الجزائر

"تنظيم الدولة".. من الحروب الإقليمية الى الهجمات العالمية




لا تزال فرنسا تعيش على وقع رعب كبير بعد الهجومات الأخيرة التي تعرّضت لها من قبل تنظيم داعش، هذا التنظيم الذي فرض واقعا جديدا وأعطى مفهوم الإرهاب صبغة دولية بدل الإقليمية التي كان يتمتّع بها، وفهم العديد من رؤساء الدول أنّ الإرهاب الذي لطالما كانت تعاني منه الجزائر والتي في محافل دولية كثيرة أقرّت بعالميته، أصبح حقيقة وواقعا لا مفر منه.لم تكن الاعتداءات الأخيرة على فرنسا من قبل تنظيم الدولة الإسلامية من دون مبرّرات حسب منفّذيها، حيث ذكرت تقارير إعلامية أسبابا عدّة جعلت فرنسا الوجهة الأولى لتمدّد الدولة الإسلامية بأوروبا، خصوصا أنّ فرنسا تعد الحاضن الأوّل للجالية المسلمة على غرار دول أوروبية أخرى. كما أرسل تنظيم داعش تهديدات كثيرة إلى دول أوروبا والدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدّة الأمريكية، يتوعّدهم بنقل الحرب التي تدور رحاها في بلاد الشام الى بلدانهم لتدخّلهم المباشر على الأراضي السورية.تنظيم الدولة الاسلامية وبعد أن كان تهديده مقتصرا على الحروب الإقليمية التي كانت أحداثها تدور في العراق وسوريا ومصر ولبنان وتركيا وغيرها من الدول الجوارية، ها هو اليوم يوسّع تهديده في صورة تنمّ عن تنظيم كبير يتمتّع به هذا التنظيم، سواء من حيث الإستراتيجيات أو من حيث العدّة والعتاد، وليست أحداث باريس بالأمر الهيّن حيث اخترقت الهجمات الأخيرة أجهزة الأمن بفرنسا وكأنّها غير موجودة. كما أنّ التنظيم في حالة تمدّد مطاطي وبصورة أخافت الدول الكبرى، وهو ما اعترف به أكبر قادة الدول خلال القمّة العشرين.ويبرّر تنظيم داعش هجومه على فرنسا وعلى أغلب الدول الأوروبية التي تنتظر دورها، فالحبل على الجرار كما يقولون، بأنّ فرنسا شاركت بصفة مباشرة في الحرب على بلاد الشام، وهي لها دور قوي في محاربة ما تسمّيه بالإرهاب في سوريا والعراق، وهي طرف فاعل في المنطقة، كما فسّرت تقارير إعلامية أنّ من بين أسباب هجوم داعش على فرنسا هي أنّ بها أكبر جالية مسلمة مظلومة، وجب الثأر والانتصار لها، كما كان لإرسال فرنسا حاملة طائراتها الى سوريا، أحد أسباب استهدافها من قبل داعش بمنظور "من يعتدي علينا نعتدي عليه"، ناهيك عن صفقة الأسلحة التي تمّت بين فرنسا ومصر.وبالرجوع الى بيان تنظيم القاعدة الذي جاء فيه "لتعلم فرنسا ومن يسير على دربها أنهم سيبقون على رأس قائمة أهداف التنظيم، وأن رائحة الموت لن تفارق أنوفهم ما داموا قد تصدروا ركب التحالف الدولي الذي يشن غارات جوية ضد عناصر التنظيم في سوريا والعراق"، يتبيّن أن تنظيم داعش لن يتوانى عن الهجوم على أي دولة لها دخل في الهجوم على بلاد الشام، سواء بمبادرة فردية أو عن طريق تحالفات دولية، كما حدث أثناء احتلال العراق من قبل الولايات المتّحدة الأمريكية بحجة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وهو ما تبيّن فيما بعد أنّ الامر لا يعدو أن يكون مبرّرا لدخول العراق.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)