الجزائر

تفاصيل اختراق أمني لشبكة تقوم بتموين الجماعات الإرهابية بالسلاح بالمسيلة تاجر يزود الإرهابيين ببنادق الصيد ويبيع قنابل جاهزة بـ 7 ملايين سنتيم


قضت محكمة الجنايات لمجلس قضاء المسيلة في جلستها، أول أمس، بـ 20 سنة سجنا نافذا، ضد كل من ''د.خ'' و''د.ب'' من قرية العواسة ببلدية السوامع في ولاية المسيلة، بعد متابعتهم بجناية تموين جماعة إرهابية وحيازة وصناعة مواد متفجرة والمتاجرة بها دون رخصة، فيما برّأت آخر من التهمة المنسوبة إليه والمتمثلة في عدم التبليغ عن جناية.وقائع القضية تعود إلى تاريخ 8 نوفمبر 2007 عندما وردت معلومات إلى المجموعة الولائية للدرك الوطني، مفادها وجود شبكة ببلدية السوامع  يقوم أفرداها بالمتاجرة بالمتفجرات والأسلحة والذخيرة، حيث تم التعرف على أحد المشتبه فيهم، ولم يكن بد للتعرف على بقية عناصرها سوى اختراق أفراد هذه الشبكة بعد الحصول على إذن من وكيل الجمهورية، من خلال تسريب أحد عناصر الاستعلامات، على أساس أنه عنصر يقوم هو الآخر بتمويل الجماعات الإرهابية المتمركزة بولايات المدية وبومرداس. وكشفت المعلومات بعدها أن أحد المتهمين كان يعمل ضمن شبكة أخرى تقوم بصناعة المتفجرات والمتاجرة بها دون رخصة، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأسلحة والذخيرة من الصنفين الأول والخامس، وهي الشبكات التي ظلت تتخذ على مدى سنوات محور المسيلة، تبسة وميلة مسرحا لنشاطها. وطلب عنصر الأمن  المتسرب بالتنسيق مع المصالح المختصة من المتهم تزويده بقنابل تقليدية الصنع لغرض تنفيذ عمليات تفجيرية خلال الانتخابات المحلية شهر نوفمبر .2007 ولتنفيذ الصفقة قام المتهم بإحضار عينة لهذه القنابل واتفق مع المشتري المفترض على مبلغ 50 ألف دينار للقنبلة الواحدة من وزن 500 غرام. وإلى غاية هذه النقطة تم وضع خطة محكمة لاختراق الشبكة وذلك عبر اتفاق تضمّن كمرحلة أولى تسلم 12 قنبلة تقليدية الصنع على أن يكون سعر الواحدة منها 70 ألف دينار، كما تم تحديد طريقة التسليم وكيفية الاستعمال والمكان وما إلى غير ذلك. وبالتاريخ المذكور، اتصل المتهم بالعنصر المتسرب طالبا منه الحضور على متن سيارة متفق على مواصفاتها مسبقا إلى بلدية السوامع، دون أن يحدد له المكان بالضبط. وإثر ذلك قامت المصالح الأمنية المختصة بالتدخل، من خلال تخصيص مركبة للمتسرب، أين تم تزويد هذه الأخيرة بكمية من البنزين تتطلب بعد ذلك الوقوف الإجباري أمام إحدى محطات البنزين، التي تم نشر عسكريين بها تقمصوا دور عمال المحطة، أين تم القبض على المتهم وفق السيناريو المعد سلفا وبحوزته 12 قنبلة تقليدية الصنع. عقب ذلك لم يجد المتهم بدا من التبليغ عن شريكه الذي قال أنه كان ينتظره بإحدى المقاهي بوسط مدينة المسيلة، حيث تم توقيفه رفقة شخص آخر.خلال التحقيقات التي بوشرت مع المتهمين، تبين أن أحد أفراد الشبكة كان على اتصال دائم بمجموعة إرهابية ظل يعمل معها منذ شهر جوان 2007 أي شهرين قبل إلقاء القبض عليه، من خلال مهمته في تصليح بنادق الصيد وتحويلها لفائدتهم. واعترف ذات المتهم أنه قام بصنع 13 قنبلة تقليدية لفائدة أحد شركائه في الشبكة مقابل مبلغ مالي مقدر بـ 70 ألف دينار، وذلك بغرض المتاجرة فيها وإعادة بيعها للإرهابيين . كما قال أنه تعلم صناعة الأسلحة والقنابل وتصليحها لما كان يؤدي واجب الخدمة الوطنية خلال الفترة الممتدة ما بين 1999 و2001، وهو ما جعله يتخذ منها حرفة للمتاجرة مستغلا بذلك حاجة شريكه للمال والطلب المتزايد للجماعات الإرهابية للأسلحة والقنابل.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)