الجزائر

تلاميذ يتنقلون إلى المدارس تحت شمس حارقة وفوق رمال ملتهبة



تلاميذ يتنقلون إلى المدارس تحت شمس حارقة وفوق رمال ملتهبة
نشرت : المصدر موقع جريدة "الشروق" الأربعاء 24 مايو 2017 09:46 وجد أولياء التلاميذ في ولايات الجنوب أنفسهم مجبرين على منع أبنائهم من التوجه إلى مدارسهم، في الفترات المسائية، وذلك خشية تعرضهم لضربات الشمس بفعل ارتفاع درجة الحرارة مع اقتراب دخول فصل الصيف في الجهة.واستنكرت جمعيات أولياء التلاميذ في ولايات الجنوب العشر، كالوادي وإيليزي وتمنراست ما وصفته بعدم الأخذ بعين الاعتبار الظروف المناخية الصعبة التي تعرفها المنطقة مع حلول شهر ماي، في حين تصر وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط على استمرار الدروس حتى يوم الخميس القادم، والشروع في الامتحانات في 28 من الشهر الجاري، في حين يكابد أطفال لم تتجاوز أعمارهم السبع سنوات الأمرين في سبيل الوصول إلى الابتدائيات التي تبعد عن بعضهم بكيلومترات، وتحت شمس حارقة ودرجة حرارة تتجاوز في بعض المناطق الخمسين تحت الشمس.وتؤكد تقارير ومراسلات صادرة عن جمعيات أولياء التلاميذ تسجيل ضربات شمس في صفوف التلاميذ، ففي ولاية الوادي مثلا تعرض تلميذ يدرس في السنة الأولى ابتدائي في قرية هرويلة إلى ضربة شمس كادت أن تودي بحياته، بعد أن قطع مسافة تجاوزت 3 كيلومترات ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام، وتحت درجة حرارة كشفت مصالح الأرصاد الجوية يومها أنها وصلت إلى 46 درجة مئوية تحت الظل، وما يزيد من خطورة الوضع هو أن التلاميذ الذي يتمدرسون في المرحلة الابتدائية، لا يستفيدون من النقل المدرسي، بحكم أن أغلب القرى تتوفر على ابتدائيات ما يحرم المئات من التلاميذ القاطنين في أطراف القرى من النقل المدرسي، رغم أن بعضهم يسكن لمسافات قد تزيد عن 3 كيلومترات يقطعها الصغار تحت شمس ملتهبة وفوق رمال حارقة، كما تعجز معظم المدارس الابتدائية في الجنوب عن تشغيل أجهزة التكييف الموجودة في حجرات الدراسة، بسبب ضعف شدة التيار الكهربائي وعدم مقاومة العدادات الكهربائية لتشغيل عدد يتجاوز 6 مكيفيات في المؤسسة التربوية الواحدة، ما يجعل تلك الأجهزة عبارة عن ديكور لا يستفيد منه لا التلاميذ ولا أساتذتهم الذين يجدون بدورهم مشاقة كبرى عند تقديم الدروس.ويتحدث عديد الأولياء عن افتقار عدد كبير من الابتدائيات للماء البارد والصالح للشرب بحكم أن جل سكان ولايات الجنوب يضطرون لشراء الماء الذين يشربونه، بسبب النسبة العالية من الأملاح الذي تحتويه المياه التي تصل بيوتهم، كون أغلب البلديات والتي توكل إليها تسيير الابتدائيات باتت عاجزة عن تسديد مستحقات المياه الصالحة للشرب، ما دفع بجمعيات أولياء التلاميذ والمحسنين إلى التكفل بتسديد مصاريف المياه مع اقتناء قارورات المياه المعدنية لأبنائهم عند توجههم إلى المدارس.وفي ذات السياق، تساءل عدد من الأولياء عن سبب الاستمرار في تدريس أطفال صغار، في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة، في حين يتم إعفاء من هم أكبر منهم سنا.وناشدت جمعيات أولياء التلاميذ وزيرة التربية الوطنية إعادة النظر في الرزنامة المدرسية والعودة إلى تقديم مواعيد الامتحانات الرسمية لمطلع شهر ماي أو نهاية شهر أفريل، خاصة لامتحاني شهادة التعليم الابتدائي وشهادة التعليم المتوسط على الأقل، وتوقيف الدروس مع نهاية شهر أفريل، إضافة إلى تأخير موعد الدخول المدرسي حتى النصف الثاني من شهر سبتمبر، وليس نهاية شهر أوت كما كشفت الرزنامة الأولية التي أعدتها مصالح وزارة التربية الوطنية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)