الجزائر

تفصيل لعالم تحكمه المتعة والمصالح



تفصيل لعالم تحكمه المتعة والمصالح
قدّم الأستاذ نجيب اسطنبولي أمس بالمسرح الوطني "محيي الدين بشطارزي" في إطار فضاء "الرواية والمسرح، تقاطع"، قدّم كتابه الجديد بعنوان "الكوميدي"، تناول فيه عالم المسرح بأسلوب روائي وخيالي لكنّه مستمد من أحداث الواقع، ويعطي تفصيلا لهذا العالم السحري الذي لا يخلو من التناقضات والمتاعب والتحديات رغم جاذبيته.أشار المحاضر إلى أنّه ابن المسرحي الكبير الراحل محبوب اسطنبولي، وهذا ما مكّنه من أن يتربى بين جدران المسرح الوطني من كثرة مرافقته لوالده ولم يكن يتعدى سن التاسعة، كما كان الكثير من الفنانين يترددون على بيت والده ببوزريعة، الأمر الذي جعله يتعرّف عن قرب، على عمالقة الفن الجزائري من كلّ الأجيال، ويختزن كل ذلك في ذاكرته ووجدانه ليوظّفه فيما بعد في عمله كناقد وكصحفي مارس المهنة عبر عدة عناوين رغم أنّه خريج تخصص العلوم الاقتصادية.تحدّث السيد اسطنبولي عن كتابه الصادر عن "دار القصبة" بإشراف مدير النشر مولود عاشور، الذي كان مسؤوله بجريدة "المجاهد"، وهنا أشار إلى أنّ الكتاب بدأ بكلمة، ثم بجملة، ثم بفقرة، ففصل إلى أن أصبح كتابا مكتمل البناء.يسرد الكتاب حياة فنان معروف يدعى حميد، وزوجته الناقدة روزا، له إمكانيات ضخمة في نسج الشخصيات على الركح، منها من هي من نتاج مخياله وأخرى من واقعه الذي يعيشه، لكنها كلها تغوص في عمق المجتمع الجزائري. وبكل تمكّن استطاع الفنان أن يوفَّق بين الحقيقة والهذيان على الرغم من أنّه أحيانا يصاب هو نفسه بالتيهان، لكن روزا معه باعتبارها ناقدة جيدة توجّه وتتحمّل معه المضايقات التي تحدث له في الوسط الفني.يتناول الكاتب عموما حياة الفنانين الذين أحبهم، وكان لهم أدوار في المسرح وفي الحياة، أغلبهم وهب حياته للفن. كما يُشتمّ من الكتاب رائحة حنين للذين صنعوا مجد المسرح الجزائري، وظهروا للجمهور كأبطال رغم المآسي والظلم والتهميش والحياة الصعبة التي عاشوها. وعن هذا الارتباط يقول اسطنبولي: "أنا رجل الماضي، لي ذكرياتي ومعلوماتي، لكن ما يتعلّق بالراهن فأنا خارج مجال التغطية"، ويُقصد هنا راهن المسرح الوطني.أكّد المتحدث أنّ المسرح الجزائري والجزائر عموما، عانت كثيرا إبان العشرية السوداء، التي اعتبرها فراغا رهيبا في تاريخ الجزائر، لكن حتمية النهوض مجدّدا حاضرة ولا مجال لليأس، ولا معنى لشعار "يا أسفي على ما مضى"، فالمواهب متوفّرة ومتفجّرة في كلّ ركن من الجزائر، والاستمرارية والتطوّر قانون الطبيعة والحياة، وهنا ثمّن فتح فضاءات للنقاش بالمسرح لخلق ديناميكية دائمة، معتبرا أنّ الحلول الجاهزة والآنية لا يمكن تحقيقها. وبالمقابل هاجم الانتهازية وفكرة الربح السريع في الأعمال المسرحية؛ مما قضى على الإبداع والنوعية، ناهيك عن محدودية العروض وحبسها في الأدراج وتفضيل المشاركات الدولية على العروض أمام الجمهور الجزائري.عن كتابه الجديد "الكوميدي"، أشار المؤلف إلى أنّ بعض النقّاد أكّدوا أنه صالح لأن يحوَّل إلى عمل مسرحي أو سينمائي؛ لأنه يحمل لغة فنية أقرب للسيناريو.للإشارة فإن اللقاء يندرج ضمن برنامج أدبي متواصل يجمع الفنانين والروائيين؛ بهدف خلق هيكل يعمل على اقتباس أعمال روائية للمسرح، وكذلك جذب دُور النشر للتواصل مع عالم الفن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)