من تعلم لغة قوم امن شرهم , قول شائع و البعض ينسبه خطأ للنبي صلى الله عليه و سلم . لكنه يحمل في طياته تصورا سلبيا عن علاقة الشعوب و الحضارات ببعضها و يتعارض مع قوله تعالى : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" .
هذه المقولة تفترض الشر في كل قوم يتكلمون لغة لا نعرفها و على ذلك فتعلم لغاتهم يدفع عنا شرهم , لكن أليس الأسلم أن تعلم لغة قوم تجعلنا نستفيد من تجاربهم و معارفهم و علومهم ؟؟ شعوبا و قبائل لنتعارف كما أراد الله عز و جل و بدون إصدار أحكاما عن غيرنا لان أكرمنا عند الله اتقانا !!!!
ألا تساهم هذه المقولة لاشعوريا في صياغة شخصية مسلمة متقوقعة و لا تسعى للانتفاع من الثقافات و الحضارات الأخرى و التعلم منها . و تسيء الظن في كل من يختلف ثقافيا عنها ؟؟
قال زيد بن ثابت : أمَرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فَتَعَلَّمْتُ له كتاب يهود ، وقال : إني والله ما آمن يهود على كتابي . فتعلمته ، فلم يَمُرّ بِي إلاَّ نصف شهر حتى حذقته ، فكنت أكتب له إذا كَتب ، وأقرأ له إذا كُتب إليه . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .
هذا هو ما روي عن تعلم لغة الأعاجم، ولعل بعضهم صاغه بتلك العبارة. وهو حديث يخص ذلك الوقت فقط، إذ أنه في تلك الفترة - فترة حرب - لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمن على الإسلام من هجمات اليهود.
أما الحقيقة فإن الإسلام شجع طلب العلم، وتعلم اللغات الأجنبية يعد طلبا للعلم، وتبادلا للثقافات والحضارات وتعارفا بين الشعوب كما ترمي إليه الآية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/09/2019
مضاف من طرف : ladra
صاحب المقال : داود العدرة
المصدر : شخصي