما تم مباشرة بعض العمليات على غرار الربط بشبكات مياه الشروب إنطلاقا من محطة التحلية المتواجدة ببني حواء ، هذا وراسل " حميد بوزكري " عضو مجلس الأمة عن ولاية الشلف ، تدخل وزير الداخلية ، لرفع الغبن عن مواطني بقعة تمزقيدة ، بالنظر لما يعانيه أهالي المنطقة من صعوبات باللغة ، كونها منطقة ظل بامتياز .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)