بقوزة Bagouza هي منطقة ريفية زراعية تابعة لبلدية تغزوت ولاية الوادي جنوب شرق العاصمة الجزائرية بحوالي 700كم
، تقع بقوزة شمال غرب مقر الولاية بحوالي 22 كم وغرب مقر البلدية ب 8 كم ، يحدها شمالا كل من بلدية قمار (شمال شرق) وبلدية الرقيبة (شمال غرب) وغربا قرية العرفجي التابعة لبلدية الرقيبة وجنوبا بلدية ورماس وشرقا مقر بلدية تغزوت ، ويصل عدد سكانها الى حوالي الف نسمة يمارس اغلبهم النشاط الزراعي .
كانت بقوزة عبارة عن غواطين نخيل يرتادها اصحابها ذهابا وإيابا للاعتناء بها ، من قرية تغزوت بشكل يومي او من مدينة تقرت الواقعة جنوب غرب بقوزة بحوالي 70كم عن طريق القوافل وبشكل موسمي حيث يقضون فصول الربيع والصيف والخريف فيها ويعودون في الشتاء الى تقرت ، وبمرور الوقت فضل بعض هؤلاء الاستقرار بالقرب من اشجار النخيل الخاصة بهم وبنو المساكن بالجبس وحجارة اللوس التي تستخرج من المنطقة عند حفر الغواطين ، وحسب روايات كبار السن - واغلب الظن انها كذلك - ان هذا الاستقرار بدأ منذ العقود الثلاثة الاولى من القرن 20م ، ولا يعرف بالضبط متى بدأ الناس في عملية غرس النخيل فيها لكن يرجح انه كان اواخر القرن 19م .
عانا السكان كثيرا في اعمار المنطقة طيلة الفترة الممتدة من بدايات القرن 20م الى سنة 2000م حيث تحملوا مشقة حفر الغيطان ورفع رملها اما على ظهور الدواب او مباشرة على اكتاف الرجال ، والغواطين مفردها غيطان هو عبارة عن حفر دائرية واسعة يصل محيطها الى 200 متر او اكثر وعمقها من 3 الى 6 امتار ويتم غرس اشجار النخيل فيها والهدف هو الاقتراب من المياه الجوفية للاستغناء عن سقي النخيل يدويا ، حيث توضع جذور فسائل النخيل في الماء او قريبا منه ويطلق على طريقة غرس النخيل هذه بالطلوع او البعلي وهي الطريقة المعمول بها في وادي سوف الى فترة قريبة.
عرفت بقوزة منذ بداية الالفينات نقلة نوعية في النشاط الزراعي بعد وصلها بالكهرباء 1996م وبالطريق المعبد الرابط بين بلديتي تغزوت والرقيبة 1989م فحدثت نقلة نوعية في نمط النشاط الزراعي اذ انه كان يعتمد على الجهد البشري المحض واصبح حاليا نصف ممكنن ؛ وتنتج المنطقة بالدرجة الاولى التمور والبطاطا بالاضافة الى محاصيل اخرى كالقمح والفول السوداني - الكاوكاو- وبعض الخضر الموسمية كانواع البطيخ والفلفل الحار والبصل والثوم وغيرها.
تتوفر بقوزة على مدرسة ابتدائية ( جاب الله مبروك ) ومؤسسة استشفائة (المجاهد عوادي المكي ) ومسجدين احدهما في طور الانجاز وثلاث تجمعات سكنية ريفية مدعمة بالاضافة الى دار للشباب وبيت شباب في طور الانجاز وتجمع محلات (10محلات) وملعب جواري (حاليا مهترئ وفي حاجة الى ترميم).
يتميز اغلب سكان بقوز بالطيبة وحسن الاخلاق والكرم .
اما النمط الذي بنيت عليه المساكن في بقوزة فيتسم بتباعد المساكن عن بعضها ، كون الذين عمروا المنطقة في البداية فضلوا ان تكون بجانب غيطانهم فاصبحت كل عائلة متباعدة عن الاخرى بمسافات متوسطة (من 100الى 200متر واكثر احيانا) ، كما تتسم المنطقة بالحواجز الرملية المرتفعة (تتراوح بين المترين الى حوالي 7 امتار) والتي يطلق عليها ب(العوامي Al-Àouimmi) التي تعمل كمصدات للرياح وتظهر حدود ارض كل عائلة وتتخللها مسالك وممرات من اجل تسهيل عملية التنقل ، لكن الملاحظ مؤخرا ان تلك العائلات توسعت في انشاء السكنات داخل ارضها فتشكلت انوية لقرى صغيرة (من5حتى 20 بيت) واصبحت المنطقة عبارة على تجمعات صغيرة (نزلات) .
ومن ابرز المشاكل التي تعاني منها المنطقة هي التهميش من طرف السلطات المحلية وعدم توفر خدمات الكهرباء والماء والغاز وخطوط الهاتف لكل السكان وانعدام تام لتعبيد بعض المسالك الحيوية التي تربط التجمعات ببعضها وبالطريق الولائي الذي يمر بالقرية ، اضافة الى ضعف خدمات التعليم فقد بدأت تظهر الحاجة لمتوسطة وهناك اضطراب احيانا في خدمة النقل المدرسي ، كما تعرف المنطقة امية في الوسط النسوي وكبار السن لكنها بدات تقل مؤخرا بعد حملة محو الامية التي انخرطت فيها اغلب النسوة الاميات .
يسعى سكان بقوزة لتطوير منطقتهم ويبذلون في ذلك جهدا كبيرا رغم الامكانيات المحدودة والعراقيل
تاريخ الإضافة : 26/07/2020
مضاف من طرف : Ali87tanneche
صاحب المقال : Ali Tanneche
المصدر : روايات شفوية وزيارات ميدانية