تكاليف الحرب في أفغانستان والعراق وانتقادات الجمهوريين عجلت بالقرار الولايات المتحدة توقف عملياتها العسكرية في ليبيا

في وقت احتدم النقاش حول موضوع تسليح الثوار الليبيين، بعد الزحف الواسع الذي قامت به قوات القذافي نحو الشرق الليبي والنجاحات التي حققتها على الأرض، أفادت تقارير إعلامية غربية بوقف الولايات المتحدة الأمريكية مشاركتها المباشرة في العمليات العسكرية في ليبيا وسحب قواتها.
ذكرت وكالة الأنباء الأمريكية ''أسوشييتد برس''، استنادا إلى تصريح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية ''بنتاغون''، وفق ما جاء في وكالة الأنباء الروسية ''نوفوستي''، بأن القوات الأمريكية أوقفت بشكل كامل غاراتها الجوية ابتداء من يوم أمس الأحد، على المواقع العسكرية التابعة للعقيد معمر القذافي. ويشير المصدر إلى أن ''المدمرات والغواصات الأمريكية قبالة السواحل الليبية توقفت عن توجيه صواريخ ''توماهاوك كروز'' نحو الأراضي الليبية. وذكر ''البنتاغون'' أنه لم يتم إطلاق أية صواريخ من السفن العسكرية منذ يوم السبت.
غير أن القيادة الأمريكية وفق ذات المصادر، قررت الإبقاء على ''سفنها في منطقة العمليات تحسبا لاحتمال احتياج قوات الناتو إلى دعم عسكري''.
وتوضح وكالة الأنباء الأمريكية أن القوات الأمريكية لن تشارك في العمليات في ليبيا إلا بطلب مسبق من حلف الناتو وبعد موافقة واشنطن على ذلك، بحسب الوكالة.
وكلفت واشنطن حلفاءها في باريس ولندن وباقي العواصم الأخرى التي تشترك في الحرب في ليبيا، بمواصلة عملياتها العسكرية. ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من كانت تشرف على قيادة العمليات العسكرية التي كانت تقودها دول التحالف منذ بدء الحرب تنفيذا للقرار الدولي ,1973 وانتقلت بعدها القيادة إلى حلف الأطلسي الأسبوع المنصرم.
وكان قد جرى نقاش حاد، ووجهت انتقادات كبيرة لإدارة أوباما بخصوص اتخاذ قرار المشاركة دون العودة إلى الكونغرس، إضافة إلى الجدل الدائر حول تسليح الثوار، وهو ما دفع إلى هذا القرار. لكن التكلفة المالية الباهظة التي ستدفعها الخزانة الأمريكية تأتي على رأس الأسباب وراء القرار، في وقت تعيش الولايات المتحدة الأمريكية أزمة مالية خانقة، إضافة إلى الإنفاقات الضخمة التي تلتهمها الحرب في أفغانستان والعراق.
وكان عضو في الكونغرس الأمريكي قد صرح، الأربعاء الماضي، أن إدارة الرئيس باراك أوباما تقدر تكلفة العمليات العسكرية الأمريكية في ليبيا بنحو 550 مليون دولار في أقل من أسبوعين، وأنها ستكلف 40 مليون دولار شهريا من الآن فصاعدا.
ويأتي الانسحاب الأمريكي من العمليات في ليبيا، في وقت عجزت الضربات الجوية والبحرية، خلال أسبوعين، عن شل الآلة العسكرية للعقيد التي تمركزت في مناطق استراتيجية في اتجاه المدن الشرقية، وعجزت قوات الثوار المسنودة من قبل التحالف عن إحراز أي تقدم.