الجزائر

تقلص حجم الدول الكبرى في الجامعة العربية تطبيقا للأجندة الأمريكية 400 ألف صوت قطري تهزم أصوات الملايين العربية


يعكس تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، بقيادة دولة صغيرة جغرافيا هي قطر بالتنسيق مع السعودية، الدور المحوري الجديد الذي بدأت تجسده على المستوى الإقليمي العربي وطموحها الكبير في الحصول على العضوية في مجلس الأمن، مقابل تراجع أصوات دول كانت إلى زمن قريب صاحبة القرار الأول داخل قاعات صناعة القرار العربي.  تحول موقف الجزائر من تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية إلى موقف غامض يشكك في حقيقة تصويتها من عدمه حول هذا القرار، ومدى قناعتها بإجراء كهذا في حل الأزمة السورية، وأعاد هذا الغموض في الموقف الجزائري إلى الواجهة، حقيقة التراجع الواضح الذي تسجله الدبلوماسية الجزائرية مؤخرا، في معالجتها للقضايا الإقليمية وخاصة منها القضايا العربية والمسائل المتعلقة بدول الجوار، كما يحيل موقف غامض كهذا إلى البحث في علاقة الموقف الجزائري بالدور المحوري الذي تلعبه قطر في صناعة القرار العربي على مستوى الجامعة العربية، خاصة منذ بدء الثورات العربية. ومن جهة أخرى تبرز في هذا المقام العودة إلى الحديث حول إصلاح الجامعة العربية، خاصة في نقطة مهمة تتعلق بعنصر التمثيل المتصل مباشرة بالتصويت في هكذا قرارات مصيرية. فما تسرب منذ تاريخ جلسة اللجنة الوزارية المنعقدة يوم السبت بالجامعة العربية، حول واقعة تهميش وزير الخارجية مراد مدلسي من قبل رئيس الجلسة وزير الخارجية القطري، وبعدها بروز أخبار من داخل بيت الجامعة العربية، تقول إن الجزائر لم تصوت أصلا على قرار تجميد عضوية سوريا، لأنها لم تقتنع بقانونية القرار، هي تصريحات تبعث على التساؤل حول الموقف الحقيقي للجزائر من هذه المسألة، خاصة بعد اعتذار مندوب الجزائر في الجامعة العربية عبد القادر حجار أمس عن التصريح لــ “الفجر” حول هذا الموضوع بحجة المرض، رغم أن التصريحات الرسمية التي أدلى بها كل من الوزير مراد مدلسي والناطق الرسمي باسم وزارته عمار بلاني وحتى وزير الخارجية المصري الذي صرح رفقة مدلسي بأن الجزائر وبلاده عملتا على تخفيف العقوبات على دمشق، تقول عكس ذلك وتنفي تحفظ الجزائر حول قرار تعليق عضوية سوريا ثم تراجعها وقبولها بالإجماع العربي، وعلى العموم فهذه التصريحات هي التي تعبر عن الموقف الرسمي الجزائري، لكن بوادر التشكيك التي حامت حوله هي التي تجعله ضعيفا. ويعكس تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، بقيادة قطر، الدور المحوري الجديد الذي بدأت تجسده على المستوى الإقليمي العربي وطموحها الكبير في الحصول على العضوية في مجلس الأمن، الذي لا يقيس عضوية الدول بمساحتها وتعدادها السكاني لكن بقوتها السياسية، التي تعني مدى رضا الولايات المتحدة الأمريكية عنها من خلال استجابة هذه الدول لخدمة مصالحها وخاصة في المنطقة العربية، وهذا ما تريد تطبيقه قطر “خدومة واشنطن وتل أبيب”، وفعلته في اتخاذ العقوبات على سوريا وفي تدخلها في المسألة الليبية، وهنا يظهر تقزيم دور الجزائر التي تعد اليوم أكبر دولة في إفريقيا وثاني أكبر دولة عربية. ويصبح الحديث عن إصلاح الجامعة العربية من باب التمثيل مطروحا بقوة، فلا يعقل أن يساوي صوت قطر صوت مصر أو الجزائر،  وبمعنى آخر يجب أن يكون التمثيل في الجامعة العربية تمثيلا لإرادات الشعوب وليس لمصالح دول عربية مرتبطة بمصلحة الولايات المتحدة كما هو حال الجامعة في الوقت الحالي.  كريمة. ب
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)