الجزائر

تمنراست: الحظيرة الثقافية للأهقار .. مساع لتثمين الثروات المتنوعة


يقوم الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأهقار بتمنراست بمساع حثيثة لإقحام كافة الفاعلين المحليين للمساهمة في جهود تثمين الثروات الثقافية المتنوعة التي يزخر بها هذا الفضاء التراثي والثقافي المفتوح على الطبيعة، كما أفاد يوم الأحد مسؤولون بالديوان.ويرى مدير الحظيرة محمود أمرزاغ في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أنه "بات من الضروري" انخراط الفعاليات الجمعوية المحلية في كافة مبادرات حماية محتويات الحظيرة بما يساعد على تثمينها وضمان استدامتها من خلال العمل جماعيا على مواجهة كافة أشكال الممارسات التي تضر بالممتلكات الثقافية والطبيعية للحظيرة بمختلف أصنافها.
ويأتي هذا التوجه، كما أضاف، ضمن أولويات الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأهقار، وهي مساع تكتسي أهمية بالغة على اعتبار أنها تضمن، سيما من خلال مبادرات التحسيس، المساهمة في تكريس شروط حماية ممتلكات الحظيرة.
وضمن نفس الرؤية، يعتبر من جهته عضوجمعية منتدى "أتاكور"للترويج للثقافة والساحة الصحراوية، أمريوض البكاي، أن إقحام المجتمع المدني في مساعي حماية التراث الثقافي يعد "حتمية واستراتيجية فعالة ستساهم لا محالة في ضمان حماية هذا التراث من الاندثار والعمل على ضمان استدامته باعتباره يشكل أحد أهم عوامل بناء الهوية الوطنية".
وأشار مدير الحظيرة أن الديوان بادر إلى إبرام اتفاقيات مع جمعيات ناشطة بالمنطقة على غرار الإتفاقية مع منتدى "أتاكور" الذي يساهم بشكل كبير في عمليات التحسيس بأهمية القيمة التاريخية والثقافية لمكونات التراث الثقافي بالحظيرة.
وأيضا ضمن جهود حماية الحظيرة الثقافية للأهقار التي يندرج إنشاؤها ضمن الإستراتيجية الوطنية والعالمية للمحافظة على هذا التراث وتثمينه، أنجزت بها هياكل للحماية وإعادة الإعتبار لأخرى إلى جانب إقامة مركز للدراسات والوصف التحليلي.
واستحدث أيضا في نفس المسعى، خمسون (50 ) مركزا للحراسة والمراقبة والإسعافات والإستعلامات على مستوى اقليم الحظيرة، كما أنجزت عدة متاحف مفتوحة على الطبيعة على غرار "تينهينان" و" تمنغاست" و" عين صالح" و" إدلس " و"مرتوتك"، وبرمجت عملية إنجاز وتهيئة مواقع أخرى من بينها "تهابورت" و" تيت" و"تقمارت".
إلى جانب ذلك، وضعت الإشارات الخاصة بالحظيرة، وركبت تجهيزات الطاقة الشمسية لفائدة المراكز التي ستساهم بشكل كبير في تدعيم العمليات والنشاطات الميدانية على غرار عمليات الجرد الذي يعتبر من أولويات الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأهقار.
ويحصي ديوان الحظيرة الثقافية للأهقار 493 عاملا بإقليم الحظيرة، من بينهم 62 إطارا و388 عون حفظ موزعين على خمسين (50) مركزا للمراقبة والإغاثة تغطي تقريبا كافة أقاليم الحظيرة.
.. جهود لمجابهة الأخطار التي تهدد التراث الثقافي للأهقار
يتعرض التراث الثقافي المنتشر عبر إقليم الحظيرة الثقافية للأهقار، لأخطار تجعله يقع تحت طائلة جملة من التأثير ات التي تلحق به عدة أضرار ناجمة عن عوامل طبيعية أوبشرية، وتعتبر الأخطار الطبيعية التي يتعذر استدراكها قليلة أمام حجم الأضرار التي يتسبب فيها الإنسان والتي تشكل تهديدات "حقيقية" لهذا التراث الثقافي، حسب مسؤول الحظيرة.
ويبرز من بين تلك الأخطار، طرق الإستغلال المفرط للخشب والفحم وجمع النباتات الطبية والعلفية بغية الإتجار بها، إلى جانب عمليات نهب رمال الأودية وما ينجر عنه من إتلاف لنباتاتها والتصرف في حجارة المعالم الجنائزية للعصور القديمة بغية استعمالها في البناء إلى جانب إنشاء محاجر ومقالع بشكل عشوائي وما ينجر عن ذلك من خسائر معتبرة في تحطيم التراث.
ويشكل أيضا استخراج المعادن من المناجم بشكل عشوائي وعدم تنظيم استغلال الأراضي لأغراض الزراعة والقيام بكتابات على الصخور التي تحمل نقوشا أو رسومات قديمة، إلى التسيير "غير العقلاني" للنفايات المنزلية من التهديدات التي تواجه التراث الثقافي بهذا الفضاء، حسب مسؤول الحظيرة.
وتقع الحظيرة الثقافية للأهقار التي تتربع على مساحة تتجاوز 633.887 كلم مربع في قلب أكبر صحراء في العالم، بإقليم ولاية تمنراست، وهي تزخر بثروات ثقافية وطبيعية هائلة، نادرة وهشة، أثرية وثقافية وحيوانات ونباتات ومناظر ومواقع طبيعية.
وتكتسي ثروات الحظيرة أهمية ثقافية وتاريخية كبيرة بالنظر إلى خصوصيتها، فضلا على أنها تعتبر قبلة للباحثين المختصين في جميع المجالات وكذا السياح.
ومن بين أهم ما تحتضنه الحظيرة الثقافية للأهقار المواقع الأثرية الكبيرة التي تشهد على قدم وجود الإنسان والتي تنتشر على شكل بقايا مشكلة من آثار وأدوات حجرية استعملت من طرف الإنسان منذ حوالي2،5 مليون سنة إلى جانب الرسوم الصخرية والنقوش التي تنتشر على أسطح الملاجئ والصخور، منها آلاف النقوش والرسوم الحجرية (الفن الصخري) على هيئة تعابير فنية صخرية تشرح حياة الإنسان آنذاك والتي حاول فيها التعبير عن محيطه الطبيعي وتفسيره بواسطة أساطير وأشكال رمزية لازالت تحتاج إلى تفسير علمي ودراسة عميقة.
وتعتبر الحظيرة الثقافية للأهقار فضاء للأبحاث العلمية في عدة مجالات، جيولوجية، في علم النباتات وعلم الحيوانات ما قبل التاريخ والآثار وعلم الإجتماع الثقافي. وضمن اتفاقيات شراكة مبرمة مع الجامعات ومراكز الأبحاث، يشارك إطارات الحظيرة في برامج البحث والمهام العلمية والمراقبة والجرد. وأنشأت الحظيرة بموجب المرسوم الرئاسي 87/231 المؤرخ في 3 نوفمبر 1987، وأعيد تسميتها بالديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأهقار.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)