الجزائر

تقاليد باطلة في رمضان



تقاليد باطلة في رمضان
أغلب البيوت تسقبل شهر رمضان بقلق لأن ميدان التجارة يغزوه الكساد، وميدان الزراعة يغزوه الجفاف، والأسعار جانحة إلى الغلاء، وتقاليد المسلمين جعلت شهر الصيام شهر الطعام، وجعلت النفقة فيه أربى (أي:أزيد) من غيرها في سائر الشهور.ماذا نفعل؟ لنكن صرحاء ولنقل: إن على المسلمين تغيير تقاليدهم القائمة على الإسراف ويجب أن تعود صبغة العبادة لشهر العبادة وأن يبرز في الصيام معنى الجهاد والقدرة على مقاومة شتى الرغبات!
يستطيع من صرعتهم عادة التدخين أن ينتهزوا الفرصة فينسلخوا عن هذه العادة إما بإرادة قاهرة ناجحة وإما بتدريج مقرون بالعزم!!
وأولئك الذين يغلب عليهم الفتور في الدراسة أو الإنتاج عليهم أن يتعودوا على القراءة والتدبر والإجادة المثمرة لكل عمل.
إن البيت المسلم يقوم على إعداد الطعام لأهله وليست مهمته أن يكوِّن عادات البِطْنَة والتشبع، أو أن يدخل في منافسات مادية سفيهة لتقديم الأشهى والأغلى.
فبيت المسلم يهدف إلى إنشاء الأخلاق الزكية والعبادات الرضية ويرعى أصول الفضائل حتى تزهر.
كان الطفل إذا اشتد يعودونه على الصوم والمرحلة الأولى في العمر هي أساس ما بعده من المراحل فالصفات الحميدة لا تولد في الانسان فجأة ولا توجد كاملة.
والبيت المختص في تقديم العلف للأولاد إنما يُخرج حيواناتٍ أما البيت الذي يحرس الشرف والطاعة والأدب فهو ينشئ بشرا سويا.
وما أجمل أن ترى في الوجوه الحياء النبيل وفي الألسنة الأدب الجم.
إنه شهر للروحانيات والجهاد وتلاوة القرآن، كما أنه شهر القيام، ففي حديث لسلمان الفارسي قال النبي صلى الله عليه وسلم ”عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الألم، ومطردة للداء عن الجسد”...
وقد ذكر القرآن أولئك المتجهدين الساهرين وما أعد لهم في بلاد الأفراح فقال”تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعلمون”.
يا مدمني النوم! إن شهر القرآن والقيام على الأبواب يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:”رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء!...”
وفي رواية أخرى ”ما من رجل يستيقظ من الليل فيوقظ امرأته فإن غلبها النوم نضح في وجهها الماء فيقومان في بيتهما، فيذكران الله عز وجل ساعة من الليل إلا غفر لهما” فشهر رمضان ليس شهر للأكل والإسراف في الملذات والملهيات، ثم نرتمي في فراشنا جثثا هامدة لا حراك لها، وربما استيقظنا مع آذان جديد ليس بآذان الصبح بل آذان المغرب كما يفعل الكثير من الناس.
إن رمضان يُقبل وتقبل معه هموم النفقات المطلوبة للولائم المنصوبة!وأماكن للتسلية لحل ألغاز البطالة!
إن أمتنا تعاني من هزائم علمية وخلقية وصناعية وتجارية، فهل نصحو من الخدر الذي جمد أفكارنا وأطرافنا، وألقى بنا وراء قوافل الأمم السائرة؟؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)