تلقى إقبالا كبيرا من العائلات

تقوم العائلات الجزائرية عبر مختلف ربوع الوطن بإعداد جدول محكم من أجل قضاء العطلة الصيفية، وهو الأمر الذي أخلط الأوراق نوعا ما في اختيار الوجهة المفضلة. ومع ذلك، فإن العائلات البليدية مازالت إلى اليوم تقصد تلك الأماكن الجميلة والتي زاد من جمالها تلك الورود الموجودة عبر مختلف شوارعها وطرقاتها وحتى داخل بناياتها، فيسمونها مدينة الورود لكثرة الورود والحدائق فيها. إذ ما تزال العائلات البليدية تحتفظ ببعض العادات والتقاليد القديمة التي حملها الأندلسيون معهم والمتعلقة بالأطعمة والألبسة وطقوس الزواج والموسيقى وهندسة المنازل التي تعد من تراث سكانها، وتحرص العائلات البليدية خلال فصل الربيع ومنذ القدم على تزيين شرفات وفضاء منازلها بما فيها وسط الدار أو ما يسمى المراح بمختلف أنواع الزهور، لاسيما وأنها الملقبة ب مدينة الورود ، فالزائر إليها ينبهر بجمالها الأخاذ والصورة الطبيعية الموجودة فيها.سحر أخّاذ وورود تزّين شوارعها على مدار السنةوعن الورود التي تزين شوارع وشرفات البنايات، فإنها عادة لا يمكن التخلي عنها وثقافة راسخة في ذهنية المواطن البليدي الذي لا يتوانى لحظة في وصف جمال المنطقة لزائرها منذ الوهلة الأولى، حيث لا يخلو بيت من الورود والحدائق لتجعل من ساحات البيوت المبنية على الطراز القديم وسط الدار جنة غناء تفوح منها رائحة الياسمين المتدلية على أسوار الأبنية والمنازل وتعبق بنسمات الورد المسكي والنباتات الزهرية العطرة المتنوعة، إذ تتنافس النسوة في اقتناء أجمل الورود والأزهار لتزيين بيوتهن وجعل منها صورة يقف عندها المار من ذلك الحي، وهي الصورة التي طبعت جل شوارعها وأحيائها وجعلت الزائر لا يتوان في أخذ الصور بالقرب منها وقطف بعضها.وجهة المواطنين في كل الفصولتسمى ب عروس الأطلس البليدي لما تحويه من مناظر طبيعية جد خلابة، لاحتوائها على العديد من الأماكن والمناطق السياحية كقمة الشريعة المتميزة بغابات الأرز والصنوبر والبلوط الجميلة والتي تكتسي الثلوج قمتها شتاء لتصبح قبلة لجميع الناس وهواة التزحلق، وما زادها جمالا التلفريك المصنف ضمن الثلاثة الأطول عالميا الذي راح يحلق من جديد، أشعة رفعت الستار عن شاليهات ذات طراز معماري سويسري أخاذ بمناظر عذراء أغرت قاصديها، فبساط الشريعة الجبلي يأسرك إليه ليتركك مذهولا أمام إغرائه والهدوء المنبعث من بين زوايا جبال الشريعة تنبعث منه سنفونية عذبة أحدثها حفيف أشجار البلوط والأرز بفعل الرياح، فكثيرون هم مولعون بما جاءت به روعة الخالق. أما الوجهة الثانية، موقع سياحي يسكن زاوية جبلية بمنطقة، شفة وهي عبارة عن محمية طبيعية يجتازها واد شفة، وتكمن عناصر جماليتها في الطبيعة المحيطة بها، حيث تتكاثر بها القردة من فصيلة الشامبانزي التي تشكل أحد أهم العناصر الجاذبة للسياح، ويؤكد أهل المنطقة أن هذا الكائن الحي هجر المنطقة لسنوات هروبا من الإرهاب خلال السنوات الماضية، إلا أنه عاد بعد رجوع الأمن بها، ويتدفق من امتداد أعالي جبلها شلال مائي ساحر تنزوي فيه عدة زوايا تشكلت في قلب كل ركن من أركان الجبل، بفعل الحفريات التي شكلتها وتفننت في صنعها مختلف الظواهر الطبيعية التي عرفتها المنطقة عبر الزمن، وهي زوايا يتخذها السياح للجلوس والتمتع بالمناظر الخلابة المحيطة بهم والتي اتخذت من المكان موطنا لها تستقبل فيه الزوار الذين يقصدون المكان من أبعد المسافات.