عصاد: شكرا للرئيس تبون على عنايته بالإبداع والأدب
قوانين من شأنها الحفاظ على الموروث اللغوي والثقافي
أشرف الوزير الأول نذير العرباوي، ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، على مراسم تسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية في طبعتها الرابعة، المنظمة من طرف المحافظة السامية للأمازيغية تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، بالتزامن مع الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية يناير 2974.
احتفالية تسليم الجوائز أقيمت، الخميس، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» (الجزائر العاصمة)، وشملت أربع فئات تتعلق بأفضل البحوث والأعمال في اللسانيات، الأدب المعبر عنه بالأمازيغية والمترجم إليها، البحث في التراث الثقافي الأمازيغي غير المادي، والبحث العلمي والتكنولوجي والرقمي. وجرت مراسم الطبعة الرابعة للجائزة بحضور عدد من أعضاء الحكومة، إلى جانب مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمنظمات غير الحكومية وحقوق الإنسان، حميد لوناوسي، وممثلي مختلف الهيئات والمؤسسات والسلطات المحلية والأمنية.
قال الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، إن»المناسبة فرصة للتأكيد على أن الأمازيغية في الجزائر عرفت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، بفضل مجهودات الدولة في تكريس هذا البعد الهوياتي الأصيل، سواء داخل الفضاءات المؤسساتية أو من خلال القوانين والتشريعات التي من شأنها المساهمة في الحفاظ على هذا الموروث اللغوي والثقافي لبلادنا»، مشيرا إلى أن مكانتها القانونية تعززت كلغة وطنية ورسمية وفقا للمادة 4 من الدستور، التي تنص الفقرة الأولى منها على أن تمازيغت لغة وطنية ورسمية، وكذلك المادة 223- فقرة 6 منه- التي جعلت ذلك ثابتا غير قابل للتعديل مستقبلا.
وأوضح عصاد، في السياق، أن المحافظة تجنّدت بوضع تمازيغت في سكة الترقية، مع تعميق مبدإ رد الاعتبار لها من أجل تثبيت مكانتها في منظومتي التربية والاتصال والعمل على الحفاظ على هذا الكنز اللغوي بكل متغيراته اللسانية المتواجدة على المستوى الوطني، وهذا تناغما مع التوجه الذي تبناه رئيس الجمهورية، وأكد من خلاله على أهمية صون مكونات الهوية الوطنية من الإسلام والعربية والأمازيغية وتعزيزها وفق ما جاء في صلب التعهد رقم 12 ضمن التعهدات 54 لبناء ركائز الجزائر الجديدة.
وذكّر المتحدّث بدعامة العمل الهادئ والرصين الذي تقوم بها المحافظة بعيدا عن الديماغوجية والحماسة الزائدة، مستندة في ذلك على خارطة طريق واضحة تتجسد من خلال برنامج سنوي طموح، يهدف إلى استحداث محاور واهتمامات جديدة، على غرار مرافقة مشاريع بحثية في الحقل الأمازيغي، فضلا عن تنظيم منتديات تكوينية وكذلك تشجيع الإبداع الفردي والجماعي، مع السعي على تدوينها ونشرها بكل الوسائط من منظور علمي يعمل على تقوية اللحمة الوطنية ويجعل من التنوع تجانسا وثراء للأمة وعامل استقرار وتماسك اجتماعي.
ويضيف عصاد: يتأكد يوما بعد يوم أن مسار ترقية اللغة الأمازيغية لابد أن يمر عبر إطار هادئ، بعيدا عن أي تسرع أو ارتجال، مع السعي الحتمي لتهيئة الظروف الموضوعية لتفعيل المجمع الجزائري للغة الأمازيغية الذي سوف تربطهم به علاقة شراكة تكاملية وتنسيقية، بهدف المضي قدما بالأمازيغية نحو آفاق واعدة في رحاب الجزائر الجديدة.
وبخصوص جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، فقد شملت أربع فئات، تتعلق بالأبحاث في التراث الثقافي الأمازيغي غير المادي، الأبحاث العلمية والتكنولوجية والرقمنة، اللسانيات والأدب المعبر عنه بالأمازيغية والمترجم إليها. ولقد أكد المتحدث، أنها شكّلت رهانا ناجحا بامتياز، تبارى فيه المبدعون والباحثون الجزائريون على التتويج لاستحقاقها، من خلال اصطفاء أجود وأرقى الأعمال الإبداعية والعلمية المقدمة.
في هذا السياق، أعلنت لجنة التحكيم برئاسة الأستاذ يوسف نسيب، عن أسماء المتوجين؛ ففي فئة الأبحاث في التراث الأمازيغي غير المادي توجت فادية تيجت، من بجاية، بالجائزة الأولى عن عملها حول العادات والتقاليد المتعلقة بتربية النحل وصناعة النحل بمنطقة القبائل. تلتها الإعلامية حميدة شوشان في عملها حول الألعاب الشعبية بمنطقة الأوراس، لتعود الجائزة الثالثة لرشيدة فرتوني عن عملها في الأمثال الشعبية بورقلة.
وفي فئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية والرقمنة، عادت الجائزة الأولى لسندال حسان من البويرة عن معجمه الإلكتروني متعدد اللغات، فيما تم حجب الجائزة الثانية، أما الجائزة الثالثة فتوّج بها طارق افتن من تيزي وزو عن عمله المتمثل في تطبيق كتب مسموعة بالأمازيغية.
فيما يخص فئة اللسانيات، عادت الجائزة الأولى لناصر مهدي من بجاية، عن عمله المتعلق بمدخل إلى علم المعاجم وصناعة المعاجم الأمازيغية والتي استلمها بالنيابة عنه آيت عباس عبد الحق، أما الجائزة الثانية فحظيت بها عائشة حضراني من باتنة عن قاموسها الصغير، بينما عادت الجائزة الثالثة لمحروش محمد الحسن ابن علاوة عن عمله حول كيفية صياغة بعض القواميس من حيث «النطق، القواعد، المعاني والأمثلة».
أما فئة الأدب المعبر عنه بالأمازيغية والمترجم إليها، فقد قرّرت لجنة التحكيم تتويج علاء الدين تافساست من باتنة، عن كتابه «الخطيئة»، والجائزة الثانية لنجم الدين موايسي من سطيف عن كتابه» شارلي ومصانع الشيكولاطة»، وأخيرا عادت الجائزة الثالثة لناصر مزهود عن كتاب «رب الأسرة المهان».
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعاد بوعبوش
المصدر : www.ech-chaab.net