الجزائر

تعليم شاق بالمناطق النائية لتلمسان


تبقى قساوة التعليم بالمناطق الجبلية و النائية وصمة عار في قطاع التربية بتلمسسان لغياب المرافقة داخل المؤسسات التربوية لتوفير التدفئة التي تتطلب المتابعة والتقصي في وضعية التلاميذ بمداومة يومية لتفادي الإغفال الكلي لهؤلاء خلال دخولهم للأقسام لأنهم يخرجون من مساكنهم تحت البرودة الشديدة في ظل الظروف الصعبة المتزامنة مع فصل الشتاء والذي تعكسه حالات حية من المتمدرسين المجبرين على قطع مسافة طويلة للالتحاق بمقاعدهم أمام عقبات لا تقوى عليها هذه الشريحة الصغيرة المتطلعة لطلب العلم في جو يفتقد لشروط الدفء الذي يريح النفس و يساعد على التمدرس لا سيما إذا كانت المناطق التي ينحذر منها التلاميذ معروفة بالصقيع وتساقط الثلوج وصعوبة التضاريس فجميعها عوامل تحتاج لديمومة التدفئة في القسم لان أجسادهم المقشعرة و المجمدة بالقرّ تتوقف عن إشارة العطاء بفعل تأثرها بالمدة الزمنية التي يترجلون فيها بين المنزل و المدرسة فما بال حجرة مثلجة يمكث فيها زهاء سبعة ساعات من برنامج الصبيحة و ما بعد الزوال .هذه الصورة القاتمة لم يرسمها الخيال و إنما يسردها واقع مخزي يعيشه أطفال أبرياء يتقاسمون غبن التدفئة المتذبذبة و معاناة العالم الخارجي خصوصا القاطنين في الدواوير المتاخمة للغابة على سبيل الإشارة خمسين تلميذا من قرية _الطاقة _ يزاولون دراستهم بمدرسة الشهيد صفرجلي علي الواقعة بقرية الدشرة مازر ببلدية بني سنوس تلاحقهم ظروف جد صعبة لان التدفئة مرة متوفرة ومرة أخرى منقطعة نظرا لاستعمال قارورات غاز البروبان بمدفئة المؤسسة و التي يبقى في معظم الأحيان هؤلاء التلاميذ رهن برد لا حل له سوى التعجيل في ربط المنطقة بغاز المدينة و أضف لهذا المشكل المسلك المؤدي للمدرسة ضيق و وعر وخطير سيما من جهة المنبع الذي يعبره تلاميذ دوار سيدي محند أغريب في خوف و رعب حتى انه مؤخرا سقطت تلميذة مصابة بالصرع من الحافلة لانعدام في غياب القابض فتدخل السائق لإنقاذها.
و بدوار القصبة يمشي التلاميذ على منحدر جبلي للذهاب إلى مدرسة سيدي العربي بنفس جهة مازر تحت الأمطار و الثلوج وأي تدفئة يحلمون بها حين يجدون أجهزة التدفئة بالمدرسة منطفئة . و ببلدية سيدي الجيلالي وحسبما علمناه من الوسط التربوي أن مدرسة قرية بوغدو أُغلقت بغرض ترميمها و حول تلاميذها إلى مدرسة قرية عين الصفا فيمشون مسافة 3 كلم .و يعاني تلاميذ ماقورة المتمدرسون في الطور المتوسط بالبويهي الحدودية البعيدة عنهم ب25 كلم لانعدام متوسطة بمنطقتهم وأفاد مصدر من قطاع التربية أن تلميذ تعرض لحادث مرور بين مفترق الطريق بين العابد و البويهي زيادة على مشكل التدفئة غير المنتظم لعدم التزام البلدية بتزويد المؤسسات بالوقود. نفس الظروف يعيشها أبناء قرية كزروطة بحدود تلمسان مع سيدي بلعباس فيبيتون ليلهم بمنازلهم في البرد و يتنقلون للمدرسة في في البرد و لا يجدون سوى البرد في الأقسام .و يتساءل أولياءهم عن مصير لم تتوافق فيه الوضعية الاجتماعية بسبب تهميش المدارس النائية أما بمدرسة أبي بكر بقرية حوض عطا الله التابعة إقليميا لبلدية لعريشة السهبية فان التلاميذ من أبناء الحوض والبدو المقدرون ب 21 تلميذا يمشون 5كلم و يعودون أدراجهم دون دراسة لغياب الأساتذة المتعاقدين الذين يتعذر عليهم الالتحاق بعملهم بسبب مشكل النقل وقال مصدر من نقابة «السناباب» أن هؤلاء بحاجة إلى النقل المدرسي أو تحويلهم إلى مدرسة بلحاجي بوسيف على الأقل لضمان التدفئة ونفس المعاناة يعيشها عشرات التلاميذ بمدرسة بوحسون الكائنة وسط الغابة و بمدرسة سيدي المخفي يرتعش 27 تلميذا ذهابا و إيابا وداخل الأقسام و من المفروض حسب المصدر أن تتدعم المدارس بحافلات جديدة لفك العزلة عنهم في الأرياف .و ما نشير إليه وبعد التحري في التدفئة المدرسية صادفت «الجمهورية «حالة متساوية بالوسط الحضري و بالضبط بمدرسة عفيف الدين بمدينة تلمسان التي يدرس فيها 750 تلميذا احتج أساتذتها و أولياء التلاميذ أول أمس على غياب التدفئة المركزية رغم مناشدة المدير للمجلس البلدي لتلمسان لأجل التدخل و تصليح المضخة لكن ظل الإشكال مطروحا .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)