تغـيرات سعر النـفط والاستـقرار النـقدي في الجـزائر - دراسة تحليلية اقتصادية وقياسية

إن الأحداث والتطورات التي شهدتها الأسواق النفطية خلال القرن الماضي، مثل تناقص الفجوة بين الطلب والعرض وأزمة الدولار عام 1971، وحرب أكتوبر 1973، غيرت منطق واتجاه أسعار النفط الخام بشكل كبير، لاسيما مع إنشاء منظمة أوبك (OPEC) التي أصبح لها دور فعال في تحديد الأسعار البترولية، وهذا على اعتبار أن النفط كمصدر للطاقة أعطى دفعاً كبيراً للصناعة والنمو الاقتصادي في العالم هذا من جهة، ومن جهة ثانية أن النفط يشكل ما نسبته 10% من التجارة الدولية، ولا يمكن لأي سلعة أخرى أن تضاهي هذه النسبة. بالإضافة إلى تلك التطورات والأحداث فقد ساهمت الأسواق والبورصات العالمية بفعل قوى السوق والمضاربات في إحداث تقلبات حادة في أسعار النفط في مثل أزمة 1986، كما تميزت فترة التسعينات بتقلبات متباينة في أسعار النفط الخام. لكن ما يميز بداية القرن الواحد والعشرون هو الارتفاع الحاد والمستمر لأسعار النفط في الأسواق العالمية، بداية من سنة 2000، نتيجة الطلب العالمي المتزايد على هذه المادة الإستراتيجية خاصة من دول جنوب شرق آسيا مثل الصين والهند كقوتين اقتصاديتين بارزتين