الجزائر

تصفيات 2010 شاهدة عليه: سعدان أزاح السينغال والفراعنة في أم درمان



تصفيات 2010 شاهدة عليه: سعدان أزاح السينغال والفراعنة في أم درمان
لا يختلف اثنان على أن مشوار الناخب الوطني خلال التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا ومونديال 2010 الأسبق رابح سعدان، كان ولا يزال الأصعب في تاريخ المنتخب الوطني، الذي واجه أصعب المنتخبات وأزاحها من طريقه بالنتيجة والأداء. وكان الدور التمهيدي الأول من التصفيات من أعقد الحلقات على الإطلاق بالنسبة لشيخ المدربين وطاقمه الفني، خاصة أن المنتخب وقتها أي في 2008 كان مشكلا من تركيبة جلها من اللاعبين المحليين الذين كانوا يفتقرون للخبرة اللازمة، إلا أن خبرة وحنكة الشيخ الذي كان حاضرا في مونديالين على التوالي ويتعلق الأمر بمونديال 1982 بإسبانيا ومونديال المكسيك 1986، مكنت الأفناك من تخطي الصعاب واجتياز الدور التمهيدي الأول بسلام.
البداية كانت بالسنغال وختامها مسك أمام الفراعنة بأم درمان
استهل المنتخب الوطني الدور التمهيدي الأول بهزيمة خارج الديار وتحديدا بالعاصمة السنغالية داكار بنتيجة 1-0، لكن وعلى الرغم من ذلك تمكن أشبال المدرب سعدان من التدارك، وشكلت مباراة العودة بين الخضر وأسود التيرانغا التي احتضن فعالياتها ملعب مصطفى تشاكر يوم 5 سبتمبر 2008 والتي كسب رفقاء بزاز رهانها بنتيجة 3-2. وما يمكن الإشارة إليه في هذا السياق هو القوة التي كان يتمتع بها المنتخب السنغالي الذي كان أبرز المرشحين لاقتطاع تأشيرة التأهل إلي الدور التمهيدي الأخير المؤهل لنهائيات أمم إفريقيا 2010 ومونديال جنوب إفريقيا. كما أن الناخب الوطني رابح سعدان لم يكن يحظ بدعم الفاف وقتها وكان الجميع يراهن على إقصاء الخضر المبكر، لكن حنكة الشيخ ونيته الخالصة تجاه الألوان الوطنية جعلته يكسب الرهان ويتأهل إلى الدور التمهيدي الأخير. علما أن تعثر السنغال بداكار أمام المنتخب الغامبي صب في صالح أشبال الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان الذين بلغوا المراد بعدما تعادلوا خارج الديار أمام المنتخب الليبيري بنتيجة بيضاء. وجدد شيخ المدربين العزم على اقتطاع تأشيرة التأهل إلي مونديال جنوب إفريقيا بعد 23 سنة من غياب الخضر عن الساحة الكروية العالمية، وكان له ذلك عندما استهل المشوار بتحقيق تعادل ثمين وفي ظروف مناخية جد قاسية بالعاصمة كيغالي، قبل أن يطيح رفقاء الحارس ڤاواوي بأبطال القارة السمراء ويتعلق الأمر بالمنتخب المصري بملعب تشاكر بنتيجة 3-1، وواصل الخضر التألق تحت وصاية شيخ المدربين رابح سعدان حينما عادوا بالزاد كاملا من زامبيا، حيث أطاحوا بهذا المنافس في عقر داره وبثنائية لا غبار عليها، ماجعلهم يستحوذون على صدارة المجموعة الرابعة، ثم استقبل الخضر بعدها المنتخب الزامبي بملعب شاكر في مباراة كانت صعبة المنال وفاز فيها الخضر بنتيجة 1-0 من توقيع صايفي، لتليها مواجهة رواندا، هذا المنافس الذي قدم إلي الجزائر خصيصا لخدمة مصلحة المنتخب المصري لكن وعلى الرغم من ذلك فاز الخضر بنتيجة 3-1، وبعد هذه المباريات دقت ساعة الحسم بالنسبة لبوڤرة ورفقائه الذين شدوا الرحال في 11 نوفمبر إلي القاهرة لمواجهة المنتخب المصري، ولم تكن هذه السفرية عادية بالنسبة للخضر الذين تعرضوا لاعتداء في الطريق المؤدي إلى الفندق مباشرة بعد وصولهم من إيطاليا مقر تربصهم قبل المباراة، وهو ماعجل بهزيمتهم بثنائية نظيفة، إلا أن موقعة الحسم كانت في أم درمان بالسودان حين تمكن المنتخب الجزائري وشيخه سعدان من الإطاحة بالفراعنة وحسم التأهل إلى المونديال الذي كان حلما يراود كل جزائري، بل كان طعمه خاصا وذلك بعد 23 سنة من الغياب عن الساحة الكروية الدولية.
