الجزائر

تمنطيط وحارة اليهود.. شواهد على تواجد اليهود بالجزائر



تمنطيط وحارة اليهود.. شواهد على تواجد اليهود بالجزائر
بعد سقوط الأندلس وفرار جزءٍ من اليهود إلى الجزائر، كانت قصة أخرى اوضح الجزائريين واليهود تسطّر في «تمنطيط» عاصمة بلاد توات بمحافظة أدرار، أو ما يسميها اليهود بـ«أولاد داوود». حسب الدكتور والمؤرخ عبد الله المقلاتي كانت تمنطيط في القرن الخامس عشر إحدى أهم المراكز الاقتصادية في البلاد، وكان لليهود يومها دورٌ كبيرٌ في ازدهار التجارة بالمنطقة؛ بعد أن أمسكوا خيوط الإقتصاد بـ«تمنطيط»، قبل أن يحلّ على المدينة الإمام محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني.

يضيف المؤرخ المقلاتي في كتابه دور منطقة توات الجزائرية في عرض الإسلام والثقافة العربية بإفريقيا الغربية أنَّ المغيلي صادف اليهود قد صاروا حُكامًا للمدينة متجاوزين الحدود التي حددها الإسلام لأهل الذمة بتصرفاتهم – حسب معتقداته – واعتبر أن اليهود من خلال هذه الممارسات قد خرقوا العهود والمواثيق، خصوصًا عند قرارهم بناء معبد لهم في واحة تمنطيط، هذا ما جعل الشيخ المغيلي حسب المقلاتي يدخل معهم في مواجهات مسلّحة ويعلن عليهم الحرب؛ بعد أن اشتكى سكان المنطقة من اليهود، وتفاقمت الأزمة أكثر ببناء المعبد اليهودي، ليتمكّن بعدها المغيلي من إخراج اليهود من تمنطيط.



لم تكن تمنطيط وحدها التجمع الكبير لليهود في تلك الفترة، فقد كانت تلمسان وِجهةً ومزارًا للكثير من اليهود في الفترة الممتدّة من القرن الرابع عشر حتى التاسع عشر إلى حد وصفها بـ«قدس شمال إفريقيا». وقد ارتبط تاريخ اليهود بتلمسان بالطبيب والحاخام اليهودي «أفرايم ألانكاوه»، الذي هربّ مع اليهود من محاكم التفتيش الاسبانية ليلجأ إلى تلمسان. ويقول أحمد عطّار، أُستاذ الفلسفة بجامعة تلمسان أن حاكم تلمسان في ذلك الوقت كان السلطان «لكحل أحمد المنصور»، وكانت له ابنة بها مرض مستعصٍ لم يتمكّن الأطباء من شفائها منه، ولكن الحاخام أفراييم استطاع علاجها، فكافأه السلطان بمنحه حيًا ليسكن فيه مع الجالية اليهودية التي كانت متشردة قرب قصره. وهذا الحيّ هو الذي صار اسمه «درب اليهود».
دهاء قيادات الطائفة اليهودية مكّنهم بالتدريج من بسط نفوذهم في تلمسان؛ إذ كانوا يمتلكون ما يقارب 17 معبدًا وقرابة 1500 محل تجاري، كما نجحت الجالية اليهودية بعد موت الحاخام أفرايم ألانكاوه، من بناء معبد خاص يحمل اسم الأب الروحي للجالية اليهودية أفرايم ألانكاوه، عرف باسم «الغسّالين».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)