الجزائر

تلمسان ونواحيها في الحركة الوطنية وثورة التحريرمساهمة في كتابة التاريخ




يعقد وزراء الخارجية العرب يوم غد بالعاصمة المغربية الرباط اجتماعا مصيريا يخصص لبحث الموقف تجاه سوريا بعد مناقشة مدى التزام دمشق بتنفيذ بنود المخطط العربي لإنهاء الأزمة في هذا البلد.
واتفق وزراء الخارجية العرب على عقد هذا الاجتماع الحاسم حول مستقبل سوريا في المنتظم العربي بمناسبة انعقاد أشغال منتدى الشراكة الرابع بين الدول العربية وتركيا لمناقشة مدى تطبيق سوريا لبنود الخطة العربية الخاصة بإنهاء الأزمة بناء على النتائج التي انتهى إليها اجتماع اللجنة العربية المكلفة بسوريا يوم الثاني نوفمبر الجاري بالقاهرة.
ويكون هذا الاجتماع آخر فرصة للسلطات السورية من اجل تفادي تجميد عضويتها في الجامعة العربية بعد أن محنتها مهلة إلى غاية يوم غد لتنفيذ الخطة العربية.
ولكن هل سينتهي هذا الاجتماع إلى اقتناع البلدان العربية بإعادة النظر في موقفها القاضي بتجميد عضوية سوريا؟ أم أنه سيكون مجرد لقاء لتكريس هذا القرار وقطع الطريق نهائيا أمام النظام السوري لإصلاح ذات البين؟
وهو الاحتمال الوارد جدا بالنظر إلى الوضع الميداني في مختلف المدن السورية التي شهدت أعمال عنف جديدة وأيضا بالنظر إلى اللقاء الذي جمع أمس نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية مع ممثلين عن المجلس الوطني السوري حيث بحث معهم آليات تحقيق المرحلة الانتقالية.
والأكثر من ذلك فإنّ أربعا من دول مجلس التعاون الخليجي سارعت أمس إلى سحب سفرائها من دمشق باستثناء الإمارات العربية وسلطنة عمان رغم الاعتذار الرسمي الذي قدمه وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس للدول التي تعرضت تمثيلياتها الدبلوماسية لهجومات من طرف متظاهرين سوريين موالين للنظام السوري وعبر عن أمله في أن لا تتكرر مثل تلك الأعمال.
فهل سيشفع مثل هذا الاعتذار لدمشق لدى الدول العربية من اجل تفادي فرض عزلة إقليمية عليها وخاصة إذا علمنا أن دول مجلس التعاون الخليجي تبقى من أكثر الدول العربية تشددا مع نظام الرئيس بشار الأسد وفي وقت طالب فيه العاهل الأردني الملك عبد الله الرئيس السوري بالرحيل اليوم قبل غد إذا كان يريد المحافظة على مستقبل بلاده .
ولكن هل وضعت الدول العربية في حساباتها تبعات الإقدام على طرد سوريا من عضوية الجامعة العربية والتي وصفها وزير خارجيتها وليد المعلم بـ''الخطوة الخطيرة'' ووصفه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقرار غير الصائب؟
واتهم المسؤول الروسي جهات لم يسمها بالعمل على عدم تمكين السوريين من التوصل إلى تسوية لخلافاتهم في اتهام يكون موجها إلى الاتحاد الأوروبي الذي شدد من عقوباته الاقتصادية ضد سوريا وتزامنا مع نداء وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي بضرورة الإسراع في اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين السوريين وهي الذريعة نفسها التي غطى بها مجلس الأمن تدخله العسكري في ليبيا يوم التاسع عشر مارس الماضي.
وقال الوزير الفرنسي إن الفرصة مواتية أمام الأمم المتحدة لبحث كيف يمكن حماية المدنيين السوريين وان يتحرك مجلس الأمن الدولي من اجل اتخاذ قرار في هذا الشأن في دعوة شاركته فيها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التي عبرت عن ''انشغال أوروبي'' متزايد بخصوص وضع المدنيين السوريين وحتمية حمايتهم. ويكون جوبي واشتون بذلك قد جنبا  الدول العربية عناء البحث عن وسائل لحماية المواطنين السوريين. 
