الجزائر

تلمسان الجزائرية تحتضن التظاهرة الدولية 'من تراب ومن طين'



تلمسان الجزائرية تحتضن التظاهرة الدولية 'من تراب ومن طين'
يختصر المعرض جغرافية العالم وفلسفة العلاقة القائمة بين الإنسان والطبيعة حيث خلق الانسان من طين وعاش وابدع وتفنن في عمارة من طين.
يحتضن قصر المعارض، الكدية، بمدينة تلمسان الجزائرية، بداية من السبت المقبل 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وحتى 14 يناير/كانون الثاني 2012 التظاهرة الدولية "من تراب ومن طين" ضمن معرض ينظم في اطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 ويسلط الضوء على فن العمارة الترابية في العالم بمشاركة فنانين ومبدعين مختصين في هذا الفن من انحاء مختلفة من القطر الوطني اضافة الى مشاركين من قارات افريقيا واوروبا واسيا.

يختصر معرض "من تراب ومن طين" وضمن مساحة تقدر بـ 1400 م2 جغرافية العالم وفلسفة العلاقة القائمة بين الانسان والطبيعة حيث خلق الانسان من طين وعاش وابدع وتفنن في عمارة من طين ليدفن بعد الموت في الطين وتجاوز علاقة الانسان بالطين مجرد استخدامه كمادة بناء تحميه من التغيرات المناخية او وسلة للابداع الفني الى التعبير عن الذات والبحث عن حنان الام الارض، ضمن شعور واحاسيس لا يقدرها سوى عشاق الطبيعة.

ويستخدم التراب، وهو المادة الأكثر وفرة على كوكب الأرض، في البناء منذ أزمنة سحيقة. وهناك طرق عديدة للبناء بالتراب. وهي تتنوع حسب تنوع التراب المتوافر وتنتج عنها أبنية ذات تنوع كبير تعكس هوية وثقافة الشعوب التي أنتجتها، وتسمى هذه العمارات "عمارات التراب" وأبنية من الأراضي ليست، كما يميل الكثيرون إلى الاعتقاد، خصوصية أفريقية أو خصوصية العالم النامي. وقد كانت موجودة ومازالت في جميع مناطق العالم. من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا والأميركتين، يحافظ تراث معماري عظيم مبني من التراب على الذاكرة من الأزمنة الزاهية لعمارتها.

وإذا كان معظمنا يعرف أن مدينة مثل تمبكتو في مالي مبنية من التراب، فإننا نجهل أن أجزاء مهمة من قصر الحمراء أو سور الصين العظيم مبنية من التراب هي أيضا.

من منا يعرف أن ناطحات السحاب الأولى في تاريخ البشرية بنيت من التراب في مدينة شبام، في اليمن، والتي تدعى ظلما لهذا السبب مانهاتن الصحراء؟

من منا يعلم أنه بداية من سنوات الثمانينيات، ظهر اهتمام عالمي بالبناء بالتراب، فجره انطلاقا من أفريقيا المهندس المعماري المصري حسن فتحي، ليظهر في جميع القارات؟

من منا يعرف أن حركة التحديث الواسعة للعمارة الترابية، والتي تمتد أساسا إلى العالم الغربي، بدأت من أكثر البلدان حداثة في العالم، ألا وهو الولايات المتحدة الأميركية؟

من منا يعلم أن هذه العمارة هي الآن، أكثر من أي عمارة أخرى، متجذرة في النظرة المعاصرة للتقدم، وأن هذا هو السبب في أنه بعد أن كانت لفترة طويلة تعتبر عمارة الفقراء، فإنها اليوم تحظى باهتمام الأغنياء؟

وربما قليلون جدا منا يعرف ذلك. وهذا المعرض هو مساهمة متواضعة لكشف النقاب عن هذه العمارة الخالدة، الخلابة بجمالها وعبقريتها، ولكنها غير معروفة.

وبعد معرض "أراضي، أفريقيا وأماكن أخرى"، الذي أنجز في إطار المهرجان الثقافي الأفريقي الثاني في الجزائر في عام 2009، فإن معرض "من تراب ومن طين" 2011 هو المعرض الكبير الثاني الذي تنتجه وزارة الثقافة حول موضوع العمارة الترابية. وهدفه الرئيسي هو جعل الجمهور الواسع يكتشف العمارة الترابية أبنية بهدف التحسيس بأهمية التراث الجزائري المبني من التراب وضرورة الحفاظ عليه.

