تموين السوق بالبقوليات واللحوم.. حماية القدرة الشرائية

أكد مختصون وخبراء في الفلاحة، أن الإجراءات التي أقرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والمتعلقة بتموين السوق الوطنية باللحوم الحمراء والبقوليات الجافة، تضمن الوفرة واستقرار الأسعار وتحمي القدرة الشرائية للمواطن.قال رئيس المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي جابر بن سديرة، في تصريح ل "الشعب"، إن القرارات سيكون لها وقع إيجابي على السوق الوطنية، كونها ستحافظ بشكل مباشر على الأسعار والقدرة الشرائية للمواطن، مبرزا أهمية تحديد احتياجات السوق الوطنية من هذه المواد لضمان الوفرة وتفادي التذبذب.
وأوضح بن سديرة، بخصوص اللحوم الحمراء، أنها تشهد انخفاضا نسبيا هذه الأيام، بفضل تسهيلات رخص الاستيراد التي ساهمت في دخول اللحوم المستوردة إلى السوق الوطنية، داعيا إلى تشكيل خلية أو لجنه يقظة مشكلة من كل المتدخلين في عملية الإنتاج، الاستيراد والتوزيع، لمتابعة تموين السوق وتقديم الدراسات والتقارير اللازمة من أجل تحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير الأزمة في وقتها.
وأفاد في ذات الشأن، أن السوق الوطنية بحاجة إلى دراسة لتلبية الاحتياجات من هذه المواد والحفاظ على استقرار الأسعار، مؤكدا أن وضع تصور دقيق لاحتياجات السوق من اللحوم يضمن الوفرة واستقرار الأسعار قبل حلول شهر رمضان، الذي يكثر فيه الطلب على هذه المادة.
وأكد المتحدث، أن الإجراءات التي قررها رئيس الجمهورية تصب في مصلحة المستهلك، مشيرا إلى أهمية اعتماد حلول مستدامة في شعبة اللحوم لتحرير وتنظيم السوق الوطنية، التي تخضع للعديد من المتغيرات قد تؤثر على استقرار الأسعار.
أما بخصوص البقوليات، فإن الديوان الوطني للحبوب وحده المكلف بالاستيراد، شرع في توسيع سلسلة التوزيع الوطنية المباشرة والتعاقد مع الموزعين الخواص بضمان هوامش ربح محترمه تحفظ حق التجار والمستهلكين معا، يبقى التركيز على التعريف بنقاط البيع والأسعار المعتمدة أساسا لنجاح العملية.
وأشار في ذات السياق، إلى جهود الوزارة في وضع حد لأزمة البقوليات من خلال ضمان الوفرة والحفاظ على استقرار الأسعار، مشيدا بالتدابير الأخيرة لوزارة التجارة الرامية الى متابعة عملية توزيع البقول الجافة، بهدف ضمان وصول هذه المنتجات إلى جميع المواطنين وعبر كافة مناطق الوطن.بدوره رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين منيب أوبيري، "قال إن قرارات رئيس الجمهورية هامة وتصب في مصلحة تطوير شعبتي اللحوم والحبوب، مثمنا الاهتمام الكبير بشؤون المواطنين والمستهلكين على حد سواء".
كما صرح الخبير الفلاحي، أن هذه الإجراءات من شأنها أن تساهم في انخفاض أسعار اللحوم الحمراء المحلية، موازاة مع استمرار عملية الاستيراد التي ستؤثر إيجابا على السوق الوطنية، سواء من حيث الوفرة وتلبية حاجيات المواطنين أو الأسعار التي ستعرف استقرارا.
وأفاد بأن "فتح المجال أمام المستوردين الخواص يخلق المنافسة ويسمح بتقديم خدمات أفضل، هذا بالإضافة الى الأسعار التي ستكون في متناول المواطن البسيط، هذا ما أكد عليه رئيس الجمهورية في تصريحه الأخير عندما شدد على ضرورة تموين السوق بهذه المواد".
وقال الخبير أوبيري، إن الاهتمام بشعبة اللحوم الحمراء يقتضي الاهتمام بالثروة الحيوانية وتطوير السلالات واستحداث مزارع نموذجية تعنى بتربية الأبقار الموجهة للذبح، مع ضرورة دعم المربين في مجال التغذية الحيوانية، والتفكير مستقبلا في دعم الشعبة لتكون في منأى عن الاستيراد.
أما بالنسبة للبقوليات الجافة فهي تشكل أزمة لدى الكثير من المواطنين، وبالتالي فتح المجال أمام الخواص لاستيرادها يعتبر الحل الأنسب في انتظار التوجه نحو تكثيف زراعة البقوليات ودعم الفلاحين والمستثمرين النشطين في هذا المجال، أي توسيع رقعة إنتاجها، سواء في الجنوب أو الهضاب العليا، مع توفير البذور الخاصة بها، لأن الجزائر تتوفر على مستوردين فقط للبقوليات، وبالتالي توفير ظروف الملائمة لإنتاج هذه الأصناف يحد من الأزمة.