تبعا للفصل الذي يحدثه بنيامين بين نمطي التاريخ سالفي الذكر، وبالنظر لالتزامه الفكري (والسياسي أيضا) بخط المدرسة الفرانكفورتية ذات النزوع النقدي الماركسي، يعلن منذ البداية أن مهمة االنقد الحقيقي للتاريخ هي مهمة موكولة حصريا إلى "المؤرخ المادي"، أي المؤرخ الماركسي الذي يحلل وقائع التاريخ على ضوء فكرة "الصراع الطبقي" ، استنادا إلى مقولة ماركس الشهيرة: "إن تاريخ كل المجتمعات هو تاريخ للصراع الطبقي". وعليه فإن من أولويات مهمة المؤرخ المادي هي هدم مسلمات غريمه المؤرخ التاريخاني، وعلى رأس هذه المسلمات مسلمة : "التقدم" (Progrès).
إن فكرة التقدم كما هيمنت على جميع صور التاريخانية هي ، بنظر فيلسوفنا، فكرة غير أصيلة بتاتا، إذ هي مجرد تعبير مخادع تبنته فلسفة التاريخ البرجوازية من أجل تمديد عمر "المنتصر"، وتأبيد إرادة الهيمنة للطبقة الحاكمة ضد "الآخر المهزوم أو المغلوب على أمره.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/10/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بلعاليا دومة ميلود
المصدر : التدوين Volume 8, Numéro 1, Pages 8-16 2016-12-02