شابت العملية الانتخابية لتجديد المجالس الشعبية البلدية والولائية بشرق البلاد، عدة تجاوزات استدعت تدخل قوات الدرك الوطني والشرطة على مستوى عشرات المراكز الانتخابية. فيما سجلت اللجان المحلية المستقلة لمراقبة المحليات أكثر من 93 طعنا وتحفظا، كان أخطرها تعرض مؤطرين للاستحقاقات للضرب من طرف مترشحين واعتراض سبيل ناخبين بالأسلحة البيضاء.
وسادت ببلدية العلمة، ولاية عنابة أجواء من الفوضى بعد تعرض رئيس مكتب انتخابي بمركز “الحصحاصية" إلى الصفع والضرب المبرح من طرف متصدر قائمة الجبهة الوطنية الديمقراطية بعد منع أحد مراقبي الحزب من الدخول لرفضه استظهار الوثائق التي تثبت هويته، وقد حررت كافة التشكيلات السياسية المشاركة في الاقتراع بالبلدية رسالة تنديد وتهديد بالانسحاب من السباق في حال استمرار الفوضى، غير أن السلطات سارعت لتعزيز حضور أعوان الدرك بالمراكز الانتخابية بعد وصول تعزيزات من المجموعة الاقليمية للدرك الوطني بدائرة الحجار. وفي عين الباردة تدخلت مصالح الشرطة لفض اشتباكات بين أنصار مترشحين اثنين كانا يقومان بتنشيط الناخبين وتوزيع أوراق الانتخابات على المواطنين داخل المركز، وأوقفت المصالح الأمنية ثلاثة أشخاص وحررت في حقهم محاضر سماع وتحويلها إلى الجهات القضائية.
وشهدت العملية الانتخابية بولاية ڤالمة نشوب شجار عنيف بين مواطنين، كاد أن يخلف سقوط ضحايا لولا تدخل مصالح الدرك الوطني، مع تسجيل بعض التجاوزات في كثير من مراكز الانتخاب على غرار ما حدث في مركزي اقتراع وسط المدينة، بسبب وضع أوراق التصويت لحزب التجمع الوطني الديمقراطي في شكل يلفت الانتباه ولا يشبه بقية أوراق الأحزاب الأخرى المشاركة في الانتخابات، ما أثار حفيظة ممثلي الأحزاب السياسية المعنية بالانتخابات، إلى جانب تسجيل جملة من الأخطاء الإدارية في عدد من مراكز التصويت الكائنة في المناطق النائية، تمثلت في عدم إحضار أوراق التصويت لبعض الأحزاب السياسية المعنية بالانتخابات، وهو ما أدى إلى تأخر انطلاق العملية الانتخابية بحوالي ساعة كاملة عن موعدها المحدد على مستوى أربع بلديات. وفي ولاية جيجل شهدت بعض مراكز الاقتراع إنزالا ملحوظا لأفراد الجيش الوطني الشعبي بالعديد من المكاتب. وشهد مكتب التصويت رقم 08، المخصص للرجال بمركز عسيلة عبد الرزاق، بوسط مدينة جيجل، توقّفا في عملية الاقتراع لمدة قاربت ساعتين، في حوالي الساعة الحادية عشرة، بعد اكتشاف نفاد أوراق قائمة حزب جبهة التحرير الوطني، موازاة مع تسجيل نقص في نفس الأوراق بمركز بوراوي عمار، حيث تدخلت المصالح المعنية وقامت بإعادة الأمور إلى طبيعتها بعد تسجيل تحفظات في تقرير مفصل حررته اللجنة المحلية لمراقبة الانتخابات. وبولاية الطارف عاشت بلدية بوثلجة أحداثا دامية بعدما اقتحم شوارعها منحرفون مأجورون تم تجنيدهم من طرف بعض الأحزاب المشاركة في الانتخابات المحلية مشهرين السيوف في وجه ناخبين ومترشحين، وأوشكوا على الدخول في اشتباكات ضارية مع المواطنين خلال توزيعهم لصور وأوراق الانتخاب الخاصة بأحزابهم. وإثر ذلك توجّه مترشّحون لانتخابات المجلس البلدي إلى مقر الدرك الوطني لإعلامهم بما حدث، من أجل اتّخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، حيث تدخلت المصالح الأمنية وألقت القبض على ثلاثة “بلطجية" وبحوزتهم أسلحة بيضاء، حيث تواصل معهم التحقيق إلى ساعة متأخرة من يوم أمس الأول قبل الافراج عنهم بعد تدخل عقلاء من البلدية.
وفي ولاية سوق أهراس سجل متصدرو قوائم وممثلو أحزاب “خروقات"، قالوا إنها تؤثر على النتائج وترجح كفة جهات معينة وطرحوا نقائص متعلقة بتنظيم المراكز وتوزيع المراقبين وتسجيل الناخبين، حيث أجمع من تحدثنا إليهم على وجود مشكل في ترتيب الأوراق التي وضعت حسب وفق منهج لا يحترم الترتيب الولائي. كما تم طرح نقاط أخرى تتعلق بمحاولات التأثير على الناخبين.
وبولاية تبسة سجّلت اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات عدة تجاوزات أثناء عملية الاقتراع، إلا أن هذه التجاوزات لم تؤثر على سير العملية الانتخابية، حسب عضو باللجنة. وحسب المصدر ذاته، فإن هذه التجاوزات تمثلت في غياب ورقة الانتخاب لأحد الأحزاب كما سجّلت بمراكز أخرى شجارات بين المراقبين الممثلين للأحزاب بسبب حضور أعداد كبيرة منهم. في حين أن القانون حدد خمس مراقبين فقط في كل مركز اقتراع وقد تدخلت في هذا الإطار اللجنة الولائية والتي فصلت في الخلاف الذي كان قائما بين المراقبين. وسجلت ولايات الشرق نسبا متفاوتة من حيث المشاركة في الانتخابات البلدية بلغت معدل 41 بالمائة على مستوى 17 ولاية في حين قدرت بنحو 38 بالمائة على مستوى الانتخابات الولائية وهي أرقام تؤكد انخفاضا في نسبة المشاركة بالنسبة للولايات الشرقية مقارنة بمحليات 2007 التي تخطت عتبة 42 بالمائة في البلديات و40 بالمائة في المجالس الشعبية الولائية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/11/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بهاء الدين م
المصدر : www.elbilad.net