الجزائر

تفاعلوا مع المصريين منذ اندلاع الاحتجاجات الجزائريون يترقّبون سقوط الفرعون الأخير



في مثل هذا التاريخ من السنة المنقضية، كانت أنظار الجزائريين مركزة على القنوات المصرية التي تحولت على مدى أشهر لمنابر سب وشتم لكل ما يمت بصلة لبلد المليون والنصف المليون شهيد، نتيجتها كانت قطيعة اعتبرها البعض أبدية والآخر سطرا في سجل العلاقات بين البلدين. غير أن غضب الشارع المصري خالف كل التوقعات.  اجتهد العقلاء في الجزائر ومصر خلال  سنة كاملة لإيجاد حلول كفيلة لإعادة العلاقات الجزائرية المصرية إلى السكة، وطي صفحة ما بعد مباراة أم درمان. وذهب البعض لاعتبارها محاولة ميؤوسا منها كون الحقد استوطن قلوب شريحة الشباب، لكن ثورة المصريين على ظلم امتد لعشرين سنة، محا ما حدث في أيام.  فالجزائريون والشباب تحديدا، تفاعلوا بقوة مع تطورات الوضع في مصر، واستقرا ''الزابينغ'' في البيوت والمقاهي على القنوات الإخبارية، وعلى رأسها ''الجزيرة'' التي تنقل المستجدات من عين المكان مباشرة، فالجميع يترقّب خبرا عاجلا من قناة ''الجزيرة'' يبشر بسقوط النظام في أرض الكنانة.
ننتظر بشغف سقوط ''الفرعون''
بهذه الكلمات أجابنا الشاب منير، الطالب الجامعي في تخصص تكنولوجيا بباب الزوار، والذي كان من السباقين لنشر مقاطع فيديو تسخر من المصريين غداة موقعة أم درمان، ونحن نسأله عن متابعته لأحداث مصر ''لا أنكر أنه بعد ما قيل في منابر الفتنة في القنوات المصرية حذفت شيئا إسمه مصر من ذاكرتي، إلا أن ثورة الشعب المصري ضد الظلم دفعتني لأتفاعل معهم.
فالفتنة بيننا زُرعت في مخابر السلطة المصرية التي حلمت بتمرير فكرة التوريث على حسابنا، وعندما فشلت جندت الشعب المغلوب على أمره''. ويواصل زميله ''صدقيني أنتظر بشغف خبر سقوط النظام، لأستمتع بمشهد الرئيس وإبنيه اللذين اجتهدا في سب الجزائر وهما يحزمان الحقائب بحثا عن أرض تلملم شتاتهم، على حذو زين العابدين وعائلة الطرابلسي الذين ضاقت بهم الدنيا على اتساعها''.
الأمر نفسه ذهبت إليه سيدة في عقدها السادس، أكدت أنها قضت ساعات وساعات أمام التلفزيون وهي تتابع آلة الشتم المصرية، وبرنامج إبراهيم حجازي تحديدا، وأقسمت أن لا تتابع كل ما يمت لمصر بصلة، ''غير أن رابطة الدين أقوى، والجزائر كانت دائما إلى جانب الشعوب المستضعفة، واليوم أدعو معهم أن يتزعزع عرش مبارك ليحاسب عما جنت يداه في حق شعبه، وفي حقنا نحن الجزائريين أيضا''. فالجزائريون اقتنعوا أنه بعد مضي أكثر من سنة على القطيعة الجزائرية المصرية، أن ما حدث زوبعة في فنجان السلطة المصرية كانت فيها الجزائر طعما لإسكات شعب صودرت حريته منذ 30 عاما وأكثر. غير أن المُسكن سرعان ما زال مفعوله بعد إسقاط الشعب التونسي لعرش بن علي.
رحلة بحث عن ''الجزيرة'' و''الفايسبوك''
إذا كان الجزائريون في خضم الأزمة الجزائرية ـ المصرية قد حذفوا القنوات المصرية، لتجنب التقاطع مع كل ما هو مصري، أحدث وقف بث القناة الإخبارية القطرية ''الجزيرة'' على القمر الصناعي المصري ''نايل سات''، حالة استنفار، ودخل الجزائريون في رحلة بحث عن تردّدات القناة حتى لا يفوّتوا مستجدات تطور الوضع في مصر.
وكما تفوّق الجزائريون على نظرائهم المصريين في ''حرب الأنترنت'' في عز الأزمة الجزائرية المصرية، تجندوا هذه المرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشّد همة المصريين حتى لا تخمد نيران الغضب.
وحملت عناوين بعض الرسائل التي تبادلها الجزائريون ونظراءهم المصريين على ''الفايسبوك''، ''كلنا جزائريون كلنا مصريون''، ''معا وقفة رجل واحد جزائريين وتونسيين مصريين ليسقط الطاغية''، ''من أحرار الجزائر لأحرار مصر.. يسقط مبارك ويحيا الشعب المصري''. وهي الدعوات التي رحب بها المصريون وتفاعلوا معها. ولم يكتف الجزائريون بالدعم المعنوي، بل تجندوا لنصح المصريين من موقع خبرة، للتعامل مع قوات مكافحة الشغب، في انتظار وضع نقطة النهاية على حكم آل مبارك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)