الخنازير والكلاب الضالة تتربص بالأطفال
قيطوني: ترحيل هذه العائلات من صلاحيات الولاية
تعيش حوالي 600 عائلة بالحي القصديري المسمى بوفريزي ببوزريعة ظروفا معيشية مزرية منذ أكثر من 50 سنة، ما أجبر قاطنوها للخروج عن صمتهم ومطالبة السلطات المعنية بالنظر في أوضاعهم وإخراجهم من دائرة التهميش والحرمان من أدنى مقومات الحياة الكريمة التي يقبعون بها منذ عقود. ما يشد انتباه الوافد إلى هذا الحي القصديري المتواجد ببلدية بوزريعة بأعالي العاصمة، هو وضعية الطرقات الكارثية، إذ أن مظاهر الاهتراء تضرب أركانها من الحدود إلى الحدود، مصعبة بذلك تنقلات المواطنين القاطنين بالمنطقة، حيث يجد سكانها صعوبة بالغة في ولوج مساكنهم أو الخروج منها باتجاه وسط المدينة أين الطرقات معبدة، ونحن على مشارف فصل الشتاء يزيد الأمر سوءا بالنسبة لسكان الحي القصديري، إذ تصبح هذه الطريق عبارة عن مستنقع طيني ممتد إلى غاية مداخل السكنات الهشة، ما يحول دون تنقلات الأشخاص في آمان مع الانزلاقات التي تهدد سلامتهم، وهو ما أعرب عليه الأشخاص ليعبروا بكل سخط عن الأوضاع التي يقبعون بها منذ عقود في والتي حولت يومياتهم إلى أرق حقيقي، والطرقات البدائية التي يتواجد بها الحي خير دليل على ما تخفيه هذه الطرقات ورائها من سكنات غير لائقة.
البيوت الهشة تهدد سلامة العائلات
من الطرقات الكارثية إلى وضعية البيوت التي يقطن بها سكان هذا الحي القصديري ببوزريعة، والذي لا يمت بصلة للسكنات بأتم معنى الكلمة، حيث أن القصدير والأخشاب التي شيدت بها هذه البيوت باتت هشة وهو الأمر الذي لا يؤهلها لإيواء أشخاص وذلك نتيجة السنوات الطوال التي مرت بهذا الحي والعوامل الطبيعية من حرارة ورطوبة وأمطار، إذ ان المعاناة لا تقتصر على أيام او فصل من السنة، حيث هي على مدار السنة، أين يصبح الصفيح لا يطاق صيفا نتيجة الحرارة المرتفعة ما يتسبب في الأمراض للأشخاص ناهيك عن الحرارة التي تحولها إلى فرن يصعب المكوث به وانتشار الناموس والقوارض والتي تجد من هشاشة السكنات ملاذا لها. ولا تنتهي معاناة سكان الحي القصديري بانتهاء فصل الصيف ليحل فصل الشتاء ويكمل مسلسل المعاناة للعائلات، حيث يصبح القصدير جحيما لا يطاق نتيجة البرد القارص وتسرب مياه الأمطار الغزيرة إلى غاية المضاجع التي تأوي الأشخاص، ليشكل الأمر نوعا آخرا من قساوة ومرارة لأهل الحي القصديري الذين ضاقوا ذرعا بهذه المعيشة التي لازمتهم طيلة أكثر من خمسين سنة متتالية، حسبما أفصح عنه السكان، لتطلعنا نبيلة إحدى ساكنات الحي المزري لتقول في هذا السياق أن الحياة باتت لا تطاق في هكذا سكنات والتي لا تليق بعيش البشر. ومن الأوضاع الكارثية التي تضاف إلى هذه السكنات أنها في فصل الشتاء يعيش قاطنوها تحت تهديد الانجراف نتيجة السيول والأمطار الغزيرة، إذ يعتبر الأمر أكبر شيء يخشاه السكان، وخاصة على فلذات أكبادهم والذين لا يعرفون للحياة طعما ولا مذاق بعيشهم بأوضاع الحرمان من العيش الكريم والذي يكون أساسه سكنا لائقا يضمن الراحة والاطمئنان والسلامة والأمان.
