الجزائر

تطور في الذهنيات



تطور في الذهنيات
كان من الصعب على المرأة الجزائرية، في زمن ما، أن تبادر إلى الاستثمار في مشاريع مقاولاتية، وكان من الصعب عليها أيضا أن تجهر برغبتها في ممارسة حرفة ما، خوفا وخشية من أن تلقى الرفض التام من محيطها العائلي أولا، ومن المجتمع ككل، الذي فرض على المرأة عموما التقيد ببعض الحرف التقليدية والتي عادة ما كانت تمارس داخل المنازل، ولا مجال لها أن تغادر إلى فضاءات خارج نطاق البيت.هكذا كانت إرادة الأب والأخ والزوج، ومن ثم المجتمع، قبل أن تتغير المعطيات والذهنيات التي كانت إلى وقت ليس ببعيد، ترى في عمل المرأة، خاصة في مجالات وفروع جرت العادة على اعتبارها مهنا خاصة بالرجال، أمرا غير مقبول، حتى ولو كانت قوانين الجمهورية لا تفرق بين الرجل والمرأة أو تحجر عليها ممارسة نشاط استثماري خاص وفي قطاعات يعتقد أنها تتجاوز بكثير قدراتها الفكرية وجاهزيتها لممارسة نشاط استثماري ثقيل إلى حد ما خاصة في المناطق المحافظة.عندما يقال إن الكثير من المعطيات والذهنيات قد تغيّرت، فلأن المجتمع الجزائري على العموم ومحيط المرأة المباشر على وجه التحديد بدأ يتقبل فكرة أن تمارس النشاط المهني الذي ترغب فيه دون أية قيود، ومن ثم فإن هذا الخيار يكون مبنيا على حظوظ وفيرة لنجاح المشروع الاستثماري، وبالتالي رغبة أكيدة في التفوق وإثبات الذات، وفي تحدي بعض العقليات التي كانت تراهن على فشلها.ليس عيبا في أي مجتمع أن تتسع الفضاءات للنساء من أجل تحقيق الحلم الذي كان يراودهن، كما أنه لم يعد عيبا أن يشجع الأب والأخ والزوج المرأة في إقامة مشاريع استثمارية، بل لم يعد المحيط المباشر للمرأة، ليس فقط يمانع، بل أصبح يشجع المرأة ويحثها على استغلال الفرص التي توفرها السلطات العمومية، في إطار تشجيع إنشاء المقاولة في شتى الميادين، فأصبحت عملية المرافقة من أحد المحيطين بها أمرا عاديا في السنوات القليلة الماضية وهي الحقيقة التي وقفت عليها الكثير من المقاوِلات الجزائريات اللائي تجرأن في يوم ما على إقامة مشاريع وكانت ناجحة بالنسبة لبعضهن وعلى قلتها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)