فبينما تطالب الدول الأوروبية بطريقة ضمنية إلى تدخل مباشر في سوريا فضلت روسيا الورقة التفاوضية بين الفرقاء السوريين بعد أن أكد سيرغي لافروف أن بلاده ستستقبل اليوم وفدا عن المعارضة السورية وأنها ستعبر له عن مخاوف روسية متزايدة على اعتبار أن الوصول إلى السلطة أصبح هدفا في حد ذاته ولكنه في الوضع السوري يجب التفكير في مستقبل بلاده وشعبه''.
ويكون هذا الموقف هو الذي جعل نظيره السوري وليد المعلم يستبعد كل فكرة لتدخل دولي في بلاده كما حدث في ليبيا بسبب الدعم الذي تلقاه دمشق من موسكو وبكين. وقال المعلم إن سوريا ليست ليبيا وان السيناريو الليبي لن يتكرر في بلاده لأن ما تشهده يختلف تماما عما حدث في ليبيا ''وأنني مقتنع أن روسيا تريد لعب دور محوري وفعال في الحوار الذي سيتم مباشرته بين ممثلي المعارضة والحكومة السورية''. وقال إن ذلك يعد مؤشرا ايجابيا في حد ذاته على طريق تسوية الوضع.
وهو ما جعله يقتنع أيضا أن بلاده سائرة فعلا باتجاه إنهاء الأزمة التي تكاد تعصف بها بفضل الإصلاحات الجذرية التي باشرتها نافيا كل التقارير التي أكدت على تعقد الوضع القائم واستبعاد التوصل إلى تسوية سليمة ونهائية لما هو جار منذ منتصف شهر مارس الماضي.

تستقبل قاعة ''ابن زيدون'' غدا الخميس الفنان الساحر مراد بورتي المشهور بـ''جاد'' ليقدم عروضه المتميزة التي طاف بها كبريات العواصم الأوروبية.
عاش هذا الفنان طفولته بمنطقة حسين داي بالعاصمة وله ذكريات كثيرة بإحدى مدارسها الإبتدائية بحي العقيد عميروش، قبل أن ينتقل إلى ثانوية '''رولي'' بالقبة.
منذ نعومة أظافره كان مراد شغوفا بالفنون وظهرت عليه علامات الموهبة والابداع، الأمر الذي دفعه إلى الالتحاق بالمدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، ليواصل بعدها دراساته العليا بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس ابتداء من سنة .1977
اشتغل الفنان بعدها واختص في مجال الألعاب السحرية باعتبارها اهتمامه الأول ليكتسب صفة الفنان الساحر أو ما يعرف بـ''الحاوي''.
في باريس التقى مراد شخصية أخذت بيده وأدخلته إلى العالم اللامع لفن السحر وكانت هذه الشخصية هي السيد جورج بروست، مدير أكاديمية السحر بباريس وصاحب محل وسائل أدوات السحر، وتعامل معه مراد وأنجز له أدوات وصور عروضه في ألعاب السحر الموجهة للبيع.
كان مراد الشاب ولوعا بالتكوين أكثر من طلبه للمال، لذلك كان يطلب من جورج أن يعلمه أسرار هذا السحر مقابل ما يقدمه له من خدمات.
ما يميز ''جاد'' تحكمه في تقنيات السحر بطرق علمية، إضافة إلى حرصه على الجانب الجمالي والابداع في العرض وتجنب أي فراغ، لذلك فهو دائم الحضور على الخشبة، وله قدرة عجيبة على جعل الجمهور يتابع برنامجه.
''جاد'' له تجربة واسعة من خلال مشاركاته في أكبر التظاهرات العالمية في فن السحر، إضافة إلى تجربته في السحر الجواري الذي يستعمل فيه بعض الأدوات مثل النقود، لعبة الورق، السجائر وغيرها.
للإشارة؛ فإن انطلاقة ''جاد'' الحقيقية كانت من العاصمة باريس ومنها إلى عديد العواصم كلندن، ميونيخ، جنيف، فيينا، برشلونة وغيرها وطبعا؛ فإن للجمهور الجزائري حظه من هذا الابداع.

اختتمت، أمس بقصر الثقافة الجديد بإمامة، أشغال الملتقى الدولي ''تلمسان ونواحيها في الحركة الوطنية وثورة التحرير، من هجرة 1911 إلى ,''1962 المنظّم من قبل جامعة ''أبو بكر بلقايد'' بتلمسان بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان والتاريخ، وذلك تحت لواء ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''.
