الجزائر

تطور الشعر في الجزائر مرهون بتطور النقد الشعري



تطور الشعر في الجزائر مرهون بتطور النقد الشعري
سجّل الشاعر ربيع بقدار حضوره المتميز عند نزوله، مؤخرا، ضيفا على عاصمة الثقافة العربية قسنطينة، رفقة وفد ولايته معسكر.. وبعد إلقائه المتمكّن في حفل الافتتاح، التقته "المساء" وتركز الحديث على إمكانيات الجيل الجديد، مع مطالبته بضرورة الاطلاع على تجارب الأجيال السابقة التي تركت أثرها في القافية، كما ربط الضيف تطور الشعر عندنا بتطور النقد.❊ حدثنا عن مشاركتك هذه في فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية معسكر ب"قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015".❊❊— سمحت لنا هذه الفرصة بأن نكون في قلب محيط ثقافي زاخر ورائع ودافئ بالحميمية العائلية، بالتالي لم نجد أنفسنا غرباء عن هذه المدينة الطيبة والمضيافة، وبالنسبة لي، قدمت قصيديتن، ونفخر كون ما ألقيناها من شعر نال إعجاب الحضور، ونحن سعداء لأننا وجدنا أذانا سماعة ونفوسا ذواقة.❊ إلى أي مدى يتعلق الشاعر ربيع بقدار بالحيز المكاني، وما مدى أهميته في عملية الإبداع؟❊❊ الفضاء العام له دور كبير، وإذا ما تأثرت بالفضاء وكانت لديك مساحة للقول، فقل؛ المكان له تأثيره وسحره، وأنا مثلا إذا تحدثنا عن الجزائر، أرى فيها قطرا رائعا، يمثل انتماءنا، وهو أيضا الأم التي احتضنتنا، لذلك لابد لنا أن نتعلق بها ومن ذلك تأتت لي فلسفة الإلقاء، فلسفة الشعور، وأظن أن المكان مهما كان جديدا أو قديما، إذا ولدنا فيه أو اكتشفناه فجأة، لا بد أن نكتب عنه، وفي رأيي المكان هو مرجعية لنا، نسحر به فنقول وننظم شعرا.❊ وماذا عن الحالات الشعرية التي تنتابكم عند الكتابة؟❊❊ بالنسبة لي هناك الوجدان الاجتماعي والعلاقات الإنسانية والعاطفية، وهناك أيضا المعاناة، وبعض القيم، وعموما فإن كل ما له علاقة بالناس والمجتمع يستهويني.❊ كشعراء شباب، كيف تنظرون إلى شعر الجيل الذي سبقكم؟❊❊— طبعا استفدنا من تجربة الجيل الذي سبقنا، ومن الأسماء الثقيلة، منها مفدي زكريا والشابي، وضروري أن نقرأ لمن سبقنا ونستفيد من تجربته ومن إنجازاته، بل من الضروري أيضا أن نتوغل في تاريخ الشعر وتراثه منذ العصر الجاهلي والأموي والعباسي لنتمكن من الإلمام والإبداع والمقارنة، بالتالي نستطيع أن نقول الشعر عن بينة.❊ ألا تشعرون بالفجوة التي يتحدث عنها العديد من الشعراء والصراع بين الأجيال؟❊❊— في الحقيقة، أتفق معهم، فهناك عقدة صراع الأجيال، لكن هذا لا ينفي أن تستفيد من غيرك وممن سبق، أعطيك مثلا بسيطا، حكايا الجدات، لقد استفدنا منها كثيرا، وما كان يقول الحكواتي في الأسواق أيضا استفدنا منه، ربما كانت هناك قطيعة هنا أو هناك بين مختلف الأجيال، لكن هذا لا يجب أن يجعلنا بعيدين كل البعد عن كل ما قيل فيما سبق وإلا حدثت الفجوة التي لا تسمح لنا نحن كجيل شاب بالبناء الجيد والمتين للأجيال اللاحقة، وباختصار ف"الجديد أحبه والقديم لا تفرط فيه".❊ استفاد الجيل الجديد من ثورة التكنولوجيا وتوفر وسائل الاتصال، لكن هذا لم ينعكس بالصورة المنتظرة على الإنتاج الشعري، إلى ما يعود ذلك؟❊❊— سمحت التكنولوجيا بفتح مجالات واسعة للتألق وعرض الإنتاج الشعري بشكل واسع، فهناك "اليوتوب"، وشبكات التواصل الاجتماعي التي تمكن الشاعر من الوصول إلى أكبر عدد من القراء في وقت وجيز، وأتحدث عن تجربة شخصية، فبفضل هذه التكنولوجيا، استفدت كثيرا وتمكنت من عرض إنتاجي الشعري، كما سمحت لي هذه التكنولوجيا بالانتماء إلى رابطة شعراء العرب التي يقع مقرها في دبي، وذلك افتراضيا دون تنقل، أعتقد أن الأجيال السابقة، لو كانت تملك مثل هذه التكنولوجيا الحديثة اليوم، لكانت أحسن وقدمت الأفضل.❊ أنتم الشعراء، كيف تترجمون ما يجري اليوم في وطننا العربي؟❊❊— إذا لم يكن الشاعر إنسانا فلا يمكنه أن يصنع شعرا يليق بأمته ويتطلع إلى غدها، لذلك فإن الشاعر جزء من هموم وطنه وأمته يحمل الهم المشترك ويحس بما يحس به أبناء جلدته، خاصة في هذه الأوضاع الرهيبة.❊ كيف تقيمون اليوم حالة الشعر في الجزائر؟❊❊— أظن أن هناك خطوات إلى الأمام، لكنها تبقى حسب رأيي محتشمة، فهناك إضافات، حسبما نقف عليه في اللقاءات الأدبية والأمسيات الشعرية عبر مختلف أنحاء الوطن، لكنها تبقى بعيدة عن معالجة الأطروحات اللازم معالجتها، والشعراء ليسوا على وتيرة واحدة، فهناك تذبذبات، يوجد شعراء فطاحل جالسناهم في الأمسيات الشعرية واستمعنا لهم ويستحقون أن يكونون في الريادة، لكن يبقى غياب الرؤية النقدية الصحيحة، مؤثرا على تقدم الشعر، فالشاعر لا يبادر ولا ينمو ولا يقدم الإضافة إذا كان الشعر جمهوريا شعبويا، يجب أن يقوم الناقد بعملية التمحيص والغربلة لمساعدة الشاعر على التألق والعطاء.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)