الجزائر

تكريس البعد الإسلامي في الهوية الأمازيغية



تم أمس، بفندق الرياض تقديم أول طبعة لتفسير القرآن الكريم باللغة الأمازيغية بعنوان «التفسير الميسر لكلام الله الموقر للشيخ العلامة السي الحاج محند محند الطيب، وذلك تحت إشراف وزير الشؤون الدينية، وبالتنسيق مع الجمعية الوطنية للتنمية المحلية المستدامة «نماء».يعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في شمال إفريقيا، ويفتح الباب أمام المساهمين في عمل الخير عن طريق التبرع لمواصلة طبع الكتاب.
أقيمت الفعالية في إطار الاحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة، وحضرها جمهور غفير يتقدمه علماء ومشايخ وخبراء وممثلو السلك الدبلوماسي بالجزائر وممثلو الجالية بالخارج.
في كلمته الترحيبية أكد رئيس جمعية «نماء» ويشر عبد الغني، أن هذا اللقاء والتقديم سيتكرر في الأيام المقبلة بمنطقة افروحن بتيزي وزو، وبقرية الشيخ الحداد ببجاية وبدشرة الفضيل الورتلاني.
علما أن هناك 100 ألف نسخة متوفرة تقدم مجانا، وشكر بالمناسبة دار النشر «ديوان» بالرويبة التي طبعت النسخة بتكلفة أقل بكثير من (تكاليف الطبع)، بينما تكفّلت بالتصفيف والتنظيم دار الأمل بتيزي وزو.
أما وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، فتحدث عن «البعد الأمازيغي في الهوية الجزائرية»، واصفا إياه بأنه في نفس مستوى الأهمية للعربية والإسلام وفي إستراتيجية العمل لبناء الجزائر، موضحا أن الجزائر تصالحت مع انتمائها هذا الأخير الذي كلما أعمل واحد من ركائزه كلما استعمل لضرب وتمزيق شمل الجزائر، كما أشار إلى أن الدين يبقى اللحمة الجامعة والأقدر على ربط الناس صفا واحدا.
عاد السيد الوزير، بالحضور إلى التاريخ البعيد والقريب متوقفا عند علماء الجزائر وفقهائها، وذكر أن هود محكم الهواري الأمازيغي ابن الأوراس كان أول من فسّر القرآن في العالم الإسلامي وسبق الطبري، وصولا إلى شريفي بلحاج ابن عبدون، المشرف على جماعة بني مزاب، ثم إلى أول من شرح صحيح البخاري في العالم الإسلامي وهو دفين فاس، كما ذكر ابن زيد القيرواني الأمازيغي ويحيى بن معطي، صاحب أول ألفية في النّحو والبوصري الدلاسي الأمازيغي والكثير من العلماء.
كما أكد الوزير، أن تفسير الشيح محند، مكتوب بالحرف العربي ويؤسس لمنهج جديد في اللغة الأمازيغية.
بعدها تم إهداء نسخة من الكتاب لرئيس الجمهورية، ومعها رسالة تثمّن مجهوداته في ترقية الأمازيغية تسلمها الوزير محمد عيسى.
ألقيت بالمناسبة بعض التدخلات كان آخرها للدكتور صالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الذي توقف عند التراث الإسلامي الأمازيغي، وعند علماء الأمازيغ الذين عمروا الأندلس والشرق الأوسط، وهم اليوم من أهم المراجع منهم الطاهر الجزائري والغبريني وغيرهم.
أبرز الشيخ الحاج محند محند الطيب، في تدخله أنه التزم بترجمة المعاني وليس الترجمة الحرفية، وأن دافعه كان إتاحة الفرصة لمن لا يعرف لغة القرآن بالتدبّر والفهم وليس القراءة السطحية فقط.
في الأخير تم تكريم الشيخ الطيب، من وزير الشؤون الدينية، مع إهدائه عمرتين وتخصيص ميزانية من الوزارة لطبع الكتاب أي المصحف المترجم وكذلك الحال كان مع ولاية الجزائر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)