الملتقى الذي دام ثلاثة أيام، اعتبره المشاركون من داخل وخارج الوطن مساهمة في كتابة تاريخ الحركة الوطنية والثورة التحريرية، إذ ركّز على الدور الأساسي الذي لعبته ''المدينة/الحاضرة'' كنقطة مرجعية ونموذج انتماء وتميّز، إلى جانب العودة إلى مراجعة وإتمام ومناقشة كل ما له صلة بهذه الفترة الطويلة المتعلّقة بتكوّن وتجذّر الحركة الوطنية وإعادة التشكيلات الاجتماعية عبر تواصلاتها وتقطّعاتها وميكانيزمات بناء الفكرة الوطنية، كما ''يسمح هذا الملتقى بإبراز جوانب غير معروفة تماما أو بشكل غير كافٍ، كون العديد من الفاعلين في الثورة التحريرية قد توفوا آخذين معهم أسرارهم وبالتالي يجد الباحثون والمؤرخون صعوبات في كتابة التاريخ المعاصر للجزائر".
وفي تصريح لـ (وأج) أوضح السيد لمقامي محمد، الذي كان أمين المنطقة الأولى للولاية الخامسة التاريخية من 1955 إلى ,1958 أنّ هذا اللقاء يسلّط الضوء على الجوانب الثقافية والسياسية قبل وأثناء الثروة التحريرية، وأشار إلى أنّ تلمسان لم تقبل أبدا بالاستعمار وأن أبناءها على غرار مصالي الحاج والرائد جابر والعقيد لطفي أدوا أدوارا هامة قبل وأثناء الكفاح المسلح.
من جانبه؛ أكّد المؤرّخ الفرنسي جيلبير مينيي على أهمية إقامة هذا المؤتمر الذي يسمح بتبادل وجهات نظر الباحثين من مختلف الجنسيات حول مسألة تاريخ حرب التحرير بالجزائر والحركة الوطنية و''التقريب بين المؤرّخين المهتمين بهذا الموضوع الذين لا يعرفون بعضهم بعض إلاّ من خلال أعمالهم وكتاباتهم''، وتطرق إلى ''مشكل الاطلاع على الأرشيف مما يشكّل عقبة كبيرة أمام كتابة التاريخ".
وفي مداخلته حول ''دور الهجرة ولا سيما من تلمسان ومنطقتها في الكفاح من أجل استقلال الجزائر'' أبرز المؤرخ الفرنسي جيل مانسيرون دور فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، إذ أوضح أنّ هذه المهمة قد تجسّدت من خلال اجتماعات واتصالات مع الحركة النقابية، حيث كانت بمثابة جواب سياسي للقمع الممارس من طرف فرنسا، وذكر في هذا السياق بأنّ هذه الفدرالية كانت مهيكلة بشكل جيد وعلى رأسها لجنة من العقلاء من بينهم عثمان بن قلفاط ابن تلمسان، كما تطرق إلى الدور الذي لعبه أبو بكر بلقايد عام 1960 بفرنسا في التنسيق بين مجموعة المحامين المكلّفين بالدفاع عن المعتقلين الجزائريين.
من جهتها؛ عالجت المختصة في العلوم السياسية لعلامي فاتاس فريال من الجزائر الإنزال الأمريكي لسنة 1942 بالجزائر العاصمة الذي كان له ''تأثير في تصلب الحركة الإصلاحية الوطنية'' في خضم ''موجة التحرر التي جاء بها الأمريكيون الذين وقعوا في 1941 على ميثاق الأطلسي''، وفي محاضرته حول''المدرسة وتلاميذها في إيقاظ الحركة الوطنية''؛ ركّز الأستاذ الجزائري خطاوي محمد على إسهام هذه المؤسسات في بروز شخصيات باسلة في الثورة التحريرية وكذا إطارات كبار بعد الاستقلال.
كما تطرق الأستاذ الباحث في المركز الوطني للبحث في الأثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران قناوو مصطفى إلى مساهمة ناحية ''عين الحوت'' المسماة أيضا ''القاهرة'' خلال الثورة التحريرية في الكفاح من أجل استرجاع السيادة الوطنية، وأوضح أنّه بالإضافة إلى مشاركتهم في هجرة 1911 تعبيرا عن ''رفض الاستعمار'' قام سكان هذه القرية الواقعة على بعد 8 كلم عن تلمسان بالعديد من العمليات المسلحة ضد المستعمر.
