تميز النصف الثاني من القرن العشرين بما أصبح يدعى بظاهرة انفجار المعلومات؛ والتي تعني فسح المجال واسعا أمام تدفق المعلومات لتشمل كافة جوانب الحياة الإنسانية. إن الدول الغربية الصناعية الكبرى وفي مقابل تحقيق هذه القفزة التقنية الهادفة تحقيق الفورية في إيصال الخبر بأشكاله المتعددة السمعية والبصرية والممكنة تخطي الحدود الوطنية للدول استثمرت أموالا باهضة. الأمر الذي أخضع إنتاج المعلومة إلى منطق السوق؛ فأصبحت سلعة يتوقف رواجها على العرض والطلب.
وبفعل المجهودات التقنية المتواصلة تم التوصل إلى إقامة المجتمع الاتصالي المنشود من طرف الدول الغربية العظمى؛ ذلك الذي"أصبحت فيه الصور حاليا تتحرك بحرية أفضل من الكلمة والمطبوع من قارة إلى أخرى أو بداخل المجتمعات البعيدة جدا. هذه الثورة تحققت بفضل التقنيات أو التكنولوجيا التي ظهرت وسط سنوات السبعينات. تلك التي تسمح لكل شخص بالحصول من خلال طلب له بسيط على توفير خدمات وبرامج كثيرة وعموما غير معروفة لديه". (1)
ولقد نتج عن هذه الثورة الإعلامية؛ وذلك الإرسال العالمي للبرامج الإعلامية حدوث (فجوة إعلامية) بين الدول المتقدمة والدول النامية نتيجة لاحتكار الدول المتقدمة لوسائل الاتصال العملاقة التي تتحكم في نوع ومسار المادة الإعلامية المتداولة. (2)
إن إشكالية التفوق التكنولوجي؛ وما ترتب عنها من اختلال في مجال الإعلام بين دول المركز ودول الهامش سنتطرق إلى إظهارها ضمن هذه النقاط الثلاثة المكونة لهذا العنصر ونستهلها برصد عام للتطور الحاصل في تكنولوجيا الاتصال والإعلام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/05/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - قدور عبد الله ثاني
المصدر : الصورة والاتصال Volume 1, Numéro 1, Pages 37-49 2012-09-01