الجزائر

تمارين على المعارضة.. أخيرا


 قلتم نريد تغيير النظام بأقل ما يمكن من قتلى وأكثـر ما يمكن من ضحايا.
دعوا الحجارة على الأرض والعجلات المطاطية في النفايات والشباب المقهورين تحت الجدران، وتعالوا نفكر في آليات تغيير النظام بطريقة سلمية ومنظمة وحاسمة.
أولا: على لجان التغيير التي بدأت تظهر كفقاعات، أن تعيد تنظيم نفسها بجدية، وتفكر في الجزائر وليس في مستقبل أرصدتها في البنوك، وتشرع فورا في إعداد بيان حاسم (مثل بيان أول نوفمبر) تحدد فيه سياستها الجريئة والديمقراطية لحماية الحريات والرأي المختلف معها، وطريقة رؤيتها لجزائر ما بعد الاستقلال...
ثانيا: على الشخصيات والخبراء الأكفاء أن يجتمعوا فورا للتفكير في وضع مسودة دستور جديد خال من التحرش بحقوق المواطنين واغتصاب حرياتهم وعرضه على الشعب للنقاش والاستفتاء.
ثالثا: على من بقي من رجال نزيهين في أجهزة الأمن والذين لم تتوسخ أيديهم بأموال الجزائريين ودمائهم أن يشرعوا فورا في إعداد ملفات دقيقة وشجاعة على كل الفاسدين وتقديمهم للعدالة.
رابعا: على من بقي من رجال في أجهزة العدالة والذين لا تزال ضمائرهم نظيفة، أن يبادروا إلى حماية مهنتهم من الأوامر الفوقية ومن تصفية الحسابات الشخصية والشروع فورا في التحقيق مع من أوصلوا الجزائر إلى هذا الوضع الحقير.
خامسا: على من بقي من محامين، وهي مهنة أصبحت قمامة لآكلي الخبز وصانعي الثـرثرة، أن ينتظموا في لجان للدفاع عن حقوق وحريات المواطنين التي اغتصبها هذا النظام، وحقّر بها شعبه.
سادسا: على الأحزاب المؤتلفة على الريع والكذب أن يظهر فيها رجال لهم شجاعة الإعلان عن تطهيرها من صغار النفس، وحل بعضها نهائيا لأنها عار علينا.
سابعا: على الرجال الذين لهم ميول سياسية وكفاءة أن يعلنوا عن إنشاء أحزابهم وتجمعاتهم دون الحاجة لاعتماد وزارة داخلية هذا النظام الآيل للسقوط، وفرض حقهم في النشاط والترشح والانتخاب إذا كانوا مسلحين بمناضلين مقتنعين وأبطال.
ثامنا: على الأساتذة الجامعيين الأكفاء والوطنيين حقا، أن يقوموا بحملة توعية بين طلبتهم لحضهم على الدفاع عن حقهم في مستقبل أفضل في هذا البلد.
تاسعا: على من يسمون أنفسهم مجتمعا مدنيا أن ينتظموا في لجان شعبية ويشرعوا فورا في إعداد ونشر انتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها حقه في توفير المواد الغذائية والمناظر الحضارية وتقديم المسؤولين عن الخراب إلى العدالة.
عاشرا: على الصحافة التي تدعي أنها سلطة رابعة أن تشرع فورا في توسيع سلطتها بإسقاط قانون القذف المهين والتحقيق في ملفات الفساد وتراجع حياة المواطنين الكريمة، والدفاع عن حقهم في الحريات الأساسية، وتحسين وضعهم الاجتماعي الرديء.
بعد وضع هذه الآليات بطريقة صحيحة ونزيهة لا تشوبها خيانة ولا مطامع شخصية ولا قوادة رخيصة لنظام الحكم، بعدها سنتحدث عن جزائر أخرى ليس فيها مشاكل حريات ولا مشاكل سكن وبطالة وأمية وغلاء أسعار ونقص في الخبز واللحم والحليب، جزائر النزاهة والكفاءة والمساواة في فرص النجاح.. وباختصار جزائر ليس فيها هذا النظام.
صحيح، بهذه الطريقة، لن يكون تغيير النظام غدا، ولكنني أعدكم أنه سيتغير بعد غد، وستعيشون أفضل بكثير من حياة الكلاب التي كتبها عليكم هذا النظام بحبر القهر والكذب.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)