الجزائر

تمديد الهدنة رغبة دولية تتوافق مع موقفنا المبدئي



أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمود المرداوي، أمس، أن تمديد الهدنة الإنسانية رغبة دولية تتوافق مع موقف الحركة الذي عبّرت عنه منذ اللحظة الأولى ولا زالت تتمسك به حتى الآن.أكد المرداوي، في اتصال أمس، مع "المساء" أن حركة "حماس" وبالرغم من كل مناورات الاحتلال الصهيوني، فهي في النهاية مع تمديد الهدنة وقد بلّغت الوسطاء بموقفها. وشدد على موقف الحركة الداعم لاستمرار الهدنة رغم إشارته إلى اختراق حكومة الاحتلال لبنود اتفاق تبادل الأسرى، حيث أنها لم تخرج في الدفعة الثالثة سوى الأطفال الأسرى واستثنت الأسيرات، إضافة إلى تأكيده على ضرورة إدخال شاحنات الإغاثة التي تحمل المواد الأساسية كما ونوعا.
كما أعرب القيادي عن استعداد "حماس" عقد مزيد من صفقات التبادل سواء على مراحل أو مرة واحدة يتم خلالها الإفراج عن الجميع مقابل الجميع، "لكن في ظل ظروف مناسبة تكون فيها تهدئة يتخللها تزويد المستشفيات والمخابز والحضانات بالقود والمستلزمات وكل أساسيات الحياة".
وفي حين أكد أن كل الوسطاء يدفعون بهذا الاتجاه حذّر المرداوي، بطريقة ضمنية من أنه لدى الاحتلال اعتبارات داخلية تعثر خطواته ولا يستطيع جمع مكوناته السياسية والعسكرية على قرار واحد، وهو يركز فقط على روح الانتقام لعدم مواجهة الفشل في حربه على غزّة، بما قد يجعله غير قادر على امتلاك أي قرار عدا استمرار الحرب والدمار والإبادة.
وحول تغير بعض المواقف الأوروبية المطالبة بوقف نهائي لإطلاق النار، أرجع المرداوي، ذلك إلى المشهد الدموي الذي ظهر على مدار الحرب وأثر في الرأي العام الدولي، وما صاحبه من انعكاس على الرأي العام الرسمي لدى بعض الحكومات الغربية، بالرغم من تفاوت طبيعة الإنعكاس والتأثير من دولة إلى أخرى. وأوضح في هذا السياق أنه لحد الساعة لم يلاحظ على سبيل المثال أي تغيير في الموقف الأمريكي، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على تبنّي نفس الرواية الصهيونية وعرضها كما كان الأمر في البداية.
كما أشار إلى تغيير بعض الأطراف لرؤيتها على غرار الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، نتاج جملة من العوامل منها حجم الإبادة والقتل والضحايا من الأطفال والنساء الذين شاهد العالم أجمع مآسيهم في غزّة، بالإضافة إلى السفراء الفرنسيين الذين عبّروا عن حجم الغضب في الدول العربية وحتى في الدول الأمريكو لاتينية وفي كثير من بلدان العالم. وقال إن "رسائل هؤلاء السفراء ورؤساء الشركات الذين تأثروا من المقاطعة جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزّة، دفعت الرئيس ماكرون لتغيير موقفه".
كما أكد أن الرأي العام في أوروبا، الذي تجلى بوضوح في المظاهرات الحاشدة والعارمة الداعمة لغزّة والتي جابت شوارع أهم العواصم والمدن الأوروبية، أثّر على الرأي العام الرسمي في بلجيكا وإسبانيا اللتين اتخذتا موقفا كان صادما للاحتلال.
وفيما أكد مسؤول حركة "حماس" على أهمية هذا التغيير في المواقف الغربية، إلا أنه اعتبر أنه لم يصل بعد إلى حد التأثير الايجابي الذي يحمي الأطفال والنساء من القصف الصهيوني، خاصة وأن الاحتلال يهدد باستئناف عدوانه ويلوح بموصلة حرب يعتمد فيها على الغطاء الغربي بإسناد ودعم أمريكي بالمال والقنابل والصواريخ، ما جعله يشدد في الأخير على أن مثل هذه "الأصوات مفيدة ومهمة ولكنها لم تصل إلى تصحيح المواقف بعد".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)