تفكيك أخطر شبكات رحلات الموت وتوقيف منظميها بوهران

نجحت مصالح الدرك الوطني في تفكيك ثلاث شبكات خطيرة للتلاعب بمشاعر الشباب الجزائري التواق إلى الضفة الأخرى وأوقفت أربعة متهمين في إرسال الشباب إلى المجهول عبر قوارب الموت، إضافة إلى 33 شخصا تورطوا في الجريمة التي أدت إلى مقتل الكثيرين في عرض البحر.
وحسب النقيب ناصري عبد الرزاق، قائد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بعين الترك، فإن منظمي رحلات الموت يستثمرون في رغبة الشباب الذين لم ينالوا فرصتهم بعد في بلدهم في تجريب حظهم بعيدا عنه وبلوغ الأراضي الأوروبية التي ربطوها بأحلامهم لتذليل الصعوبات التي قد تحول بينهم وبين رغبتهم ويستغلون جهل الشباب بأسرار البحار وأخطاره الكثيرة لتحديد المبالغ التي يدفعونها مقابل مصير مجهول وتبدأ ب6 ملايين سنتيم وقد تصل إلى 13 مليونا، مشيرا إلى أن أغلب مسؤولي رحلات الموت بطالون ويحققون ثروة على جثث هؤلاء الشباب.
وأضاف أن الوسائل المستعملة في رحلات الموت لاتزال خطيرة جدا على غرار القوارب ذات المحركين و"الزودياك" التي لا تستطيع مقاومة هول البحر الذي قد يستمر ساعات وساعات، معتبرا أن الوسيلة غير آمنة حتى في حالة استقرار البحر.وكشف النقيب أن مصالحه تمكنت من تفكيك ثلاث شبكات خطيرة لتنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية، عالجت على أساسها أربع قضايا تورط فيها 33 شخصا، أربعة منهم متعهدي هذه الرحلات الذين لا يغادرون أبدا اليابسة باتجاه البحر، بل يقتصر عملهم على استقطاب الشباب وتنظيم رحلات الموت، مشيرا إلى أن المعنيين يتكتمون على خططهم حتى لا يتم كشفها وإحباطها باتخاذهم أسلوب الجريمة المنظمة الذي يجهل فيه الواحد من يتواجد على رأس القاعدة والذي يدير اللعبة بعيدا عن أعين الرقابة، ويكون هو المستفيد من الظاهرة التي يستثمر فيها دون أن تمتد إليه أياد رادعة.
وأضاف قائد الكتيبة أن متعهدي الرحلات يتجاوزون في كل مرة الحيل التي يتم اكتشافها من مصالح الدرك وحرس السواحل ويعمدون إلى خطط جديدة للتحايل على الأجهزة الأمنية والرمي بالشباب إلى التهلكة، مشيرا إلى أن المصالح حريصة على مواكبة جميع الحيل المستحدثة والتكيف معها بشكل يسمح لها بالحد من الظاهرة المأساوية التي تسيء إلى سمعة الجزائر.