ينظم هذا المعرض في قاعة يمكن للجمهور فيها أن يكتشف على وجه الخصوص :

- زخارف جدارية من التراب أنجزها في عين المكان عشرون حرفيا من منطقتين من الجزائر (القورارة والقبائل)، ومن بوركينا فاسو وغانا وموريتانيا والنيجر وفرنسا والبرتغال.

- جرار مصنوعة من التراب على يد أربعة حرفيين من قرية سيدي سميان، ولاية تيبازة.

- رمال من 20 لونا تسلط الضوء على التنوع الكبير للأراضي.

وبعد ذلك سينظم المعرض على طول مسار يمتد على أربع خطوات ويتم إخراجه في أربعة فضاءات فرعية، سيخصص كل واحد منها للتطرق لموضوعات متنوعة.

*عالمية العمارة الترابية :

سيكون هدف هذا الفضاء الفرعي الأول هو إظهار أن العمارة الترابية عمارة عالمية. وأنها ليست خصوصية جزائرية ولا أفريقية. وأنها كانت دائما موجودة، وعلى جميع القارات، وأن قدمها هي الدليل على ديمومتها وبالتالي وثوقيتها. وسيكون بإمكان الجمهور أن يكتشف في هذا الفضاء على وجه الخصوص ما يلي :

- خريطة العالم التي تظهر جرد المواقع المبنية من التراب والمسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

- صور فضائية وأرضية للمدن الخمس التي تشكل وادي ميزاب وهي القصور الجزائرية الوحيدة المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

- صور للعمارة الترابية الواقعة في جميع القارات.

- نموذج للمسجد الكبير لجينيه وهو أكبر مبنى في العالم مبني من التراب.

- فيلم رسوم متحركة يمثل صورة بماسح ليزر ثلاثي لمعلم تاريخي جزائري مبني من التراب، ألا وهي واحة تيميمون الحمراء، وشاشات تعمل باللمس تسمح بالقيام بجولة افتراضية في المبنى.

*تنوع العمارة الترابية :

سيكون هدف هذا الفضاء الفرعي الثاني هو إظهار أن التقنيات التقليدية للبناء بالتراب كثيرة ومتنوعة، وأن كل واحة منها تحقق متطلبات محددة.

وسوف يتمكن الجمهور من أن يكتشف في هذا الفضاء رسما يشرح ما هي مادة التراب الذي يفسر العالم المادي ومم يتكون؛ وصورا فوتوغرافية ورسومات توضح تقنيات البناء بالتراب الأربع الأكثر انتشارا في العالم أي اللبن، التراب المدكوك، طين القش والسياع. اضافة الى جدران صغيرة مصنوعة بتقنيتي البناء بالتراب الأكثر شيوعا في الجزائر، ألا وهما اللبن والتراب المدكوك، وهي جدران أنجزت بالمواد والأدوات التي كانت ستستخدم في بنائها.

* حداثة العمارة الترابية :

سيكون هدف هذا الفضاء الفرعي الثالث هو إظهار أن العمارة الترابية ليست عمارة انتهى وقتها ولا عمارة الفقراء. وأنها على العكس من ذلك لها حاضر ومستقبل لأن مهندسين معماريين يعملون في جميع أنحاء العالم على تحديث التقنيات التقليدية للبناء بالتراب لإنجاز مبان حديثة جدا، وأنها على العكس قد أصبحت هما في الواقع يصبح مثل عمارة الأغنياء في العالم الغربي، ويستخدم المهندسون المعماريون الطليعيون هذه المادة لإنجاز المنازل الفخمة للمحظوظين. وسوف يكتشف الجمهور في هذا الفضاء على وجه الخصوص صورا لمبان حديثة جدا أنجزت في جميع أنحاء العالم بفضل التقنيات الحديثة للبناء بالتراب؛ وتعرض ضاغطة شبه آلية أنتجتها وسوقتها شركة جزائرية، الشركة الوطنية لعتاد الأشغال العمومية الوطنية (ENMTP) ، ويمكنها إنتاج 2500 طوبة تراب مضغوطة في اليوم الواحد؛ وضاغطتان يدويتان لإنتاج طوب التراب المضغوطة. ويعرض فيلم عن تقنيات معاصرة مختلفة للبناء بالتراب.

* القصور المحمية في الجزائر، بين التراب والحجر

يهدف هذا الفضاء الفرعي الثاني إلى تمكين الجمهور من اكتشاف جمال القصور الجزائرية من خلال مواجهته بالحقيقة القاسية لمخاطر الضياع التي تهدد جزءا كبيرا من تراثنا المعماري الذي يمثل روح وطابع مدننا، من أجل التحسيس بالحاجة الملحة إلى العمل من أجل الحفاظ عليها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)