تفاصيل مثيرة عن إدخال شحنات أسلحة من إيطاليا وألمانيا لفائدة الجماعات الإرهابية في الجزائر

أوقفت مصالح الأمن بمطار هواري بومدين بالعاصمة أحد عناصر تنظيم إرهابي خطير ينشط في الخارج، كان يتولّى تهريب الأسلحة من إيطاليا وألمانيا إلى الجزائر ووضعها تحت تصرّف الجماعات الارهابية التي كانت تنشط على المستوى الوطني خلال العشرية السوداء، ويتعلق الأمر بالمدعو "ح.رضا" مبحوث عنه من طرف العدالة الجزائرية منذ سنة 1998 وجنّد من قبل ابن عباسي مدني بمسجد بيروجيا وسط ايطاليا.ويعّد "ح.رضا" واحدا من عناصر أخطر التنظيمات الإرهابية التي كانت تنشط في الخارج رفقة كل من المدعو "ه.عيسى"، "ع.عاشور"، " ش.عمر" و"ب .كمال".وهاجر "ح.رضا" حسب ما تبيّن من ملفه القضائي إلى ايطاليا سنة 1993 ولم يعد إلى ارض الوطن إلا خلال السنة الجارية،وخلال تواجده في التراب الايطالي ومن خلال تردّده على مسجد بيروجيا، أين كان يتمركز نشاط ابن عباسي مدني مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ أو ما يعرف بحزب "الفيس" المحّل، تعرّف على المدعو "ه . عيسى" المكنى "عثمان"، الأخير كشفت التحقيقات أنه كان همزة وصل بين العناصر الارهابية داخل الوطن وخارجه خلال الفترة ما بين 1993 و1997، حيث تعرّف "ح.رضا" على المكنى "عثمان" بواسطة المدعو "ع. كمال" كما تعرّف على الإرهابي "ش .عمر" الناشط ضمن الشبكة والمكلف بنقل الأسلحة إلى الجزائر عبر المغرب.ويشير الملف القضائي، أن عناصر من ذات التنظيم الإرهابي كانوا مكلفين بجمع الأموال وتحويلها للإرهابي " ل .جمال" وهو الشخص الذي كان مكلفا بشراء الأسلحة من ايطاليا بغرض تهريبها إلى معاقل الجماعات المسلحة بالجزائر، قبل أن تحوّل الشبكة نشاطها من ايطاليا إلى ألمانيا.أسلحة أتوماتيكية دخلت الجزائر عبر المغربوتمكّنت الشبكة المذكورة من ادخال عديد شحنات الأسلحة إلى الجزائر عن طريق الارهابي "ش.عمر"، حيث تم ادخال ستة مسدسات اوتوماتيكية في الشحنة الاولى و10 مسدّسات اخرى عبر شحنتين أخريين اضافة إلى ذخيرة حية، قبل أن يتم توقيف الإرهابي المذكور آنفا في التراب المغربي.وتمكنت مصالح الأمن من توقيف "ه.عيسى" في الجزائر وكشف خلال التحقيق معه عن كل عناصر الشبكة الارهابية الدولية ولكن الأبحاث عادت سلبية عنهم، بما فيهم المدعو "ح.رضا" الذي صدر في حقه حكم قضائي غيابي سنة 1998 يدينه بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا.للإشارة، فإن المتهم "ح.رضا" من مواليد سنة 1968 أعزب لديه ولد ويعمل كنادل في مطعم في ألمانيا ودخل التراب الوطني بجواز سفر جزائري، تحصّل عليه بعد تحقيق أنجز عنه لمدة ثمانية أشهر بألمانيا ولم يتبين للسلطات الأمنية الألمانية تورّطه في جرائم ذات طابع إرهابي.وخلال مثوله أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر بتهمة الإنتماء لجماعة ارهابية تنشط في الخارج بغرض المساس بالسلامة الوطنية والمتاجرة بالأسلحة بدون رخصة، أنكر ما وجه اليه، مشيرا أنه سافر سنة 1993 الى ايطاليا للعمل وكان مستأجرا لشالي رفقة خمسة رعايا جزائريين هناك، فيما وصف دفاعه الملف القضائي بالفارغ، طالبا تطبيق تدابير المصالحة الوطنية، مشيرا أن التصريحات التي قدمها المتهم "ه.عيسى" أمام الضبطية القضائية كانت تحت الضغط، مضيفا أن التهم وجهت لموكله بناء على تردّده على مسجد بروجيا وهو المسجد الذي كان يتردد عليه ابن عباسي مدني وينشط على مستواه على حد ما أكد الدفاع. من جهته، إلتمس ممثل النيابة العامة بمجلس قضاء الجزائر توقيع عقوبة المؤبد في حق المتهم "ح.رضا".