أكدت الأديبة وأول امرأة إعتلت منصب وزاري زهور ونيسي أنه من أهداف الجزائر المستقلة خلق وتعزيز علاقة دائمة بين المواطن الجزائري والكتاب، والتي تأتي بتنظيم تظاهرات دولية كبرى كالمعرض الدولي للكتاب، ومشددة على الدور الكبير الذي لعبته المرأة الجزائرية إلى جانب الرجل في الحياة النضالية إبان ثورة التحرير والذي ما تزال تلعبه في الحياة اليوم.
وقد ثمنت أمس ونيسي، على هامش البيع بالتوقيع لكتابها ''بين الزهور والأشواك'' بدار القصبة، المكانة التي تحتلها جريدة «الشعب» وسط الزخم والمنافسة الإعلامية اليوم، معتبرة عميدة الصحافة الجزائرية، التي تحتفل بمرور خمسين سنة على تأسيسها، حبيبة الشعب الجزائري، حيث حملت الكلمة العربية في وقت كانت فيه لغتنا مهددة بسبب الخروج الجديد للاستعمار الفرنسي الذي حاول طمسها، وكشفت الأديبة القديرة أنها من الأقلام الأولى في «الشعب» الناطقة بالعربية، قائلة في هذا الشأن قيمة جريدة «الشعب» في نفسي خاصة ولا تضاهيها أي صحيفة من الصحف الموجودة اليوم، رغم الحصار المضروب عليها ورغم الصعوبات التي مرت عليها والعراقيل التي تواجهها، فهي حاملة الحرف العربي من بداية الاستقلال وأتمنى لها النجاح والتوفيق خصوصا مع الأقلام الشابة.
أما عن دور المعرض الدولي للكتاب في الحياة الثقافية في الجزائر، فبينت ونيسي انه من اجل تعزيز ثقافة ربط علاقة دائمة بين المواطن والكتاب لأن المجتمع القارئ والمتعلم بطبيعة الحال نجاحه مضمون في الحياة عكس غير القارئ والمتعلم، والموارد المادية والمالية التي تصرف على مثل هذه المعارض، فهي ضخمة وكبيرة تعود المواطن الجزائري على اقتناء الكتب لمدة 17 سنة، حتى يصبح تقليدا مماثلا للإهتمام بالتحف والأشياء الثمينة
كما ألحت الأديبة زهور ونيسي على المواطن الجزائري أن يساير الكتابات الحديثة والتي من شأنها تحقيق انفتاح على ما يحصل في العالم الخارجي من تطورات في كل المجالات، حيث أن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة، وكذبت تلك الآراء التي تعتبر الكتاب الالكتروني اكبر قيمة من الكتاب الورقي، مؤكدة أن هذا الأخير يبقى محتفظا بقيمته الإنسانية وهو بين يدي متصفحه وقارئه وهو جالس في بيته منعزلا على الآخرين يعطي اهتماما لتلك السطور الواردة بين طيات خير جليس له.
ومن جهة أخرى رأت ذات المثقفة الجزائرية انه من ضرورة إعفاء الكتاب من الضريبة الجمركية، حتى يكون في متناول الكل ويتمكن اكبر عدد من الكتب النافعة الدخول إلى بلادنا لما لها من دور فعال في مواكبة الفرد والشعب الجزائري للعصر، إضافة إلى تعزيز مكانة خير جليس للإنسان كوسيلة محافظة على تراثنا النظيف الخالي من الشوائب والرواسب التي أدخلت على ثقافتنا من هنا وهناك، ولذلك تفتخر الجزائر باحتضانها وتنظيمها لمثل هذه المعارض.
أما عن تقييم ونيسي لمشاركة المرأة على مدار خمسين سنوات الاستقلال في الحياة المهنية، والسياسية، وغيرها من الميادين الأخرى، فقد ثمنت الدور الإيجابي للجنس اللطيف، الذي كان له ومنذ القديم حضور في مختلف المجالات سواء تعلق بالنضالية أو المهنية وغيرها، قائلة «الاستقلال من دون المرأة لم يكن ليأتي أبدا ، فكفاح الجزائرية كان بالتوازي مع كفاح الرجل، واليوم نجد أن الجزائر وصلت إلى مستوى تحسد عليه من عديد الدول العربية والأجنبية في مساواتها بين الجنسين، وتبقى هناك بعض الذهنيات المريضة ولما أقول مريضة فهي بحاجة إلى علاج وشاذة على الخط العام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ¯ سميرة لخذاري ¯ فواز بوطارن
المصدر : www.ech-chaab.net