الجزائر

تقولون ما لا تفعلون !



لقد وعدونا منذ عقود بتسليم المشعل ولكنهم لم يفعلوا فقد احتفظا به لأنفسهم ووضعوه من ممتلكاتهم الخاصة وأشياءهم الثمينة فقد كنا شبابا عندما القوا فينا الخطب الحماسية عن الثورة والشهداء والمشعل الذي علينا أن نحمله من بعدهم ليظل ينير لنا درب الحياة والحرية وقد بلغنا سن الشيخوخة دون أن نتسلم الأمانة ومنهم من رحل ومنهم من يمسك المشعل بيديه المرتجفتين ويأبى التخلي عنه بأي ثمن ويمن علينا أن نعيش في هذا الوطن الواسع الذي ضيقوه علينا بتصرفاتهم الخاطئة وجشعهم وأنانيتهم ونهبهم لخيراته وأصارحكم أنني لأول مرة أكتب عن المشعل لأنني لم أر نوره إلا في أيام الاستقلال الأولى في كتب التاريخ ولا أعرف لونه أو شكله وهل مازال يشتعل ؟ ولا أدري من استعمل كلمة المشعل لأول مرة (ولعله الرئيس الشاذلي بن جديد) وربما غيره فالكلام سهل عكس الفعل (تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) كما جاء في القرآن الكريم.كما أنهم لم يوضحوا لنا المقصود بتسليم المشعل فالسياسيون يفضلون الغموض دائما إذا لم يحشروا في الزاوية الضيقة وقد يقولون أنهم كانوا يقصدون دروس التاريخ والخطب ومذكرات الزعماء وأننا وقعنا في سوء الفهم لأن عقولنا صغيرة ولسنا من جيلهم العظيم فهم لا يؤمنون بوجود الذكاء والشجاعة والقوة في الأجيال الأخرى لذلك يستأثرون بالسلطة والثروة لأنفسهم وذويهم فهي من حقهم وحدهم.
وعلى كل حال فإني أفضل تسليم الراية الوطنية الجميلة العزيزة علينا المزينة لمسيراتنا السلمية فهي رمز الدولة الجزائرية التي كافحنا من اجلها ودفعنا ملايين الشهداء فنحن بناة الوطن والمدافعون عنه وسيظل علم الجزائر عاليا في السماء خفاقا مرفرفا مرفوعا بأيدي شبابنا وسواعدهم القوية التي تبني الوطن وتحميه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)