قال ابن بطوطة بعد خروجه من طنجة: فوصلت مدينة تلمسان، وسلطانها يومئذ أبو تاشفين عبد الرحمن بن موسى بن عثمان بن يغمر أسن بن زيان. ووافقت بها رسولي ملك إفريقية السلطان أبي يحيى رحمه الله، وهما قاضي الأنكحة بمدينة تونس أبو عبد الله محمد بن أبي بكر علي بن إبراهيم النفزاوي، والشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عبد الله القرشي الزبيدي- بضم الزاي نسبة إلى قرية بساحل المهدية، وهو أحد الفضلاء وكانت وفاته عام أربعين. وفي يوم وصولي إلى تلمسان، خرج عنها الرسولان المذكوران، فأشار علي بعض الاخوان بمرافقتهما، فاستخرت الله عز وجل في ذلك وأقمت بتلمسان ثلاثاً في قضاء مآربي، وخرجت أجدّ السير في آثارهما. وقال ابن بطوطة بعد خروجه من مستغانم وهو في طريق عودته إلى طنجة: ثم (وصلنا) إلى تلمسان. فقصدت العباد، وزرت الشيخ أبا مدين رضي الله عنه ونفع به، ثم خرجت عنها على طريق مدرومة، وسلكت طريق أخندقان. وبت بزاوية الشيخ إبراهيم.
وقال التازي: تلمسان كانت عاصمة آنذاك لمملكة بني عبد الواد التي كان رئيسها هو السلطان أبو تاشفين الذي كان في حالة حرب مع الحفصيين بتونس .. وإذا ما رجعنا إلى ما قدمه الادريسي عن تلمسان من معلومات على عهده فسنجد أنه ينعتها بأنها مدينة أزلية وأنه لم يكن في بلاد المغرب بعد مدينة أغمات وفاس أكثر من أهلها أموالاً ولا أرفه منهم حالاً.. وقد ذكر ابن الوزان (ليون الإفريقي) أنها كانت تحتوي على ستة عشر ألف كانون على عهد أبي تاشفين 718-737=1318-1337.
وقال: كان على الأمير أبي يحيى أبي بكر أن يقاوم طوال السنوات الأولى لإمارته ضد عدد من المنافسين. وقد كان أحد هؤلاء المنافسين المعززين من لدن ملك تلمسان- تغلب على مدينة تونس في رجب - شعبان 725 يونيه /يوليو 1325، عندما كان الأمير أبو يحيى محاصراً في قسنطينة من لدن جيوش بني عبد الواد..!. وهكذا ففي هذه الفترة من التاريخ وُجد ابن بطوطة في تلمسان ولقي بتلمسان السفارة التونسية التي عُهد غليها - على ما يظهر- أن تقوم بالاتصال مع أبي تاشفين ليسحب مساندته للمناوئين لصاحب تونس، والجدير بالذكر أن ابن خلدون، الذي تحدث بتفصيل في تاريخه عن هذه الأحداث، لم يتحدث عن هذه السفارة..! كما أنه لم يأت بأسماء السفراء الذين ظلوا غير معروفين لديه. أما عن السفير النفزاوي قاضي الأنكحة فقد كان لابن بطوطة وحده فضل ترديده هنا، وإن زملاءنا في تونس ليعتمدون فيما كتبوه حول هذا الموضوع على الرحالة المغربي إضافة إلى ما عند الأبي في إكمال الإكمال ( ص 294) حسبما وقفت عليه بتونس في إحدى زياراتي لها عام 1982.. أما عن الشخصية الثانية: الزبيدي فنؤكد كذلك على أهمية معلومة ابن بطوطة حول هذه السفارة التي أهمل ابن خلدون ذكرها كما قلنا.. وقال: كانت مدينة الجزائر (العاصمة الحالية) تابعة لمملكة تلمسان.
المعلومات لا تكفي عن تلمسان
محمد شريط - أستاذ جامعي - غليزان - الجزائر
05/02/2014 - 174765
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com