الجزائر

تغرق في أكوام القمامة والحشائش الطفيلية ''ناس الخير'' تطلق حملة لتطهير مقابر تبسة



 يجمع سكان مدينة تبسة على أنها تحتل المرتبة الأولى في تراكم الأوساخ التي حاصرت الأحياء، ولم يسلم منها حتى الأموات في المقابر.
  تظل تاغدة بحي طريق بكارية بتبسة، أكبر مقبرة بوسط المدينة، تعاني وضعية مزرية، في ظل حديث البلدية عن عجز مالي بغرض إيجاد مخرج لتخصيصات مالية تحفظ ماء الوجه للمسلمين باحترام قدسية المقبرة، فقد هدمت الأمطار الطوفانية للسنة السابقة الجدار العلوي وتعرت عديد القبور، ما جعلها لقمة سائغة للكلاب الضالة ومختلف أنواع الحيوانات من القطط وحتى الخنازير في فصل الشتاء.
هذه الوضعية زادها تأزما غزو الحشائش الطفيلية والضارة التي يتجاوز طولها المترين، مغطية جميع القبور، فيما يرتكب الإنسان جرائم مع سبق الإصرار والترصد بتعمد رمي آلاف القارورات البلاستيكية والحديدية فوق القبور. وما يدمي القلب ويدفع العين إلى دموع الرحمة، تعرض بعض القبور إلى الحرق العمدي بمبرر البحث عن مساحات لدفن الموتى.
أمام هذا الوضع، بادرت سيدة مغتربة في فرنسا، تقضي عطلتها الصيفية في المدينة، إلى إطلاق حملة هي الأولى في المنطقة، لتنظيف المقبرة. وتروي السيدة التي فضلت عدم نشر اسمها، أنها ركبت قطار رحلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وقالت لا يعقل أن يدفن إنسان مسلم في هذه الوضعية الكارثية، الأحرى بنا أن نقرّ بأننا نرميه في العراء للذئاب والكلاب والثعالب .
ومن أجل إنجاح الحملة، قصدت السيدة رئيس البلدية ووالي الولاية، وشكلت فريقا شبانيا من الأقارب. سرعان ما انسجم معها الجيران وشارك الشباب بدعوة الجميع إلى المشاركة في حملة نظافة للمقبرة، مصحوبة برش بعض المواد التي تساهم في القضاء على الحشائش الطفيلية، مهتدية إلى الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي على صفحة ناس الخير بتبسة، مطلقة نداءات عبر المساجد والفضاءات الاجتماعية كالفايسبوك على الأنترنت، آملة في مشاركة واسعة لهذه الهبّة الإنسانية.
وتأمل المجموعات الشبانية في أن يلبي الخواص نداءهم بإحضار شاحنات ومركبات نفعية للمشاركة في نقل أكوام القمامة، موجهين نداء للبلدية بضرورة التعجيل في إعادة بناء جدار المقبرة وتزويدها ببئر عميقة للتنظيف، إضافة إلى ضروريات مراسم الدفن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)