الجزائر

تفشي ظاهرة تظليل نوافذ السيارات رغم حظرها قانونا ''موضة.. أستر بها حرمتي ولي فيها مآرب أخرى''



يفضل الكثير من السائقين، خاصة الشباب منهم، تركيب شريط لاصق معتم لنوافذ السيارات، ضاربين القانون بعرض الحائط. فبين باحث عن الستر والزينة، هناك من يتعمد تظليل زجاج نوافذ سيارته لحاجة في نفس يعقوب.  أصبح تظليل نوافذ المركبات موضة لدى الكثير من الشباب، فهناك من يراه ضرورة تتطلبها طبيعة الحياة اليومية، بينما تتخذها فئات أخرى من المجتمع وسيلة للتباهي والتميز، رغم مخالفة ذلك لقانون المرور الذي يغرم مرتكبيها بغرامات مالية. ومن هؤلاء من يتحجج بأن التظليل أصبح ضرورة لا بد منها، بغض النظر عن حالة الطقس خاصة في فصل الصيف تفاديا لأشعة الشمس الحارقة. وفي هذا السياق، يقول مروان حمدي، الذي التقيناه أمام أحد محلات بيع أكسيسوارات السيارات بحي الصومام بباب الزوار في العاصمة، إن تظليل زجاج سيارته ليس زينة لها فقط، بل هو ضرورة لها الكثير من الفوائد إذ يقول: قمت بتظليل زجاج سيارتي لحماية أفراد عائلتي من أشعة الشمس بالدرجة الأولى خاصة في فصل الصيف، إضافة إلى الحفاظ على تجهيزاتها الإلكترونية . وعما إذا كان يعلم بمخالفة ذلك للقانون، رد مروان قائلا: لا أرى أي تفسير لمنعه، كما لا أرى مانعا من أن يكون خفيفا بما لا يعيق الرؤية، فقد قمت بتركيب شريط منخفض التعتيم على نوافذ سيارتي، ولم يتم توقيفي في أي نقطة مراقبة أو حاجز أمني . وبحكم التنقلات الكثيرة للسائق عمار أحمد، صاحب سيارة رباعية الدفع، فإنه يرى في تظليل مركبته أمرا حتميا، إذ يقول: ركبت شريط (الفيمي) بحكم عملي، أنا تاجر وتنقلاتي كثيرة بين الولايات.. كما أنه يجنب أفراد عائلتي، خاصة أثناء السفر الطويل، أشعة الشمس، وبإمكان زوجتي أن تنزع النقاب ، مسترسلا: أظن أن منع التظليل يحتاج إلى إعادة نظر .  وخلافا لمروان وعمار، فإن عبدالعالي له رأي مخالف لرأيهما، فهو يقول: أرى في التظليل مجرد ديكور للسيارة، أنا شخصيا لا أحبذ (الفيمي) القاتم، لما له من خطورة أثناء القيادة الليلية أو في ظروف مناخية متردية . غيرة أم حجة وفقط ومن بين المبررات التي قدمها سيد علي، والتي أثارت استغرابنا، دفاعه عن التظليل من أجل خطيبته، أي بدافع الغيرة على شريكة حياته. ويضيف سيد علي قائلا: قمت بتركيب الشريط البلاستيكي على نوافذ سيارتي من أجل (السترة)، وبفضل ذلك يمكنني التنقل رفقة خطيبتي إلى أي مكان نشاء وبعيدا عن الأنظار .  أما صديقه لقمان الذي تزوج حديثا، فإنه يرى في اللجوء إلى تعتيم نوافذ المركبات، تفاديا لـ عيون الجيران والحاسدين خصوصا، على حد تعبيره. وبشأن رد فعله أمام حواجز الشرطة أو الدرك، أجاب لقمان: لحد اليوم، لم يحدث أن تم توقيفي في أي حاجز . أما سمير، فقد وقع في ما لم يكن في حسبانه، إذ كاد أن يتعرض لسحب رخصته، مباشرة بعد تركيب الشريط اللاصق، وروى ما حصل بقوله: قمت بتعتيم سيارتي وفي نيتي تزيينها لا غير، لكن من سوء حظي أنه تم توقيفي من قبل الشرطة على مستوى شارع جيش التحرير الوطني، فقمت بنزعه في الحال، والمبررات التي قدمتها لهم، لم تقنعهم كوني أجهل أن التظليل مخالفة يعاقب عليها القانون . منافع أخرى وبالمقابل، لتظليل السيارات أغراض غير أخلاقية، كتعاطي الكحول والحبوب المهلوسة وغيرها. تظليل سيارة واحدة يكلف 4500 دينار على الرغم من ارتفاع تكلفة تركيب هذا النوع من الأكسيسوارات، إلا أن الإقبال عليها يطرح العديد من التساؤلات على بائعيها مثلما كان الحال عند مستعمليها.  