الخنازير والكلاب الضالة تتربص بالأطفال
وخارج أسوار البيوت القصديرية وما تحمله من أعباء ومعاناة وظروف مزرية قاسية لا تطاق إلى جحيم يتربص بالأشخاص خارجا، إذ يواجه الأشخاص تهديدا آخرا ناتج عن الحيوانات الضالة والمتمثلة في الخنازير التي تطوق المكان الموحش وتعيش فيه، كون أن هذا الحي تحيط به مجموعة أشجار عاتية والتي تعتبر ملاذ هذا الحيوان الخطير والمخيف والمثير للرعب والذي يهدد الأشخاص غداة دخولهم أو خروجهم من الحي، وهو ما عبر عنه السكان لتطلعنا زهية أحد سكان هذا الحي لتقول في هذا الصدد أن الخنازير حولت يومياتهم إلى جحيم حقيقي، لتضيف بأن هذه الحيوانات باتت تسير جنبا إلى جنب معهم. وتمتد مظاهر الخوف إلى الأطفال، والذي حول هذا الحيوان يومياتهم إلى جحيم، لتخوفهم الدائم من اعتراض طريقهم وخاصة خلال هذه الفترة التي يحتاج فيها الأطفال إلى التنقل على نطاق واسع بسبب ذهابهم وإيابهم إلى المدرسة أين قد يصادفون هذا الحيوان المفزع والتسبب لهم في الهلع إن لم يكن إيذاء لهم.
خطر الموت يهدد العائلات تحت أعمدة الكهرباء
ولم تخلو المظاهر الفوضوية لهذا الحي القصديري من جملة المشاكل التي يتخبط فيها السكان، بحمله صفات الفوضوية بكل معانيها وخطورتها، وذلك لاحتواء البيوت القصديرية على عدادات كهرباء عشوائية ومهترئة تنبئ بوقوع كوارث حتمية في أي وقت بسبب الطريقة التي ركبت بها، مهددة سلامة الاشخاص. ولم تقتصر الخطورة على العدادات فحسب، لتمتد الى ما هو اشد خطورة من ذلك ألا و هو الأسلاك الكهربائية المتشابهة والمكشوفة للعيان ما قد تشكل تهديدا لسلامة الاشخاص، وذلك لما قد ينجر عنها من شرارات كهربائية قد تحدث الكارثة وحرق البيوت او صعق الاشخاص والتسبب في هلاكهم وهو جل ما يخشاه قاطنو الحي، وهو ما عبر عنه العديد ممن التقيناهم ليعربوا عن امتعاضهم الشديد لما آلت اليه الاوضاع بهذا الحي العتيق الذي يسكنونه منذ عقود من الزمن، ليمتد تهديد هذا الواقع الذي يفرض نفسه و الناتج عن العدادات الكهربائية الفوضوية والعشوائية والأسلاك المكشوفة لفصل الشتاء الذي لا تفصلنا عنه أشهر قلائل اين تبتل تلك الاسلاك وتضاعف من خطرها المتمثل في صعق الاشخاص والشرارات الكهربائية.
السكان يطالبون المير بترحيلهم
وقد طالب سكان هذا الحي الذي تعصف به جميع المظاهر المزرية التي تنغص حياة قاطنيه من كل الجوانب السلطات المحلية وعلى رأسها ولاية الجزائر لانتشالهم من الواقع المزري الذي لازمهم لأكثر من خمس عقود، وتزويدهم بسكنات لائقة تليق بالأشخاص وتضمن لهم الحياة الكريمة بعيدا عن ما واجهوه من معاناة طويلة، حيث أودعوا ملفات طلب سكنات في العديد من المرات دون جدوى سوى تلك الوعود التي يتلقونها في كل مناسبة وكل مرة يطالبون بسكنات لائقة ليبقى مصيرهم معلق بيد السلطات، في انتظار أن تفرج عنهم وانتشالهم من القصديري باتجاه سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وتضمن لهم العيش الرغيد بعيدا عن القصدير والسكنات الهشة الغير اللائقة.
قيطوني يحمّل الولاية المسؤولية
وفي ظل هذا الواقع المرير الذي تكابده 600 عائلة بحي بوفريزي ببوزريعة ولازيد من 50 سنة، أوضح محمد الأمين قيطوني، رئيس بلدية بوزريعة، في اتصال ل السياسي ، أن العائلات القاطنة بحي بوفريزي والبالغ عددها حوالي 600 عائلة قمنا بالإجراءات اللازمة من إحصاء وتسجيل وضعيتهم المزرية وقدمنا التقرير المفصل للدائرة والتي بدورها تدرس الملف وستقدمه للسلطات الولائية، كما أن الولاية على اطلاع بوضع هذه العائلات وننتظر ما ستفرج عنه النتائج.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/10/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عائشة القطعة
المصدر : www.alseyassi.com