رابح سعدان ل "البلاد":
“ينبغي على حاليلوزيتش العودة إلى التاريخ لمعرفة نزعتي الهجومية"
أكد الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان، أن تاريخه سيظل شاهدا على كل من تسول له نفسه انتقاده، وقال شيخ المدربين إنه بدأ مسيرته الكروية كلاعب في الهجوم، قبل أن يتحول إلى متوسط ميدان هجومي، لينهي مسيرته كمدافع محوري. وردا على الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش الذي وصفه بالميال للدفاع، بالنظر لقلة الأهداف خلال قيادته للخضر، أوضح سعدان أن تاريخ مسيرته مع الخضر في تصفيات
كأس العالم 1986 خير شاهدا على نزعته الهجومية ومباراة تونس تظهر ذلك.
^ وحيد حاليلوزيتش أكد في تصريحاته الأخيرة أنك تميل إلى الدفاع وهو ماجعل الأهداف تقل خلال قيادتك للمنتخب الوطني مقارنة بطريقته التكتيكية؟
على حاليلوزيتش أن يراجع التاريخ لكي يعرف من أكون فعلا، وبالعودة إلى تاريخ مشواري الكروي كلاعب، فقد بدأته كمهاجم مع ناديا مولودية باتنة وفريق قسنطينة أيضا، قبل أن أتحول بعدها إلي متوسط ميدان هجومي، وبشأن منصبي الدفاعي فقد تم الاستنجاد بي في هذا المنصب مع المنتخب الوطني الجامعي، وشكلت تلك الفترة تحولا نوعيا في منصبي الأساسي وهو ما جعلني أنهي مسيرتي كمدافع مع فريق اتحاد البليدة، واسألوا لالماس عني إن كنتم لا تعلمون.
^ لكن القاطرة الأمامية للمنتخب سجلت صحوة لا مثيل لها في عهدة المدرب وحيد حاليلوزيتنش، كيف تبررون قلة الأهداف في عهدتك؟
ينبغي على حاليلوزيتش العودة إلى تاريخ المنتخب وتحديدا في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 1986، حيث حققنا مشوارا لا نظير له، وتمكنا من إنهاء التصفيات دون خطأ في 13 مباراة خضناها، كما أن مباراتنا أمام تونس خير دليل على ذلك.
^ ماذا حدث أمام المنتخب التونسي في تلك الفترة ؟
هزمنا المنتخب التونسي في عقر داره وبملعب المنزه بنتيجة 4-1، وأكدنا تفوقنا خلال لقاء الإياب حين فزنا على هذا المنافس بنتيجة 3-0، وسجلنا 7 أهداف خلال مواجهتين فقط، وهو الأمر الذي يعكس نوعية اللاعبين الذين كانوا تحت وصايتي. أما خلال التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس إفريقيا ومونديال 2010 فقد شكلت منتخبا من العدم، خاصة أننا لم نستفد من خدمات يبدة ومغني وغيرهم من اللاعبين إلا بعد قانون الباهاماس. أما في الوقت الحالي فالمنتخب يملك لاعبين مميزين ووضعت كل الإمكانيات تحت تصرفهم وهنا تكمن المفارقة.
^ هل فوزك على حاليلوزيتش في موقعة كابيندا يؤكد قوتك وتفوقك عليه؟
موقعة كابيندا دليل من بين الأدلة التي تؤكد ما يمكن أن يفعله المدرب المحلي، وعلى حاليلوزيتش أن لا ينسى رباعية سطيف في مرمى اتحاد جدة وما فعله بلحوت يومها.
منتخب حاليلو سقط في اختبار مالي
بالنظر إلى إحصائيات كل مدرب، نجد أن المنتخب الوطني بقيادة البوسني وحيد حاليلوزيتش سجل على كل المنتخبات التي واجهها ابتداءا من تنزانيا وصولا إلى ليبيا عكس منتخب سعدان. وفي ثمان مباريات لعبها المنتخب الوطني بقيادة وحيد حاليلوزيتش سجل الخضر 17 هدفا في 8 مباريات بمعدل هدفين في المباراة الواحدة، في حين المنتخب الوطني بقيادة رابح سعدان سجل 29 هدفا في 31 مباراة بمعدل 1,06 هدف في المباراة وهي حصيلة جد ضئيلة، لكن المفارقة بين سعدان وحاليلوزيتش تكمن في طبيعة المنافسين بالدرجة الأولى، حيث لم يسبق له وأن واجه منافسين أقوياء كالفرق التي واجهها الخضر في التصفيات المزدوجة على غرار السنغال وأرمادته، وزامبيا وخاصة المنتخب المصري. فيما خسر حاليلوزيتش أول رهان صعب له على أرض محايدة أمام المنتخب المالي وهو الأمر الذي لم ينقص من قوة سعدان. وبالعودة إلى تاريخ الشيخ ومشواره مع المنتخب الوطني، فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نضع المشوار الماراطوني الجد مشرف للخضر وقتها في طي النسيان، حيث تمكن المدرب الوطني رابح سعدان من كسب الرهان واقتطاع تأشيرة التأهل لمونديال مكسيكو دون أي خطأ، وخاض الخضر وقتها 13 مباراة لم يذق طعم الهزيمة في أي منها، وجاءت مواجهة الحسم أمام المنتخب التونسي والتي حقق فيها رفقاء ماجر الفوز ذهابا برادس بنتيجة 4-1، وأكدوا ذلك في موقعة الإياب، حيث فاز الخضر بنتيجة 3-0، ليظهر هذين اللقاءين قوة الشيخ الهجومية لما يكون بحوزته لاعبين من طينة الكبار على غرار عصاد، بلومي وماجر، كما هو الحال عليه حاليا بالنسبة للمدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش.