يقول يوسف، وهو صاحب أحد المحلات، بحي الصومام في باب الزوار (العاصمة): الأسود الداكن، هو اللون الأكثر رواجا يليه الأسود الفات، فالأخضر، وهذان الأخيران يقبل عليهما السائقون كبار السن.. ويزداد حجم الطلب عليه في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة . وعن مصدر الشريط، كشف محدثنا أنه مستورد من الصين، وسعره يتراوح بين 400 و500 دينار للمتر الواحد. وحسب إبراهيم، بائع جملة لأكسيسوارات السيارات، فإن السائقين يطلبون الشريط لتزيين السيارة، وهناك من يقوم بتركيبه بنفسه بينما يلجأ البعض الآخر إلى أصحاب الاختصاص، ومن بينهم حليم الذي كشف لنا أنه تعلم عملية تظليل زجاج السيارة من يد أقدم وأشهر مركب، الذي وجدنا محله مغلقا. ويقول حليم: يتوقف تظليل السيارة على نوعها، فمثلا تركيب الشريط البلاستكي على زجاج كثير التموجات والانكسارات، يصل سعره إلى 4500 دينار، لأنه يتطلب جهدا أكبر مقارنة مع سيارة بنوافذ عادية التي لا يتجاوز سعر تظليلها 3000 دينار.. فيما لا تقل التكلفة عن 1500 دينار بالنسبة للسائقين الذين يجلبون معهم (الفيمي). ر. أ   على ماذا ينص قانون المرور؟  يعد تظليل زجاج السيارة مخالفة يعاقب عليها قانون المرور، حسب رئيس مكتب الوقاية عبر الطرقات بقسم أمن الطرقات بالقيادة العامة للدرك الوطني الرائد لطرش عزوز، الذي كشف لـ الخبر أنه تم تسجيل نسبة ضئلية جدا لعدد المخالفات التي تدخل ضمن إطار إلصاق شريط بلاستيكي من شأنه تعتيم زجاج الرؤية. وهذه المخالفة، حسب محدثنا، منصوص عليها في المادة 48 من القانون 01ـ14 المعدل والمتمم لقانون المرور، والتي يقول نصها يمنع إلصاق شريط بلاستيكي أو استعمال أي طريقة أخرى تعتم زجاج المركبة . أما المادة المعاقبة فهي المادة 66 ج 20 من نفس القانون، ويقول نصها يعاقب بغرامة جزافية من 2000 إلى 4000 دينار، وتوقيف المركبة إلى غاية نزع الشريط . وذكر محدثنا أن إلصاق أي شريط على زجاج السيارة، من شأنه تعتيم الرؤية، ما يتسبب في حوادث مرور. أما عن الإجراءات المتخذة على مستوى نقاط المراقبة، حسب المصدر ذاته، فهي الاحتفاظ برخصة السياقة لمدة 10 أيام وتوقيف المركبة لغاية نزع الشريط. وعن السيارات المظللة من المصنع، أضاف محدثنا أن أصحابها لا يخضعون لأية عقوبة، لأن الشريط المستعمل لا ينقص من الرؤية.     حالات كثيرة لكن عددها مجهول!  كنا نأمل أن توافينا المصالح الأمنية المختصة بعدد المخالفات المحررة ضد السائقين الذين ظللوا نوافذ سياراتهم.. ولدى استفسارنا عن سبب عدم توفر إحصاءات هذه المخالفة، أوضحت هذه المصالح بأن عملها يركز على مستوى الحواجز ونقاط المراقبة، على أخطر وأهم عشر مخالفات متسببة في حوادث المرور، مثل الإفراط في السرعة وعدم احترام مسافة الأمان وغيرهما.  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)