تطبيقا للإجراءات الجديدة للدعم الموجه لهذه الشعبة

يعد حوض الحليب لوادي العثمانية، الذي يمتد أيضا إلى بلديتي شلغوم العيد وتاجنانت، جنوبي ولاية ميلة، من بين أهم الأحواض المنتجة للحليب عبر الوطن، كما أفاد مدير المصالح الفلاحية، رابح فرداس. وقد ساهم هذا الحوض الواعد في تطوير شعبة الحليب وذلك بجمع 21 مليون لتر من الحليب من أصل 39 مليون جمعت خلال الموسم 2015- 2016 عبر ولاية ميلة أي ما يعادل 53 بالمائة من الإنتاج المجمع، حسبما صرح به نفس المسؤول، مقدرا إنتاج الحليب خلال الموسم الفارط ب125 مليون لتر. وتتوفر ولاية ميلة حاليا على ثروة من الأبقار قوامها 100 ألف رأس منها 46 ألف بقرة حلوب منها 18 ألف رأس عصرية وعدد مماثل من السلالات المحسنة إلى جانب 10 آلاف بقرة حلوب تنتمي لسلالات محلية، وفقا لأرقام قدّمتها مديرية المصالح الفلاحية. ويتوفر حوض الحليب لوادي العثمانية على جزء هام من المربين المنتجين للحليب عبرهذه الولاية والبالغ عددهم نحو 1800 مرب يستفيدون حاليا ضمن جهاز الدعم الذي تقدمه الدولة التي تقدم تدعيما للمنتجين بقيمة 12 دج للتر الواحد من الحليب المنتج المدفوع إلى جانب 5 دج للمجمعين و4 دج للمحولين. ويتم توجيه الحليب المجمع بولاية ميلة نحو 4 ملبنات تنشط عبر ولاية ميلة، 23 مليون لتر في الموسم الفارط، إلى جانب 9 ملبنات أخرى عاملة ب7 ولايات أخرى بمجموع 16 مليون لتر من الحليب مجمع خلال الموسم الماضي. ويتم تسديد مستحقات المتعاملين في المجال (منتجان و91 مجمعا ومحولان) في الوقت، كما أكده رابح فرداس، وذلك تطبيقا للإجراءات الجديدة للدعم الموجه لهذه الشعبة والتي تتكفل بها مديريات المصالح الفلاحية. وتدعم الدولة أيضا تزويد المنتجين بالفصة وتوفير الكلأ الأخضر من أجل دعم الشعبة وتحسين مستوى إنتاج الحليب. وتؤدي التحفيزات المقدمة من قبل الدولة بالتأكيد إلى تزايد الاهتمام بهذه الشعبة والاستثمار فيها مقارنة بما كان عليه الحال في الماضي، على حد تعبير الطبيب البيطري، مصطفى قارة، المكلف بمتابعة الإنتاج الحيواني بمديرية المصالح الفلاحية. ولم يكن الحليب المجمع بميلة خلال العام 2009 يتجاوز ال10 مليون لترا ما يدل على تطور مطرد لشعبة الحليب في بهذه الولاية وتتلقى ذات مديرية المصالح الفلاحية العديد من طلبات الاستثمار لإقامة ملبنات حديثة واقتناء رؤوس أبقار حلوب عصرية كما يتم اعتماد مجمعين جدد باستمرار الأمر الذي من شأنه أن يزيد من قدرات إنتاج وجمع وتحويل الحليب الطازج. وقد هيأت مجموعة قروز بوادي العثمانية ذات الحضور القوي في تحويل الحليب بالولاية، بقدرة تحويل بأزيد من 1,2 مليون لتر من الحليب شهريا، إسطبلات ووسائل اقتناء 500 بقرة حلوب لتوزيعها على المنتجين واقتناء إنتاجها من الحليب كما تعتزم ملبنة ميلة حليب اقتناء 250 بقرة لنفس الغرض إلى جانب المزرعة النموذجية معزوزي بوادي النجا والمرتبطة بشراكة مع مؤسسة خاصة، إذ تعتزم جلب 250 رأسا من سلالات عصرية. وتعتزم مجموعة بوالصوف الشروع مطلع العام القادم 2017 في تشغيل مركب عصري لتربية الأبقار الحلوب بقدرة إنتاج تصل إلى 6 ملايين لتر سنويا، حسبما ذكره مسؤول المجموعة، مليك بوالصوف. وسينطلق هذا المركب الذي توشك أشغال إنجازه على الانتهاء بمنطقة الخضراوية بوادي العثمانية في جانفي القادم ب300 بقرة حلوب من السلالات العصرية على أن يبلغ حقا رقم 2000 بقرة حلوب مع برنامج إنتاج العلف الأخضر على مساحة ب1300 هكتار من الأراضي التي تملكها المجموعة. ومن شأن تطوير قدرات الاستثمار في هذه الشعبة ولاسيما بحوض الحليب لوادي العثمانية العمل على رفع مستوى الإنتاج والجمع وتحويل الحليب الطازج بما يسمح بتقليص نسبة اللجوء لمسحوق الحليب المستورد من الخارج، كما يفيد متعاملون في المجال. كما سيكون لتشغيل محيط السقي الفلاحي للتلاغمة على مساحة 4447 هكتار بدء من العام القادم أثر إيجابي كبير في مجال تشجيع تربية المواشي وبالأخص لسقي زراعة الكلأ الأخضر بما يزيد من قدرات تربية الأبقار الحلوب في مراعي المنطقة، حسبما ذكره مدير المصالح الفلاحية بالولاية.