موقعة كبيندا كابوس أزلي لحاليلوزيتش
رغم الهزيمة القاسية التي تلقاها الخضر في الدور نصف النهائي من الدورة 27 لكأس أمم إفريقيا على يد المنتخب المصري، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك تمكن الناخب الوطني رابح سعدان من الإطاحة بالمنتخب الإيفواري ونجومه المعروفين على غرار دروغبا وجيرفينيو ويايا توري في موقعة كابيندا التي كانت مقبرة لمنتخب الفيلة وشكلت كابوسا للمدرب الوطني الحالي وحيد حاليلوزيتش الذي لا يزال يتذكرها بلا شك، كيف لا وقد أقيل بعدها من العارضة الفنية للفيلة وحرم من خوض غمار المونديال الإفريقي الذي لا يزال يحز في نفسه. وعليه يبقى المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان بطلا دون منازع وبفضل جهوده عاد المنتخب إلى الواجهة بعد سنوات عجاف.
سعدان لم يكن مخيرا في انتهاج الخطة الدفاعية
يبدو أن المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش أخطأ التقدير حين أكد في تصريحاته الأخيرة تباين الخطط التكتيكية بينه وبين سعدان، حيث قال البوسني إنه يميل أكثر للعب الهجومي، على عكس سعدان الذي كان يميل للخطط الدفاعية، لكن وبالعودة إلى حقبة التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال 2010 ، نجد أن شيخ المدربين كان يعتمد على المجموعة لإحداث الفوارق على عكس الوقت الحالي، حيث يملك حاليلوزيتش أرمادة من اللاعبين، خاصة المهاجمين.
ولنفترض أن سعدان كان مولوعا بالدفاع وكان لا يحبذ انتهاج خطط هجومية، فهل كان حاليلوزيتش ليصمد أمام المنتخب الإنجليزي في المباراة الثانية من مونديال جنوب إفريقيا؟ ، وهل كان بوسع البوسني التفوق تكتيكيا على فابيو كابيلو؟
للإجابة على هذه التساؤلات، ينبغي أولا تحليل مواجهة الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 ، والتي انهزم فيها الخضر بثنائية أمام المنتخب المالي، حيث دفع حاليلوزيتش ثمن مغامرته في الهجوم غاليا، وفوت البوسني على نفسه فرصة العودة بنقطة ثمينة من ملعب محايد.
إعداد: وليد. ح
^ النتائج المحققة في مشوار الخضر في حقبة سعدان
خلال الدور التمهيدي الأول للتصفيات المزدوجة 2010
30 ماي 2008 السنغال 1-0 الجزائر
6 جوان 2008 الجزائر 3 – 0 ليبيريا
14 جوان 2008 : غامبيا 1 – 0 الجزائر
20 جوان 2008 : الجزائر 1 -0 غامبيا
5 سبتمبر 2008 : الجزائر 3-2 السنغال
11 أكتوبر 2008 : الجزائر 0-0 ليبيريا
الدور التمهيدي الأخير المؤهل ل "كان " ومونديال2010
29 مارس 2009: رواندا 0 – 0 الجزائر
7 جوان 2009 : الجزائر 3 – 1 مصر
21 جوان 2009 : زامبيا 0 – 2 الجزائر
5 سبتمبر 2009 : الجزائر 1 -0 زامبيا
10 أكتوبر 2009 : الجزائر 3-1 رواندا
14 نوفمبر 2009 : مصر2 -0 الجزائر
18 نوفمبر 2009: الجزائر 1-0 مصر
^ النتائج المحققة في مشوار الخضر في حقبة حاليلوزيتش
تانزانيا 1- 1 الجزائر
الجزائر 2- 0 جمهورية إفريقيا الوسطى
غامبيا 1 – 2 الجزائر
الجزائر 4-0 رواندا
مالي 2- 1 الجزائر
الجزائر 4- 1 غامبيا
ليبيا 0 – 1 الجزائر


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)