تعليمية النص المسرحي في مرحلة ما قبل الجامعة (السنة الثالثة ثانوي أنموذجا). مقاربة توصيفية

لقد مسّ التجديد الحادث في المقررات المدرسية الجزائرية في ضوء الإصلاحات الجديدة، كل أنشطة مادة الأدب العربي، وأبرزها النصوص التعليمية المختارة للتحليل والمقاربة على اختلاف أجناسها (شعر، نثر، سرد، مسرح...). على أن التّعويل كان هاهنا على المتعلِّم (المتلقّي) باعتباره مدار العملية التعليمية تحقيقا للمنهج المبتغى القائم على أساس المقاربة النصّية من جهة، والمقاربة بالكفاءات كاختيار بيداغوجي من جهة أخرى. فالمتعلِّم عبر هذه المناهج الجديدة يكتسب ثقافة عامة ومعارف نظرية وعلمية، وتتطور قدراته على التعلم الذاتي، والاندماج بنجاح في مجتمع المعرفة.(1) فالمستهدف الأول والأخير إذن، هو المتعلِّم باعتباره يُشكّل(قلب العملية التربوية لذلك يهتم بكل خبراته وقدراته واهتماماته عند استخدام الأساليب الحديثة في التدريس).(2) والحق أن مؤلّفي كتاب السنة النهائية في الشعب الأدبية سعوا جاهدين -خدمة للعملية التعليمية والتربوية -لاصطفاء نصوص من الأدب العربي تتّسم بالتعدّد والاختلاف، لتنمّي الملكة اللغوية والأدبية والفكرية للمتعلّم، بحيث تجعل من المتعلّم منهجيا في عمله، موضوعيا في تفكيره، مقنعا في نقاشه، معتزّ ا بمقومات أمته، واعيا بدوره في المجتمع الذي ينتمي إليه، ومساهما بشكل فعّال في بناء حضارته العربية الإسلامية.(3) ولقد أكّدت الدراسات التّربوية أن مثل هذه النّصوص(ترمي إلى تنوير الفكر وتهذيب الوجدان وتصفية الشعور وصقل الذوق وإرهاف الإحساس).(4)