رمضان يحيي عادة «الوزيعة» عند العائلات التلمسانية
يقترن إسم النفقة أو «لوزيعة» عادة بالأفراح والمناسبات الدينية منذ القديم، فهذه التظاهرة توارثتها الأجيال عن الآباء والأجداد، والعائلات التلمسانية خاصة القاطنة بالقرى والمداشر التي ما تزال تحافظ على هذه العادة خلال رمضان خاصة في بدايته والنصف منه وليلة الـ 27 المباركة.
مع اقتراب المناسبات الدينية تبدأ العديد من العائلات التلمسانية في التفكير والتشاور لإحياء هذه التظاهرة الاجتماعية الثقافية، خاصة أنها تتميز بالتضامن والتكافل الاجتماعي، خصوصا مع ارتفاع أسعار اللحوم سواء البيضاء أو الحمراء مع بداية الأيام الأولى من هذا الشهر الفضيل، حيث تلجأ العديد من العائلات إلى إحياء تظاهرة النفقة أو الوزيعة للتخفيف والتقليص من المصاريف بسبب غلاء اللحوم التي تعتبر من المستلزمات لتحضير الفطور من جهة، ولتوريث عادات وتقاليد الأجداد من ناحية أخرى، حيث تنطلق العملية الأولى قبل أسبوع من شهر ليتم جمع مبلغ مالي معتبر يمكّن من شراء رؤوس من الغنم أو البقر من طرف العديد من العائلات التي تشاورت فيما بينها وإتفقت على إقامة التضامن فيما بينها مع إدخال الفقراء من المنطقة ضمن العملية دون مشاركتهم ماليا، فيشرع أرباب العائلات في عملية الذبح في مكان هادئ وجانبي لتفادي الازدحام والفوضى، ثم يتم الغسل وكل ما يتعلق بعملية الذبح، وتخصص مساحة لوضع غلاف أو بساط فوق الأرض فوقه قطع اللحم متساوية وتمثل عدد المشاركين وتكتب أسماؤهم فوق ورقة وتوزع على تلك «القطع»، وترتسم الفرحة والبهجة على وجوه الأطفال، حينما يأخذ كلّ واحد نصيبه من اللحم في جو من القناعة والتضامن الاجتماعي، لتبقى هذه العادة تميز أحياء سكان مداشر وقرى وزوايا تلمسان، خاصة في شهر رمضان، حيث تقام العملية في آخر أيام شهر شعبان وتتكرر في النصف منه، لتعاد في ليلة السابع والعشرون من نفس الشهر وتعتبر الوزيعة تراث قديم لا يزال متوارث لدى أغلب قبائل تلمسان من بني وارسوس وبني سنوس ومسيردة، بني منير وأولاد نهار.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/06/2017
مضاف من طرف : tlemcen2011
صاحب المقال : م. بن ترار
المصدر : elmihwar.com