من جانبه؛ تحدّث الأستاذ مصطفى عوامري عن ''نشاط حزب الشعب الجزائري بتلمسان خلال الحرب العالمية الثانية''، حيث سلّط بعض الأضواء على نشاط الحزب وكيفية استمراره في ظلّ حالة الطوارئ والأحكام الاستثنائية، كما تناول النشاط السري الحذر لحزب الشعب الجزائري مع بداية الحرب العالمية الثانية بهذه المنطقة، ثمّ محاولة تجديد النشاط الوطني وأساليبه في عهد حكومة فيشي وكيفية تأقلم عناصر الحزب وتكيّفهم مع ظروف الحرب الصعبة والعمل على فكّ الحصار المضروب عليهم بعد نزول الحلفاء بالجزائر في نوفمبر .1942
وفي الوقت الذي استعرض فيه الأستاذ بلقاسم بومديني موضوع ''الرواية الشعبية لثورة التحرير الجزائرية من خلال أغاني النساء بمنطقة عين غرابة بولاية تلمسان''، حيث تطرّق إلى ما قيل من ألغاز، حكايات، أمثال، أغاني أعراس وأغاني المواسم الدينية وغيرها من أشكال التعبير البسيطة التي تعتبر الذاكرة الحية القادرة على حفظ الموروث الشعبي لأي مجتمع مهما تباينت الأزمنة والأمكنة، توقّف الأستاذ شايب مغنونيف عند ''الشعر الشعبي الجزائري ومجازر ماي 1945 بالقطاع الوهراني''، حيث أكّد أنّ صور هذه المجازر في الذاكرة الشعبية بعامة والشعر منها بخاصة أكثر نصاعة وحضورا ممّا دوّنته أقلام الباحثين والمؤرّخين، ''ذلك أنّ الذاكرة الشعبية نقلت بواقعية متناهية ما تعرّض له الشعب الجزائري طيلة شهر ماي ,1945 وفي مختلف ربوع الوطن شرقا وغربا، من إبادة جماعية وتقتيل في منتهى الهمجية والعدوانية بسبب احتفاله بانتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة ألمانيا وانتصار الحلفاء ومطالبا بالحرية والاستقلال''.
وقدّم الأستاذ عبد المجيد بوجلة لمحة عن ''الهجرة الجزائرية إلى الديار المشرقية خلال المرحلة الاستعمارية، قراءة في الدوافع والانعكاسات''، إذ أوضح أنّ هذه الهجرة جاءت ردا على المظالم الاستعمارية ورفضا للتجنيد الإجباري الذي ميّز السياسة الاستعمارية بعد اتّضاح العجز العسكري لفرنسا في حروبها الخارجية وحملاتها المتكرّرة، ليسعى الأستاذ رشيد يشوتي في مداخلته ''تلمسان والثورات بالمغرب في بداية القرن العشرين'' إلى التعريف ببعض الأدوار التاريخية والشخصيات التلمسانية التي شاركت في مجموعة من الثورات والحروب التحريرية التي اندلعت في وجه المحتل الإسباني لمناطق الريف وشمال المغرب في بداية القرن العشرين، لا سيما الثورة التحريرية التي قادها محمد بن عبد الكريم الخطابي (1921-1926) والذي اتّخذ من مدينة تلمسان منطقة خلفية لتدعيم ثورته.
المشاركون في ملتقى''تلمسان ونواحيها في الحركة الوطنية وثورة التحرير، من هجرة 1911 إلى ,''1962 قدموا من قسنطينة، تلمسان، وهران، الجزائر العاصمة، سيدي بلعباس، وكذا مستغانم، المسيلة ومعسكر، إضافة إلى المغرب، تونس، فرنسا والمجر، عكفوا طوال ثلاثة أيام على مناقشة ثلاثة محاور أساسية تتعلّق بـ''من وضعية التراجع إلى التحرّر السياسي، تلمسان ونواحيها بين 1911 و,''1939 ''سنوات الأربعينيات والخمسينيات، حول آثار الحرب العالمية الثانية وتجذّر النضال'' و''ثورة التحرير الوطني''.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)