تكريم للمتميّزين ووقفة مع غزّة

كرّم المجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، أوّل أمس، الفائزين في الطبعة ال12 لجائزة العلامة عبد الحميد بن باديس، تزامنا وإحياء ذكرى ميلاد رائد الإصلاح العربي المصادف ل4 ديسمبر 1889، بحضور أفراد من عائلة العلامة وتلامذته وأساتذة ومثقفين، وضيوف شرف تتقدّمهم السيدة زهور ونيسي.الحفل الذي احتضنته دار الثقافة "مالك حداد"، شهد تكريم الفائزين في مسابقة العلامة عبد الحميد بن باديس بعد تنافس 111 عمل، شملت محاور الإبداع الأربعة في الجانب الأدبي والفني، التكنولوجيا والصحافة والنحت والرسم والهندسة المدنية والمعمارية وكذلك ابتكارات المؤسّسات الناشئة والمشاريع العلمية في مختلف التخصّصات، مع تخصيص جائزة للأعمال التي شملت التعريف بالقضية الفلسطينية تاريخا وجغرافيا وثقافة، حيث تم تكريم أصغر مشارك في هذه الطبعة، الشبل نوفل كرفوح من بلدية عين عبيد عن عمله المبدع المتمثّل في مجسم معبّر حول فلسطين العزّة.
وحازت على المركز الأوّل في مسابقة الابداع الأدبي في مجال الشعر نجوى عبيدات، في حين عاد المركز الأول في الرواية لنادية بن ربيع، أما في مجال الإبداع الفني، فقد عادت جائزة الرسم إلى الفنان الشيخ شاهد وفي الإبداع الإعلامي والرقمي، عاد أحسن عمل صحفي لسهام سياح من إذاعة قسنطينة، متبوعة بعبد العالي لرقط وليندة دلول، في الصحافة المكتوبة، عن موضوع "مساهمة السياحة في التنمية الوطنية"، وفي المجال الرابع وهو الإبداع العلمي، عاد أحسن بحث تاريخي للأستاذ حسين أمزيان وأحسن مشروع معماري للمهندسة بثينة دباح.
وأكّد رئيس المجلس الشعبي الولائي عصام بحري، في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، أنّ الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس يبقى أحد روّاد النهضة العربية والإسلامية الذي ظلّ ولا يزال وسيظل نبراسا للأجيال في نضاله ضد الاستدمار ومحاربته لكلّ أشكال الجهل والأمية والتطرّف الفكري والديني، مضيفا أنّ هذه الذكرى تعود على الجزائريين بألم عميق، بسبب ما يعانيه الأشقاء الفلسطينيون من حرب إبادة وتقتيل وتدمير للمنازل وتجويع وإذلال، معتبرا أنّ القضية الفلسطينية هي قضية كلّ العرب والمسلمين.
وواصل بحري قائلا إنّ الراحل الشيخ عبد الحميد بن باديس، مؤسّس ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حرص على الدفاع عن قضية العرب والمسلمين الأولى وهي قضية فلسطين، رغم الأحوال الصعبة التي كانت تمر بها الجزائر وقتئذ على يدي المستعمر الفرنسي، مجدّدا التزام الجزائر الثابت بدعم الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة في سبيل استرجاع كافة حقوقه غير القابلة للتصرّف أو المساومة، ودعا شباب اليوم للاقتداء بمسيرة الشيخ بن باديس، من أجل ازدهار البلاد وتطوّرها، خاصة في المجال العلمي، وكذا لمّ الشمل، وإحياء روح القومية في أبناء هذا الوطن وترغيبهم في العلم النافع، والعمل المفيد حتى ينهضوا كأمة لها حق الحياة، والانتفاع في العالم.