الجزائر

تكريم شريف خدام المجدد والمتفتح على الموسيقى العالمية



التقى عدد من الفنانين سهرة أوّل أمس بأوبرا «بوعلام بسايح» في الجزائر العاصمة، لتكريم شريف خدام، فقيد الأغنية الجزائرية ومبدع ألحانها، بمناسبة مرور الذكرى السادسة لرحيله، وقد تميز الحفل بحضور جماهيري قياسي للمشاركة في هذا التكريم للموسيقار المجدد في الألحان القبائلية والمتفتح على الموسيقى العالمية.بدأ الحفل بعرض وثائقي يوجز حياة هذه الأيقونة الفنية بحضور أصدقاء وعائلة شريف خدام، وجاء في الفيديو شهادات لنجل شريف خدام وعدد من أهل قريته والفنان الكبير لونيس آيت منقلات، الذي روى كيف تتلمذ على يد شريف خدام، ثم قرأ بوجمعة رابح، شعرا على شرف هذه القامة الفنية.
وتواصل الحفل بإحياء مجموعة من أعمال شريف خدام، وبقيادة مختار بوجليدة، عاد جمهور أوبرا بوعلام بسايح إلى الزمن الجميل والأغنية النظيفة واللحن الشجي، فبعد مدخل موسيقي لأهم ألحان أغاني المكرّم، أدت المجموعة الصوتية الأغنية الشهيرة «الدزاير إن شاء الله أتحلو»، ثم استهل الغناء الفنان عباس أيت رزين، وغنى «ثيرغا أو فنان» و«ألوكان أدوغال ثيمزيو»، ثم غنى علي مزيان «سوغاس مي نمفارق» و«ثوزينت ذي ثقفايليين»، وتوالى على المنصة كل من الفنانة نوارة، ومجاهد حميد وطالب إبراهيم، وإبراهيم طيب.
في كواليس الحفل اقتربت «المساء» من بعض الفنانين المشاركين في التكريم وقال المغني الواعد أرزقي واعلي «جئنا اليوم للاحتفال بسيد كبير في الأغنية القبائلية»، وعن شريف خدام قال إنه «فنان حقيقي، العديد من الفنانين يحلمون أن يكونوا مثله أو يصلوا إلى مرتبته العلمية في الفن والموسيقى»، وعلى الخشبة أدى أغنيتين هما «سليغ إي يما ثناد»، وأغنية ثانية غير معروفة اكتشفها عشاق شريف خدام عبر صوته. وأدت أمال زان «أيما عزيزن» التي تتناول حالة مهمة جدا تتمثل في مستقبل المرأة، حيث تتوقف عن الدراسة وتمر لحياة الزوجية كمصير حتمي لها، وثنائي مع إبراهيم طيب في أغنية «أفنان» ونص الأغنية تم إعادة كتابته من طرف إبراهيم طيب تكريما لشريف خدام.
وشريف خدام بالنسبة لأمال زان، هو ذلك الفنان المتفتح على الموسيقى العالمية والكلاسيكية والعربية وأدخل ربع المقام في الموسيقى القبائلية بكل مسؤولية، كما ترك أعمالا راقية قدمها بمستوى أوركسترالي عالمي، وهذا ما يعكس قدرة الفنان على التفتح على جميع الألوان الموسيقية، وتعتقد أن الشباب يجب أن ينخرط في هذه المدرسة لخلق جسور مع العالم، فالموسيقى الجزائرية اليوم لابد أن تتجاوز حدودها، ليس هناك حدود للموسيقى.وتحدثت سيليا ولد سي محند ل«المساء» عن شريف خدام، وترى أنه واحد من أعمدة الأغنية الجزائرية قام بإخراج الأغنية المحلية إلى العالمية باستعمال العديد من الآلات الموسيقية التي لم تكن من قبل في الأغنية القبائلية، وأعطى الكثير للأغنية الجزائرية وأمتعت الحضور بأداء واثق، حيث أدت أغنيتين للفنانة نوارة التي ألفها شريف خدام «إمر نسين» و«فلاون أشحال».
من جهته قال عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة إنّ شريف خدام فنان جزائري راق أحبته الجماهير لأنه قريب إلى القلب، وهو فنان أعطى للأغنية القبائلية إيقاعا خاصا ومختلفا، وهو من بين الفنّانين الذين حققوا نجاحا واسعا بدليل أن العديد من الأصوات الشابة تعيد أغانيه وتستمتع بها، والحفل لفتة قوية اتجاه هذه القامة الفنية الوازنة فيها تنويع للأصوات منها التي عايشت شريف خدام، ومنها الجديدة وهو ما يعكس استمرارية الذوق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)